الطلاب اليابانيين

أثار حدث في جامعة "كامبريدج" البريطانية، الجدل بعد ان اشتكى أحد الطلاب من موضوع باللغة اليابانية، فعبر عدد من الطلاب عن غضبهم حول الفعالية التي تحمل عنوان " من طوكيو الى طوكيو" والتي ستقام في وقت لاحق من هذا العام بتنظيم من الكلية ذاتها، في قاعة "ترتنتي هول".

ويأتي هذا الجدل حول الحدث الذي تكلف تذكرته 90 جنيهاً استرلينياً، كمثال على اتخاذ نهج متشدد نحو الصواب السياسي وفرضه على الجامعات في جميع أنحاء بريطانيا. واشتكى الطلاب من أصل ياباني من حدث "ترتنتي هول"، معتبرين أنه "عنصري ومهين"، في ما قال أعضاء اللجنة أنهم "اختاروا الموضوع الياباني كاحتفال بتنوع الثقافات العالمية".

وأشار الموقع الالكتروني للحدث، الى أن المنظمين بحثوا بجدية في السياقات التاريخية للتأكد من انها توفر التمثيل الكلي الواعي لكل ما هو عظيم في الثقافة الحضرية اليابانية، وأضافت اللجنة أنها استشارت الفنانين والمورِّدين اليابانيين لجعل هذه التجربة حقيقة قدر ما يمكن.

ويأتي هذا بعد أيام فقط على احتجاجات حول حدث "قطار المشرق السريع"  بسبب دلالاته العنصرية السامة هذا الأسبوع، ويعتبر الجدل الدائر حول هذا الحدث الذي تبلغ تذكرته 180 جنيهاً استرلينياً وأقيم في كلية "كلير: بجامعة "كامبريدج"، واحداً من خلافات عدة بشأن ما يسمى بـ "الاستيلاء الثقافي على موضوعات الفعاليات في الجامعة."

وطال الهجوم أيضا فعالية تحت عنوان "ليلة هافانا" في كلية "داروين"، والتي وصفت بأنها "مهينة"، وتأتي هذه الضجة بعد الغاء مهرجان الأيام الثمانية حول العالم في الجامعة المذكورة بسبب شكاوى وصفته بـ"العنصرية."

وشجعت كلية "كلير" على اقامة فعالية "قطار المشرق السريع" باعتبارها ليلة للرومانسية والمغامرة على المشاهد والأصوات والروائح من قصص الحب والسفر الفاخر على متن القطار، ولكن الطالب بلوي كنغشاتشفال أشار الى أنه "من الواضح أنهم لم يقصدوا من هذه الفعالية السفر، لأن مصطلح المشرق مازال يحمل دلالات سامة يدل على امتيازات البيض على حساب الاخرين."

وأوضح منظمو الحفل للدفاع عنه أنهم كانوا يعتزمون الاحتفال بالتراث الثقافي لـ"طريق القطار الشهير" وليس لتشويه سمعة المشرق، فيما أشار الزعيم الطلابي السابق تريفور فيليبس أن هذه خطوة للخلف للطلاب لاستهداف أشياء تافهة وغيبة كهذه.

وأقامت حشود من طلاب جامعة "أكسفورد" البريطانية في وقت سابق هذا الأسبوع، مسيرة في الشوارع لإزالة تمثال سيسيل رودس الذي يعود للحقبة الاستعمارية للقرن الـ19، وتعتبر المسيرة جزءاً من حملة مستمرة لازالة التمثال الذي يبلغ طوله حوالي 4 اقدام وهو واحد من ستة تماثيل، ويقع في الجزء الأمامي من مبني "أوريل" وهو يقف في مكانه منذ عام 1911.

ويخلد التمثال ذكرى مؤسس "روديسيا" وهو رمز من ايام الامبراطورية البريطانية التي ترك مبلغا كبيرا من ثروته لاكسفورد لتمويل المنح الدراسية للطلاب في جميع أنحاء العالم، وشملت قائمة علماء رودس الشهيرة الفلكي أدوين هابل والموسيقى كريس كريستوفرسون وزعماء العالم مثل وسيم سجاد وتوني أبوت وبيل كلينتون، الا أن عدداً من الطلاب يعتقدون أنه رمز للاستعمار ويمكن أن يسيء الى الهيئة الطلابية متعددة الثقافات.

وبدأت الدعوات من أوريل العام الماضي بحجة أن قطب التعدين ومؤسس "روديسيا" كان عنصريا واستفاد من الموارد الافريقية على حساب الكثيرين في جنوب أفريقيا.