واشنطن ـ صوت الامارات
من المشكلات الاجتماعية التي قد تواجه أطفالنا عدم إحساسهم بأهميتهم وقيمتهم في عائلاتهم ومجتمعهم، ويقع على عاتق كل أم مهمة أن تجعل طفلها يشعر بقيمته وبأهميته فى العائلة وفى المجتمع لأن هذا الأمر يعد ضروريا من أجل نمو الطفل وتطوره اجتماعيا بطريقة إيجابية.
إن ثقة الطفل بنفسه وشعوره بأهميته من بين أسلحة الطفل لمواجهة التحديات المختلفة، مع اعتبار أن الطفل إذا كان شعوره تجاه ذاته إيجابيا فإنه سيكون قادرا على التعامل مع المشاكل المختلفة، وتحمل الضغوطات السلبية التى قد يواجهها.
وبالإضافة لما سبق فإن الطفل سيكون أيضا أكثر إيجابية وتفاؤلا. وقد أثبتت التجارب أن الطفل الذى يشعر أنه مهم يكون أكثر احتراما للآخرين، ويكون متفوقا من الناحية الدراسية أو الأكاديمية، ولا يكون التفوق مقصورا فقط على الدراسة، بل يمتد أيضا لمجال الهوايات، وعلاقاته بالآخرين.
أما الطفل الذى يشعر بأنه غير مهم فإن ثقته بنفسه تكون ضعيفة جدا، وتصبح كل المشاكل عنده مصدر قلق كبير. الطفل الذى لا يشعر أنه مهم يكون محبطا ومكتئبا فى كثير من الأحيان، كما أنه يكون كثيرا غير قادر على التعامل مع المشاكل أو محاولة حلها، ومع الوقت فإنه يتحول لشخص سلبى. إن الأم هى أكثر مَن يتأثر بالطفل، فهي تلعب دورا أساسيا فى جعله يشعر بأنه مهم، وله قيمة ولذلك يجب عليكِ دائما أن تثنى على طفلكِ إذا قام بعمل جيد، وأن تمتدحيه أيضا عند محاولته فعل أى أمر جيد، وعلى الجهد الذى يبذله. يجب أن تساعدى طفلكِ على التعلم من أخطائه وإخفاقاته، مع الحرص على أن تكونى صادقة فى أى مدى تمنحينه للطفل.
يجب أن تقولى للطفل إنه من الطبيعى أن يرتكب أى إنسان خطأ، ولكن هذا الأمر لا يعنى أنه أصبح مكروها ممن حوله. واعلمى أن الطفل عندما يرى أنكِ واثقة بنفسك، فإنه بالتالى سيكون مثلكِ. ساعدى طفلكِ على أن يكون واقعيا، وأن يعمل دائما على تحسين قدراته ومهاراته، وأن يعمل على تنميتها. شجعى طفلكِ على أن يشارك فى نشاطات تعلمه العمل الجماعى، وكيف يعمل ضمن فريق. ويجب أن تعلمى أن كل تلك الأمور السابق ذكرها ستجعل طفلكِ يشعر بأهميته. إذا قام طفلكِ بأمر جيد فعليكِ أن تثنى عليه، ليس فقط على العمل ككل ولكن أيضا عليكِ أن تقومى بذكر التفاصيل حتى يشعر الطفل أنكِ منتبهة لكل ما يفعله. احرصى على أن تكونى مستمعة جيدة لطفلكِ، وأن تكونى متذكرة أسماء أصدقائه وألعابه المفضلة، وحتى إذا كنتِ تشعرين أن ما يقوله طفلكِ ليس مهما، فعليكِ أن تنتبهى له جيدا حتى لا يشعر أنكِ تستخفين باهتماماته.
كونى حريصة على النظر فى عينى طفلكِ عندما يتحدث إليكِ. تحدثى مع طفلكِ عن الأمور غير المثالية فى شخصيتكِ، وكيف أنكِ تعملين دائما على إيجاد حلول وتصحيح الأخطاء، فيجب على الطفل أن يرى دائما أنكِ مستعدة لتحمل مسئولية أخطائكِ. احرصى دائما على أن تذكرى طفلكِ بالصفات الإيجابية التى يتميز بها مثل الصراحة والوضوح والاستقامة والقدرة على الابتكار. كونى حريصة على قضاء وقت مميز مع طفلكِ ، فيمكنكِ مثلا أن تصطحبيه لتناول الطعام فى الخارج أو لمشاهدة فيلم فى السينما أو يمكنكما أن تذهبا للتمشية معا. يجب على طفلكِ أن يفهم أنكِ ستكونين بجانبه فى الأوقات السيئة والجيدة وأنكِ تحبينه فى كل الأحوال، وأنه حتى لو ارتكب خطأ فإن ظنك قد يخيب به، ولكن حبكِ له لن يتغير أو يقل.
يجب أن تكونى دائما مصدر أمان لطفلكِ. اسألى طفلك دائما عن يومه واحتفلى بأى إنجازات صغيرة قد يحققها. حاولى دائما أن تلعبى مع طفلكِ وأن تقرئى له مجموعة من الكتب والقصص المختلفة التى ستجعل مخيلته واسعة وستنمى عنده القدرة على الابتكار.