غزة - صفا
أوصى باحثون وأكاديميون عرب بضرورة الارتقاء بالعملية التعليمية على المستوى الإقليمي وإطلاق اتحاد مشترك للجامعات العربية والإسلامية على غرار نظيرتها الأوروبية. وأكدّ هؤلاء الأربعاء خلال المؤتمر الدولي "التعليم العالي في الوطن العربي.. آفاق مستقبلية" بالجامعة الإسلامية بغزة بحضور ممثلين من عدة دول عربية على ضرورة التوجه لمحاولة الربط بين تلك الجامعات في المناهج التعليمية وإيجاد آلية مشتركة للتعاون فيما بينها. ودعا وزير التربية والتعليم العالي بغزة أسامة المزين الباحثين العرب لوقفة جادة من أجل حل كافة المشكلات التي تعاني منها المناهج التعليمية في العالم العربي والارتقاء بالطلاب ليتمكنوا من المساهمة في نهضة وتطوير مجتمعاتهم. ولفت إلى أنّ الطلاب العرب يزخرون بالعديد من الكفاءات والطاقات التي يحتاجها الوطن العربي والإسلامي، لافتًا إلى أنّ مؤسسات التعليم العالي الإقليمية تنفق أموالًا طائلة على التعليم ورفعته في المجتمع. وعلى الصعيد الفلسطيني، لفت المزيني إلى ضرورة مراجعة مناهج التعليم وتوفير تخصصات يحتاجها سوق العمل والتوقف عن تخريج الطلبة في التخصصات التي لا يحتاج إليها سوق العمل. وبارك المزيني حصول الجامعة الإسلامية على المرتبة الأولى على المستوى الفلسطيني والعربي في التصنيف الدولي للجامعات حسب معايير البيئة الخضراء. من جانبه، قال شاكر تقي الدين نيابة عن وزير التربية والتعليم المصري إنّ مؤسسات التعليم العالي يجب أن تسعى للنهوض بالمستوى العلمي والثقافي وتشجيع البحث العلمي. وأشار إلى أنّ التطوير التكنولوجي الملحوظ، جعل تداول المعلومات أمر يمكن الحصول عليه سريعا، كما جعل كتاب المعرفة متاحًا لكل من أرد أن يتعلم. ووفق تقي الدين، يهدف المؤتمر لمواكبة العصر الجديد وتنمية وتطوير التعليم العالي في الوطن العربي والإسلامي، "وتحويل مجتمعاتنا من مستهلكة للمعرفة إلى منتجة لها، تبدع ولا تقلد، تفكر ولا تكرر، تقود ولا تتبع". ولفت إلى أنّ الدور الذي يجب أن يلعبه التعليم العالي هو الانتقال من التعليم التقليدي القائم على الحفظ واسترجاع المعلومات إلى آخر وظيفي فاعل قائمة على التجربة والنقد والتفكير العلمي الهادف الذي يؤدي للاكتشافات الزراعية والصناعية والعلمية والتربوية. وأوضح الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية مصطفى علي من السودان أنّ التعليم العالي يمثل أهم دعائم تطوير المعالم البشرية وتحقيق التنمية الاقتصادية وتوطين المعرفة الإنسانية لتلائم المجتمعات. ولفت إلى أنّ التنمية هي العمود الفقري لضمان نهوض الأمة وتطورها وتلبية احتياجاتها العاجلة والآجلة، "مما يتطلب العمل المستمر لتواكب التطورات الهائلة التي يستهدفها العالم في ظل التطورات الحديثة". وأكدّ أنّه "إذا أراد التعليم العالي في الجامعات العربية والإسلامية أن يتبوأ مكانة سامية، فلا بد أن تتمتع مؤسساته باستقلال إداري وتتبع منهجية علمية دقيقة دون أن تتخلى عن ثوابتها"، مبينًا أنّ النظرة المستقبلية تحتم علينا أن نجعل الطالب هو الجزء الأساسي في العملية التعليمية. من جانبه، دعا أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية جعفر أمين من مصر لتنسيق الجهود العربية والإسلامية للارتقاء بالمناهج التعليمية والتنسيق والتوحد في تلك المناهج. وأكدّ أنّ المفردات والأسس التعليمية بين الجامعات الإقليمية لا تختلف كثيرًا بين الدول العربية والإسلامية على صعيد الأهداف العامة للتعليم، "وهو ما يدفعنا للتواصل الفعلي الجاد وتنسيق آلية مشتركة للتعاون".