لندن _صوت الأمارات
تواجه الجامعات البريطانية خلال الأيام الأخيرة اتهامات بتقويض حرية التعبير في الحرم الجامعي بعد إلغاء فعاليات نظمها الطلاب كجزء من الحدث السنوي للمؤيدين للفلسطينيين والتنديد بإسرائيل بسبب الفصل العنصري، تدخلت جامعة إكستر وجامعة سنترال لانكشاير (جامعة سنرتال لنكاسري) لإلغاء الأحداث التي يقيمها طالب هذا الأسبوع، والتي تهدف إلى رفع مستوىى الوعي حول حقوق الإنسان الفلسطيني، تم إلغاء هذا الحدث في جامعة لندن أيضا لأن المنظمين فشلوا في الحصول على الموافقة اللازمة في الوقت المناسب.
في إكستر، كانت جمعية أصدقاء فلسطين غاضبة بعدما حظرت الجامعة الطلاب من تنظيم عرض مسرحي في الشارع يسمى "نقطة تفتيش"، حيث كان بعض المشاركين يرتدون لباس جنود اسرائيليين في حين أجرى آخرون أدوار الفلسطينيين، وهو الحدث الذي اعتبرته نقابة الطلاب "اتحاد الطلبة في الجامعة"، منع كجزء من أسبوع دولي من المحادثات والأنشطة في الجامعات في جميع أنحاء العالم، "لأسباب السلامة والأمن" قبل أقل من 48 ساعة من الموعد المقرر وتم رفض الاستئناف ضد القرار.
وقع نحو 250 من الأكاديميين، بما في ذلك 100 أستاذ، على رسالة تدين محاولات لإسكات النقاش في الحرم الجامعي عن إسرائيل ومعاملتها للفلسطينيين، تنتقد الرسالة وزير الجامعات، جو جونسون، الذي كتب في الآونة الأخيرة إلى الجامعات في المملكة المتحدة، فيما أعرب الموقعين أيضًا عن قلقهم إزاء تبني الحكومة تعريف التحالف الدولي بأن المحرقة معاداة السامية، التي تقول إنها تسعى إلى الخلط بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية، وجاء في الرسالة أن تلك القرارات تعد تدخلات فاحشة في حرية التعبير، وهجوم مباشرة على الحرية الأكاديمية".
واضافوا أن الأكاديميين في الجامعات البريطانية، يودوا أن يعربوا عن خيبة أملهم في هذا محاولة لإسكات نقاش الحرم الجامعي عن إسرائيل، بما في ذلك انتهاك حقوق الفلسطينيين لأكثر من 50 عامًا، وقالوا إنه لمن الاسف أن نشهد هذا التدخل السياسي الصريح في شؤون الجامعة لمصلحة إسرائيل تحت ستار رقيق وهو القلق حول معاداة السامية".
واتهم المتحدث باسم جمعية أصدقاء فلسطين في الجامعة، فرض رقابة على الطلاب، واضاف "انهم لا يسمحوا بإلغاء الحدث الذي كان دعمًا للنشاط الفلسطيني والحقوق الفلسطينية، وفرض رقابة مباشرة" علق متحدث باسم الجامعة بقوله :" تلتزم جامعة اكستر بحرية التعبير في حدود القانون، والسماح بالاحتجاج الشرعي في الحرم الجامعي، وتمشيًا مع توجيهات الجامعات في المملكة المتحدة، قبل تنظيم احتجاجات في الحرم الجامعي، لا بد من النظر إلى الموقع وبروز الأحداث المخطط لها وتأثيرها على الموظفين والطلاب، وكذلك الحاجة التأكد من أنها لا تحد من قدرة المجتمع في الحرم الجامعي للتحرك بحرية".
وتابع :"تم التخطيط لهذا الحدث المسرحي في الشارع نقطة تفتيش إسرائيلية، وكان المكان المقترحة جزء مزدحم جدًا من الحرم الجامعي حيث الطلاب والموظفين لا يتجمعون فحسب، بل لاستخدام المنطقة بوصفها طريق المحاضرات، وهناك أحداث أخرى تستضيفها جمعية أصدقاء فلسطين هذا الأسبوع حيث سيكون هناك فرصة للجهات فرصة للنظر ومناقشتها في بيئة آمنة وشاملة ".
كانت الجمعية عرضت أخيرًا موضوعًا لتقارير وسائل الاعلام حول معاداة السامية في الجامعات بعد الصليب المعقوف و"الحقوق للبيض" التي تم العثور عليها في قاعات الإقامة في وقت سابق من هذا الشهر، وكان الطلاب فيها يرتدون تي شيرتات كتب عليها شعارات معادية للسامية وعنصرية مكتوبة بخط اليد في مناسبة اجتماعية، وبعدها بدأ التحقيق في الصليب المعقوف وحقوق للبيض مع الجمعية وقال متحدث باسم الجامعة: "لقد خلص التحقيق واتخذت إجراءات تأديبية بما يتماشى مع لوائح الجامعة.
