واشنطن - مصر اليوم
يختلف تعريف السعادة من شخص لآخر، ولكن تبقى دائما رغبة الأهل آباء وأمهات- وخاصة الأم- متمثلة فى إسعاد أبنائهم وجعلهم يشعرون بالحب وتعليمهم كيف يحبون كل من حولهم وتعليمهم أيضا كيف يتعاملون مع تحديات الحياة المختلفة. وأحيانا قد تفاجأ الأم بالأشياء التى من شأنها أن تسعد الطفل، فقد أثبتت أبحاث الخبراء أن السعادة لا تتمثل فى إعطاء هدية للطفل، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل الذى تغدق عليه أمه بالهدايا وتحاول حمايته دائما من أى إحباطات وتحاول حماية مشاعره دائما سيشعر بالملل عندما يكبر ولن يشعر بالسعادة. يجب على الأم أن تعلم الطفل تنمية مجموعة من الأدوات الداخلية التى يمكنه الاعتماد عليها ليشعر بالسعادة فى مراحل حياته المختلفة. وعلى الأم أن تدرك أنها يجب عليها ألا تكون طبيبة نفسية لكى تتمكن من إسعاد الطفل بطرق معينة ومدروسة، مع الوضع فى الاعتبار أنه مع بعض السعادة والصبر يمكنها أن تحافظ على سعادة طفلها باستمرارية وتجدد. أحضرى لطفلكِ دفترا صغيرا وساعديه على تسجيل الأحداث اليومية التى قد تكون ملهمة والأشياء التى يكتشفها يوميا والأسئلة التى قد تكون لديه والتجارب التى يمر بها يوميا، ويمكنكِ مثلا أن تساعدى طفلكِ فى تسجيل بعض اللحظات المهمة فى حياته مثل المرة الأولى التى رأى فيها البحر والشاطئ أو مثلا تسجيل ذكريات المرة الأولى التى ذهب فيها للتخييم. واعلمى أنكِ عندما تقومين بتعويد طفلكِ على تسجيل وكتابة أفكاره والتجارب التى يمر بها فإنه سيتعلم بهذه الطريقة كيف يستمتع باللحظات الصغيرة فى الحياة وكيف يقدر الجمال فى كل معالم الحياة. حاولى تخصيص وقت لطفلكِ كل أسبوع تحاولين فيه معه اكتشاف أمر جديد، وهو الأمر الذى سيجعل طفلكِ يقدر قيمة الفضول ويقوى من رغبته فى التعلم، كما أنكِ بتلك الطريقة ستتقربين من طفلكِ وستكون علاقتكما ببعضكما البعض قوية. واعلمى أنه مع مرور الوقت وتعلم طفلكِ معكِ مهارة جديدة، فإن هذا الأمر سيقوى من صلتكما ببعضكما البعض أكثر وأكثر. ساعدى طفلكِ على تقدير كل ما حوله وعلميه أيضا كيف يعبر عن شعوره بالامتنان لكل مَن حوله ولكل اللحظات التى يمر بها مثل لعب الكرة معكِ فى الحديقة أو مشاهدة شروق الشمس وكل اللحظات المميزة الأخرى. واعلمى أن الطفل كلما عبر عن تقديره لكل ما حوله فإنه سيصبح شخصا أكثر سعادة. إذا عاد طفلكِ من المدرسة وهو يشعر بالضيق ويشكو من زميل له فى المدرسة ويقول إنه يكرهه فلا تقومى على الفور بنهره أو انتقاده أو التحدث معه بطريقة سلبية، لأنكِ إذا فعلتِ هذا الأمر فإن الطفل سيكتم مشاعره السلبية الحزينة، ولذلك فمن الأفضل أن تستمعى لطفلكِ وتسمحى له بالتعبير عن مشاعره لأن الطفل عندما يشعر أنكِ تفهمينه فإنه سيكون أكثر سعادة. إن الروتين اليومى للطفل والعادات اليومية أمور ستجعل الطفل يشعر بالاستقرار والأمان والسعادة، فالعادات اليومية مثل الوجبات العائلية وروتين النوم والاستحمام كلها أمور تقوى من الأواصر العائلية وستجعل الطفل أكثر إنتاجا وشعورا بالسعادة. إن ممارسة الرياضة لا تحافظ فقط على صحة الطفل ولكنها أيضا أمر سيجعله يشعر بالسعادة. لا تجعلى يوم طفلكِ مزدحما بالأمور الواجب عليه فعلها من نشاطات وواجبات مختلفة فيجب عليكِ أن تسمحى لطفلكِ بأن يكون على طبيعته وألا يكون محكوما بعدد من النشاطات المبالغ فيها، فيجب أن يتم منح الطفل فرصة للاختراع والابتكار والحلم وإذا كان طفلكِ سيمارس الرياضة فاحرصى على أن تكون تلك الرياضة المفضلة لديه هو وليست المفضلة لديكِ أنتِ. إذا كان طفلكِ على سبيل المثال فى عيد ميلاد أحد أصدقائه وشعرتِ أنه حزين بعض الشيء فعليكِ أن تسمحى له باختبار الحزن أحيانا لأنه جزء من الحياة. علمى طفلكِ كيف يتطوع لمساعدة الآخرين وهو أمر سيجعله يشعر أن حياته لها قيمة وسيجعله أيضا أكثر سعادة.