جامعة الإمارات تطور مضادًا حيويًا

حصلت جامعة الإمارات على براءة الاختراع من مكتب براءات الاختراع الأوروبي، لتطويرها مضادًا حيويًا جديدًا مستخلصاً من نوى التمر المتحللة بواسطة الفطريات، من أجل معالجة البكتيريا الميكروبية في الحيوانات.

وأكد الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، أن الجامعة الوطنية الأولى تستنير في إنتاجاتها العلمية وإسهاماتها البحثية من توجيهات القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،  ورؤى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، نحو الريادة والإبداع والابتكار، وبدعم واهتمام من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لكل ما يُسهم إيجاباً في خلق بيئة ابتكارية مميزة في المجتمع.

جاء ذلك خلال استقباله أعضاء الفريق البحثي لأصحاب الاختراع في كلية الأغذية والزراعة، بحضور الدكتور علي راشد النعيمي، مدير الجامعة.

وهنأ الفريق البحثي، مثنيا على جهودهم في تطوير وإنتاج المضاد الحيوي الذي يهدف إلى معالجة البكتيريا المسببة للأمراض كالجرثومة الإشريكية القولونية والسالمونيلا والعطيفية وجرثومة شيغلا المعوية التي تسبب الإسهال في الدجاج ويمكن انتقالها إلى الإنسان.

ومن جهته، أكد الدكتور علي راشد النعيمي اهتمام الجامعة بالبحث العلمي الذي بدوره يسهم في تحقيق الريادة والتميز في التعليم العالي والبحث العلمي، وهو الأمر الذي تجلى في الابتكارات الفريدة والاختراعات النوعية التي تسهم بها الجامعة في المجالات ذات الأهمية الوطنية والإقليمية والعالمية، وذلك تأتى من خلال متابعة واهتمام الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، الرئيس الأعلى للجامعة، بدعم وتشجيع البحث العلمي والباحثين وتوفير كل المعينات لهم، شاكراً الفريق البحثي المكوّن من الباحث الرئيس الأستاذ الدكتور أحمد حسين، وكل من الدكتور إبراهيم بلال، من كلية الأغذية والزراعة، والدكتور خالد الطرابيلي، من قسم الأحياء بكلية العلوم، وطالب الدكتوراه الإماراتي سالم راشد العليلي.

وأوضح الدكتور غالب الحضرمي، نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا: "إن فريق العمل قام لمدة ثلاث سنوات على تطوير المضاد الحيوي الطبيعي المقاوم للبكتيريا، من خلال استخدام التكنولوجيا الجديدة المتمثلة باستخدام نوى التمر مع فطريات معينة، لإنتاج علف للدواجن ليس له تأثير جانبي، ويمكن استخدامه بديلاً للمضادات الحيوية الكيميائية الاصطناعية"، منوهاً بأن مكتب حماية براءات الاختراع وتسويق التكنولوجيا بجامعة الإمارات سجّل الاختراع في مكاتب حماية براءات الاختراع في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وهونغ كونغ، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

أوضح الدكتور أحمد حسين أن تمر النخيل يعتبر من المحاصيل المهمة لدول الخليج العربي، والإمارات الرابعة بين الدول المنتجة للتمر، إذ يصل معدل إنتاجها للتمر إلى ما يقارب 900.000 طن متري في كل عام.

ولفت إن نوى التمر تشكّل ما نسبته 13 - 15 في المئة من الوزن الكلي للتمر الناضج، ويتم التخلص من نوى التمر أو يقوم المزارعون بإطعامها للحيوانات، ولأن مزارع إنتاج لحوم الدواجن والماشية والأسماك تقوم بإضافة المضادات الحيوية للأعلاف، من أجل تحسين أداء النمو والكفاءة الغذائية، ولحماية الحيوانات من الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض المعوية، فإن هذه المضادات الحيوية تكلف قطاع إنتاج لحوم الحيوانات العالمي مليارات الدولارات كل سنة، ولذا يعتبر المنتج الجديد لنواة التمر المتحللة ذا قيمة عالية، وسيشكّل مصدر دخل جديدا لمنتجي التمور والمزارعين، ويفيد في مقاومة البكتيريا، ويساعد على تصنيع منتجات حيوانية عضوية مهمة".