لندن ـ أ.ش.أ
كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية النقاب عن ضلوع جامعة "وستمنستر" البريطانية في تدريب طالبين اثنين من كوريا الشمالية في مجال أمن الكمبيوتر، وذلك في أعقاب اتهام كوريا الشمالية بمسئوليتها عن تعرض شركة "سوني بيكتشرز" للقرصنة الإليكترونية.
وقالت الصحيفة - في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- إن جامعة "وستمنستر" البريطانية قدمت منحة دراسية لطالبين اثنين من كوريا الشمالية، لتلقى دورات دراسية لديها في مجال الكمبيوتر، حيث كانت تلك الدورات تشتمل على وحدات حول التعرف على نقاط الضعف الموجودة في الشبكات، والتي يمكن لقراصنة الكمبيوتر استغلالها. وأوضحت أن اثنين من أبناء صفوة النظام، الذين يدرسون في جامعة بيونغ يانغ للعلوم والتكنولوجيا، قُدمت إليهما منح دراسية قيمة الواحدة منها 28 ألف جنيه إسترلينى، لدراسة دورات الماجيستير في علوم الكمبيوتر بجامعة وستمنستر في لندن في إطار برنامج استثنائي ونادر للتبادل الثقافي.
يأتي ذلك وسط مخاوف متزايدة ضلوع كوريا الشمالية في عمليات قرصنة على الكمبيوتر، والتي بلغت ذروتها في الهجوم الإلكتروني على شركة "سونى بيكتشرز" في محاولة واضحة من قبل الزعيم الكوري الشمالي جيم جونج أون لعرقلة عرض أحد أفلام هوليود. وأشارت "ديلي تليجراف" إلى أن الدورات التى تلقاها الطالبان الكوريان الشماليان في جامعة وستمنستر، تشمل فهم الهجمات الإلكترونية وتقييم ما إذا كانت الشبكات معرضة للقرصنة الإلكترونية الخبيثة.
من جانبها، قالت جامعة وستمنستر، إن هذا "البرنامج التعليمي" كان المقصود منه "توسيع المدارك والعقول"، وقال متحدث باسم الجامعة: "لقد تم تفعيل المنحة مع جامعة بيونغ يانغ للعلوم والتكنولوجيا لعدد من السنوات، على الرغم من أننا لم نقدم أي منح دراسية من هذا القبيل للطلاب في العام الدراسى الحالي"، مضيفا أنه "يتم تقييم المنح الدراسية على أساس الجدارة الأكاديمية، والدخول إلى المملكة المتحدة يكون من خلال عمليات قياسية لوزارة الداخلية، وضعتها الحكومة للتعامل مع الطلبات المقدمة من الطلاب الدوليين للحصول على طلبات وتأشيرات دخول.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن هذا البرنامج التعليمي يثير القلق من أن تكون بريطانيا قد ساهمت في تعزيز نظام كوريا الشمالية بشكل فعّال عن طريق تزويده بخبرات تقنية في مجال الكمبيوتر؛ هو في حاجة ماسّة إليها. وأوضحت أنه بموجب تلك الحزمة التعليمية، حصل اثنان من الطلاب الكوريين الشماليين على منحة دراسية للحصول على دراسات عليا في مجال الإلكترونيات والشبكات ودورة في هندسة الكمبيوتر، حيث جاءت تكلفة كل طالب 28 ألف جنيه إسترليني، شاملة رحلات الطيران والإقامة ورسوم الدورة وراتبا شهريا لكل طالب.
وهذه الدورة مصممة لمهندسي تكنولوجيا المعلومات المحتملين في الشركات الكبيرة، وهي تعلم الطلبة كيفية بناء شبكات الإنترنت والهاتف المحمول الكبيرة. ومن جانبها، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها غير متورطة في هذا البرنامج، ولكن السفارة البريطانية في بيونغ يانغ وافقت على منح تأشيرات السفر.
وسلطت الصحيفة الضوء على حقيقة أن معظم الكوريين الشماليين لا يملكون الحق في التحرك في أرجاء بلدهم، ومن النادر للغاية السماح للمواطنين بمغادرة البلاد، حيث إن حراس الحدود لديهم الإذن بإطلاق النار على الهاربين الذين يحاولون عبور الحدود.