أبوظبي _صوت الأمارات
أكد أكاديميون وتربويون أن التعليم شكل أحد المرتكزات الأساسية التي قادت مسيرة النهضة الحضارية للدولة منذ قيام الاتحاد، وأن الأساس المتين الذي قامت عليه منظومة التعليم دفع بآلاف الكوادر المواطنة المتخصصة إلى سوق العمل والانخراط في مختلف مجالات التنمية الوطنية، حيث ارتكزت تلك المنظومة على صقل وبناء الشخصية الطلابية المعتزة بهويتها العربية وإرثها الحضاري والمتمسكة بهويتها الإماراتية والمنتمية لوطنها وقيادته الرشيدة.
جاء ذلك خلال الجلسة الرمضانية التي نظمتها جائزة خليفة التربوية بعنوان «زايد ومسيرة التعليم» بفندق سانت ريجيس كورنيش أبوظبي بحضور محمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء الجائزة مستشار رئيس دائرة التعليم والمعرفة، وأمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وسعاد السويدي نائب الأمين العام للجائزة، وحميد عبدالله عضو اللجنة التنفيذية، وأدار الجلسة الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية للجائزة، وتحدث فيها كل من الدكتور عارف الحمادي نائب الرئيس التنفيذي لجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والدكتورة جميلة الخانجي مستشار البحوث والدراسات بمؤسسة التنمية الأسرية، والإعلامية السعد المنهالي رئيسة تحرير مجلة ناشيونال جرافيك العربية.
وفي بداية الجلسة رحبت العفيفي بالحضور، مؤكدة اهتمام جائزة خليفة التربوية بتسليط الضوء على إرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو إرث قالت إنه ثري في جميع المجالات وفي مقدمتها التعليم الذي شكل أحد المرتكزات الأساسية التي قامت عليها نهضة مسيرة دولة الاتحاد، حيث أولى المغفور له القائد المؤسس قطاع التعليم جل اهتمامه ورعايته، فأنشأ المدارس واستقدم المعلمين والمعلمات، وهيأ البيئة التي تمكن الطلبة من الانخراط في عملية تعليمية متميزة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أرسل البعثات الدراسية إلى الأقطار العربية والأجنبية الصديقة لاستكمال تعليمهم العالي والحصول على أرقى الشهادات الجامعية والعودة بعد ذلك إلى الوطن للمساهمة في نهضته وازدهاره، كما أنشأ جامعة الإمارات العربية المتحدة بمرسوم في العام 1976، وبعدها كليات التقنية للعام 1988، ثم جامعة زايد للعام 1998، بالإضافة إلى الكليات والمؤسسات الأكاديمية العسكرية والشرطية والتي تتكامل جميعها في ترسيخ منظومة قوية لتعليم يواكب العصر، ويلبي احتياجات سوق العمل من الكوادر المواطنة المتخصصة.
وتناول الدكتور عارف الحمادي خلال الجلسة محوراً عن الذكاء الاصطناعي ودوره في تطوير التعليم، مشيراً إلى أن الدولة كانت سباقة في توظيف رؤية متطورة في منظومة التعليم من خلال تهيئة بيئة تعليمية داخل الفصل الدراسي تعزز الإبداع، وتفتح أمام الطالب آفاقاً معرفية واسعة، بالإضافة إلى توفر مرافق تعليمية ومختبرات علمية وتطبيقية حديثة تعزز الجوانب النظرية والعملية في أداء الطالب.
وتطرق إلى استراتيجية الذكاء الاصطناعي بالإمارات، ودورها في تكوين قاعدة مواطنة من الكوادر العلمية المتخصصة في المجالات ذات الأولوية الوطنية.
ودعا الحمادي الجامعات إلى طرح برامج جديدة، دون انتظار سوق العمل، وتتوافق مع المتطلبات المستقبلية، وليس احتياجات سوق العمل الحالية فقط. وتطرقت السعد المنهالي إلى دور الإعلام في مؤازرة رؤية «زايد الخير» بشأن انتشار التعليم في مختلف ربوع الوطن عبر عرض البرامج التنموية المعنية ببناء الإنسان كونه اللبنة الأساسية في صرح الدولة. مع التأكيد أن هذا الدور بدأ قبل قيام الاتحاد.
وأشارت إلى بعض المحطات الرئيسة في بناء الصرح التعليمي في عمر الدولة، وما وصلت إليه كما رصدها الإعلام الإماراتي.
وقالت: إن زايد أدرك أهمية الإعلام وبشكل مبكر، واعتبره جهازاً عصبياً لتحريك الأمور، وجعل الشعب متابعاً للمشاريع المنجزة، مؤكدة أن صحيفة «الاتحاد» واكبت هذا النمو والتطور، وكانت تسير وفق ما أراده طيب الله ثراه. وتعرضت بإيجاز لفترات أشرفت خلالها على أرشيف الشيخ زايد في جريدة «الاتحاد» والتحول الرقمي لهذا الأرشيف، داعية الباحثين والطلبة لأن يستفيدوا من هذه الثروة المعلوماتية بأرشيف «الاتحاد» الذي يعد أهم مصدر غني بالمعلومات والصور الموثقة.
وبينت المنهالي أن زايد لم يركز على نجاح الإعلام الإماراتي محلياً فقط، بل سعى أن ينشئ خطاباً إعلامياً يخاطب الخارج ومحيطه الإقليمي.
من جهتها قالت الدكتورة جميلة خانجي: إن الشيخ زايد طيب الله ثراه كان نصير المرأة حيث كان يؤمن بأهمية الدور الكبير الذي تقوم به في بناء الأسرة وفي تفعيل الشراكة التنموية بينها وبين أخيها الرجل، وبفضل الجهود الحثيثة والمستمرة في تمكين المرأة نجد المؤشرات المحلية والعالمية تشهد بمخرجات تمكين المرأة بشكل يفوق التوقعات.