في سياق متصل، طالب منظمو أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي الجامعة بعدم الخلط بين معاداة السامية والنشاط الفلسطيني، وأضافوا "أنه لايوجد أي علاقة مع معاداة السامية"، فيما بدأ يوم الاثنين، تحقيقًا بعد اتهام ممثل الطلاب المنتخبين حديثًا لجمعية اصدقاء فلسطين بنشر تغريدات معادية للسامية،وقال ممثلو الجمعية انها بالفعل وصيا من النقابة التي بدأت تحقيقًا بعد تغريدة نسب اليها من قبل حملة ضد معاداة السامية(CAA)، والتي أوضحت أنه قبل يوم واحد من ذكرى الهولوكوست في يناير/كانون الثاني، غردت جمعية اصدقاء فلسطين: "إن ظل المحرقة يستمر في الظهور من استمرار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لدى انتخاب ترامب".
كما نشرت تغريدة عام 2015: "إذا كان الإرهاب يعني الحماية والدفاع عن أرضي، وأنا فخور بأن يكون ذلك ارهابًا، يا له من شرف للفلسطينيين! " ورفع اعضاء حملة ضد اعداء السامية مخاوف بشأن الكلمات التي تقال في التغريدات المنسوبة إلى افراد جمعية اصدقاء فلسطين من فبراير/شباط 2013 عندما لفت الانتباه إلى محنة سامر العيساوي، وهو السجين الفلسطيني المضرب عن الطعام في السجون الاسرائيلية، تم حذف جميع التغريدات التي أوردتها الحملة.
بدوره أكد رئيس الحملة جدعون فالتر،: "فشلت الكثير من الآليات المصممة لحماية التلاميذ من الكراهية العنصرية والتطرف بشكل واضح هنا، مضيفًا في تصريح لصحيفة الغارديان، أن أحد اعضاء جمعية اصدقاء فلسطين، وتدعى "شويخ"، 26 عامًا، كانت قد تعرضت للبلطجة والتحرش والتهديد والتشهير، وقالت: "لست بحاجة لشرح مدى خطورة هذا في المناخ العالمي الحالي للإسلاموفوبيا، وأود أيضًا أن أشير إلى أن كل هذا لن يكون له أي تأثير على حريتي في الحركة، سيكون لذلك انعكاسات خطيرة عندما أعود إلى غزة، وقد تم بالفعل، أرسلت تهديدات لعائلتي في الوطن، وقبل أيام قليلة، إلى والدي: "ستدفع ابنتك الثمن بمجرد العودة إلى غزة".
قالت شويخ: "أن هذا هجوم وتهديد ضدي في محاولة لإسكاتي وتشويه سمعتي الشخصية، لا سيما كناشط فلسطين وكامرأة مسلمة، وأود أن أؤكد مجددًا أن أنا أحارب ضد كل أشكال العنصرية، بما في ذلك معاداة السامية"، وقال متحدث باسم النقابة الطلاب كان ملتزما بالتحقيق في "مزاعم معاداة السامية" إن رئيس النقابة توبي غلادوين قال : "النقابة والطلاب والمعارضين ضد معاداة السامية في جميع أشكاله، علنية أو خفية"، وأضاف المتحدث باسم الجامعة: أن فريق العمل والطلاب يعملون دون كلل لضمان حصول الجميع على دعم واحتضان، بغض النظر عن خلفياتهم أو الدين أو الجنسية، ولم يتم التسامح بمعاداة السامية".
وفي الوقت نفسه، ألغت جامعة سنتر لانكشاير فاعلية لفضح المفاهيم الخاطئة حول فلسطين وأهمية المقاطعة وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"، من قبل جمعية أصدقاء فلسطين، وقال بيان أولي من الجامعة ان الحدث يخالف تعريف جديد لما يشكل معاداة السامية والهولوكوست، وبالتالي سيكون غير قانوني.
وجاء في بيان لاحق لصحيفة الغارديان الحدث لم يحال إلى السلطات في الوقت المناسب، وبالتالي لا يمكن أن تمضي قدمًا، "قد تم الآن مراجعة دقيقة لمحتوي الفاعلية، ونحن نعمل الآن مع مجتمع الطالب لتنفيذ هذه الأحداث، بعد الإجراءات القانونية الواجبة والتي تنص على أن تدار بشكل صحيح ".
من جانبه أكد رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة، سناء إقبال: "أن الاتحاد يدعم حرية التعبير في حدود القانون، وتأمل أن الحدث الذي يتعامل مع القضايا حول أي هذه الفئة من الطلاب يهتم بعمق جدا وسوف تكون قادرة على المضي قدمًا في المستقبل، حرية التعبير في الحرم الجامعي هو مبدأ هام ونحن سوف ندافع عن ".
وشدد مدير حملة التضامن مع فلسطين بن جمال، أن محاولات منسقة من قبل جماعات اللوبي المؤيد لإسرائيل كانت موجودة للضغط على الجامعات لإلغاء الأحداث كجزء من الجهود الرامية إلى قمع النشاط من أجل حقوق الإنسان الفلسطيني، وتابع: "من المهم أن تصمد الجامعات أمام هذه الضغوط وتتمسك بالواجبات القانونية والأخلاقية لدعم حرية التعبير".