واشنطن ـ وكالات
يعتقد الكثير من الآباء والأمهات أن الاحترام يجب أن يكون من طرف الأبناء فقط. ولكن فى الحقيقة فموضوع الاحترام يجب أن يكون من الطرفين لأنه فى تلك الحالة سيكبر الطفل ليصبح شخصا بالغا ومحترما. إن أى إنسان يريد أن يشعر دائما بمدى قيمته واحترامه عند الآخرين، وعلى الأخص يشعر أفراد العائلة بأنهم يريدون احترام بعضهم البعض. ويأتي موضوع الاحترام ليكون شديد الأهمية فى علاقة الأهالى والأبناء خاصة بين الأم وأبنائها، ولكن قليلا ما تعرف الأم كيف تجعل طفلها يحترمها بطريقة إيجابية. وإليك بعض الأفكار والنصائح والتى يمكنك من خلالها كسب احترام طفلك. لكى تكسبى احترام طفلك، يجب أن تحترمى أنت الآخرين. واعلمى أنك إذا عاملت طفلك بطريقة سلبية وبغير احترام فإن مثل هذا الأمر سيكون أثره سلبيا وسيئا على علاقتكم. يجب عليك أن تقومى بإظهار حبك لأبنائك ولكن فى نفس الوقت قومي بوضع حدود وقواعد معينة للتعامل بينكم حتى لا يتعداها الأبناء. عليك أن تعاملى طفلك باحترام، فعلى سبيل المثال إذا كنت ستطلبين من طفلك إحضار كوب من الماء لك فاطلبى منه هذا الأمر بصيغة الطلب وليس الأمر، وافعلى نفس الأمر إذا كنت تريدين من طفلك إغلاق التليفزيون فافعلى هذا بصيغة أنك تطلبين منه ولا تأمرينه. يجب عليك أن تكونى مثالا أمام طفلك وقدوة له. ففى كثير من الأحيان يحاول الأهل تعليم أبنائهم أنه من الخطأ عليهم اتباع أسلوب السخرية من الآخرين ولكنهم فى المقابل يفعلون هذا الأمر هم أنفسهم. وفى أحيان أخرى قد تعاقب الأم طفلها بسبب أنه يرفع صوته عليها عندما يكون غاضبا ولكنها فى نفس الوقت قد تفقد أعصابها على الطفل ليس لسبب قوى. عليك أن تفهمى أنك إذا أردت لطفلك أن يحترمك، فعليك أن تكونى أنت مثالا لكيفية احترامه واحترام الآخرين. إن تعليم طفلك كيف يحترمك يجب ألا يأتى بطريقة مباشرة دائما، فيمكنك مثلا أن تقومى بمساعدة أحد جيرانك أو تتطوعي للأعمال الخيرية مما سيجعل طفلك يحترمك أكثر كإنسانة وبالتالى كوالدته. احرصى على قضاء الوقت مع طفلك، فيمكنك مثلا أن تقومى باصطحابه للصيد أو لقراءة القصص مع بعضكم البعض أو تفعلون أى شئ بغرض التسلية مما سيجعل طفلك يرى مدى حبك له وبالتالى فإنه سيقدرك ويحترمك أكثر. إن طفلك وهو صغير السن قد يرتكب العديد من الأخطاء دون أن يكون مدركا لنتيجة وعواقب ما يفعله. فالطفل عادة ما يكون مترددا حول تقرير ما إذا كان أمر ما صوابا أم خطأ، ولذلك تصبح مسئولية الأهل مساعدة أبنائهم وتعليمهم تحمل مسئولية أفعالهم وهو الأمر الذى بالضرورة سيجعل الطفل يحترم أهله. لا تترددى أبدا إذا شعرت أنك يجب أن تعتذرى لطفلك فى حال ارتكبت خطأ ما لأن هذا الأمر لن يقلل من شأنك بل بالعكس فإنه سيجعل الطفل يرى أنك تتحملين مسئولية أخطائك مما سيجعل الطفل يفعل نفس الشئ. حاولى أن تتفهمى عقلية طفلك وتمنحيه مساحة شخصية إذا أراد هذا الأمر لأن العديد من القيود على الطفل قد تضايقه مع الوضع فى الاعتبار أن هناك فرقا بين احترام الطفل لك وخوفه منك. احرصى على أن تتفاهمى مع طفلك بطريقة تناسب سنه، فلا تتحدثى مع طفلك مثلا بطريقة لا تناسب عمره لأن هذا الأمر سيجعله لا يحترمك. لا تحاولى أن تكونى مضحكة زيادة عن اللزوم وانظرى فى عين طفلك وأنت تتحدثين معه مع الحرص على استخدام كلمات يفهمها الطفل. قومى بمكافأة طفلك على تصرفاته الإيجابية ومعاقبته إذا ارتكب أمرا سيئا أو خطأ. واعلمى أن مكافأة طفلك على سلوكه الإيجابى سيبنى بينكم نوع من الاحترام لأن الطفل سيستوعب أنك تلاحظين مجهوداته وسيرى أيضا أنك تهتمين بكيفية تصرفه وكيفية تطوره ونموه كشخص. أما إذا كنت ستعاقبين طفلك على تصرفاته السيئة فيجب أن تفعلى هذا الأمر بطريقة إيجابية وفيها احترام عن طريق شرح عواقب أفعال الطفل له بطريقة هادئة. كونى دائما صادقة مع طفلك ولا تعطيه وعدا على سبيل المثال أنك ستخرجين معه ثم تتراجعين في تنفيذ هذا الوعد.