لندن ـ صوت الإمارات
سيبدو العالم بالنسبة للكثير من الأطفال فى السن الصغيرة مخيفا فى كثير من الأحيان. ويجب على كل أم أن تعلم أن الخوف جزء طبيعى من طفولة طفلك ، وبالتأكيد فإن كل أب وكل أم يريدان أن يضمنا أن طفلهما يشعر دائما بالاطمئنان مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا يكون شعور الطفل بالخوف بدرجة معينة أمرا ليس سلبيا على الإطلاق بل أمر مهم. واعلمى أن شعور الطفل بالخوف هو أمر طبيعى ويدل على أن الطفل يتعلم كيفية التعامل مع العالم من حوله. وتصبح مهمة الأم هى تعليم طفلها فى الأساس كيفية التعامل مع مخاوفه المختلفة وهو أمر أساسى وضرورى للطفل سيساعده على حل مشاكله فى المستقبل. يجب على والدى الطفل وخاصة أمه احترام مخاوفه والأمور التى تقلقه والعمل على دعمه لتجاوز تلك المخاوف والتعامل معها بإيجابية. يخاف معظم الأطفال فى مرحلة ما من الظلام ولمساعدة طفلك فى التغلب على هذا الخوف أو التعامل معه يجب أن تعلميه مثلا كيف يقوم بإضاءة الأضواء فى المنزل مع إضافة لمبة إضاءة صغيرة فى غرفة الطفل. اجعلى طفلكِ يشعر بأنه يتحكم فى كمية الإنارة داخل غرفته مع إمكانية تقليل الإضاءة تدريجيا. حاولى أن تجعلى طفلكِ يتفهم طبيعة الظلام فيمكنكِ مثلا أن تصطحبيه للتمشية وتشرحى له عدم وجود شيء مخيف فى الظلام وأنه يمكنه أن يرى أشياء جديدة فى الظلام. لا يوجد فى واقع الأمر شيء يسمى وحوش ولكن الطفل بالتأكيد لن يستوعب مثل هذا الكلام الذى ستعملين على طمأنة الطفل من خلاله. إن الطفل يكون خياله واسعا ولذلك فإنه قد يتخيل وجود وحوش فى الأركان المظلمة فى المنزل وعليكِ فى مثل تلك الحالة ألا تستهزئى بمخاوف الطفل وأن تأخذيها بنوع من الجدية. ويمكنكِ مثلا أن تقومى بالتحقق من المساحة تحت السرير أو داخل الدولاب وقولى لطفلكِ أن الوحوش لن تكون قادرة على أن تمسه بأى نوع من أنواع الأذى. إذا كان طفلكِ يخاف من الطقس والتقلبات الجوية المختلفة فعليكِ مثلا أن تجعليه يلعب خارج المنزل فى الأحوال الجوية المختلفة أو يمكنكِ أن تقومى بإعداد قائمة يمكن للطفل من خلالها التعرف على حالة الجو كل يوم حتى يكون مستعدا. فى كثير من الأحيان سيشعر الطفل بالخوف من الأحلام السيئة والكوابيس التى قد لا تجعله قادرا على التفريق ما بين الواقع والخيال. وقد لا يستطيع الطفل التعبير شفهيا عن الكوابيس أو الأحلام السيئة التى تنتابه ولكن سلوكياته قد تتغير فيبدأ فى البكاء والصراخ وقد يقول لكِ إنه لا يريد الخلود للنوم لأنه يشعر بالخوف وفى تلك الحالة عليكِ أن تعملى على تهدئة الطفل وتقولى له إنكِ بجانبه دائما. وإذا زادت الكوابيس عند طفلكِ فيمكنكِ أن تستشيرى الطبيب فى هذا الأمر. إن الخوف من الغرباء أمر صحى عند الأطفال لأن الطفل يجب ألا يتحدث أو يتعامل مع شخص لا يعرفه مع الوضع فى الاعتبار أن الأمر قد يكون سلبيا إذا بدأ الطفل فى الخوف من التحدث مع الأقارب والأصدقاء. امنحى طفلكِ بعض الوقت ليتعرف على الشخص الموجود أمامه قبل أن تتوقعى منه التواصل بإيجابية مع هذا الشخص. سيكون من الطبيعى أن يشعر الطفل بالخوف والقلق بعض الشيء إذا كانت أمه ستتركه وحده لأول مرة واحرصى فى تلك الحالة على ترك الطفل مع شخصية تثقين بها قبل خروجكِ من المنزل على أن يكون وداعكِ للطفل قصيرا مع الحرص على أن تقومى بطمأنته أنكِ ستعودين بعد الانتهاء مما تقومين به. يكون الخوف من الأطباء أمر طبيعى عند الطفل فى مرحلة من المراحل لأن الطفل فى السن الصغيرة قد يربط عيادة الطبيب بالشعور بالألم. يجب أن تقومى بتجهيز طفلكِ لكل الإجراءات التى سيقوم بها الطبيب عندما يزوره الطبيب