"MBA"

تعتبر درجة الماجستير في إدارة الأعمال "MBA"، منذ نشأتها في أواخر القرن الـ19، واحدة من الدراسات العليا الأكاديمية التي لم تكن تتوقف أبدًا ولا تزال مستمرة، في ظل الاحتياجات المتطورة باستمرار من أرباب العمل، واستيفاء المتطلبات المتغيرة للطلاب، والتغييرات الثورية التي تسببها موجات من التكنولوجيات الجديدة؛ كل ذلك قوبل باستعداد أفضل من كليات إدارة الأعمال لتطوير المناهج، و طريقة التدريس، وأماكن التدريس.

مصادر التمويل

وكشفت دراسة تتعلق بمصادر التمويل البديلة لدراسات الماجستير في إدارة الأعمال، أنَّ 29% من المشاركين تلقوا شكلًا من أشكال الرعاية والمساعدة المالية فيما يخص تمويل دراستهم خلال العام 2012.

وأوضحت الدراسة، أنَّه بحلول عام 2014، انخفضت نسبة المستفيدين من المنح إلى 21%؛ على الرغم من تطور مصادر تمويل جديدة، مثل التمويل متعدد الجهات، والإقراض الشخصي على مدى العامين الماضيين، ومن المرجح أن تزيد شعبية تلك المصادر، لتصبح اتجاهًا منتشرًا عام 2015.

ويُعد التمويل متعدد الجهات؛ تمويل يقترض فيه الطلاب رأس المال من المهتمين بدعم الدراسات إدارة الأعمال كاستثمار، وهو متعدد ومتاح، مثل تمويل "برودجي"، و"صوفي"، إذ يقدم "برودجي" الآن قروضًا لطلاب ماجستير إدارة الأعمال في 18 مدرسة معتمدة.

وفي المقام الأول يكون المستفيدون والخريجون من المنح في هذه المدارس، في فئة واحدة أو فصل واحد من الطلاب، وبدلًا من التركيز على تاريخ سداد الائتمان؛ يستخدم نموذج تنبؤي يحسب الدخل المحتمل في المستقبل للمقترضين.

أما قرض "صوفي"، التمويل الاجتماعي، يقدم القروض الدراسية للخريجين العاملين فقط ؛ لذلك في حين أنه ليس مثالي للجميع، فهو مثالي لمن يرغب في دراسة إدارة الأعمال بدوام جزئي.

التخصصات الجديدة

وأبرزت الدراسة الأكثر شعبية على مدار 10 أعوام، أنَّ المتخصصين في ماجستير إدارة الأعمال بذلوا جهودًا كبيرة من أجل تجديد التخصصات العلمية وتطويرها، ومع ذلك، فتلك المواد التي يجري تدريسها الآن قد تغيرت، فسابقا، كان معظمها مرتبط بالتخصصات التي بدأت بها إدارة الأعمال، مثل المالية والتسويق والتخطيط والتكنولوجيا، وكلها لا تزال ذات شعبية كبيرة.

ومع ذلك، فقد ظهرت تقسيمات جديدة خلال الأعوام القليلة الماضية، مثل السلع الفاخرة، والرعاية الصحية، والطيران، التعليم والطاقة؛ ولكن لان أصحاب الأعمال يطلبون تعيينات أكثر تخصصًا؛ يتوجه الطلاب للمطالبة بمجموعة واسعة من التخصصات للاختيار من بينها.

وفقا لطلبات التوظيف من الشركات الكبرى، فإنَّ التخصصات المفضلة في الغالب تتمركز في إدارة الموارد البشرية، إدارة المشاريع والبرامج والتسويق، كما أنَّ هناك تخصصات أخرى أصبحت أكثر شعبية على الصعيد العالمي تتمثل إدارة الموارد، ووفقا لمكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل، سيكون هناك زيادة في الطلب بنسبة 26% في الوظائف اللوجستية بحلول عام 2020.

الأعمال الحرة

يشهد تخصص الأعمال الحرة نموًا ملحوظًا، إذ أظهر زيادة في الطلب عليه من قبل كل من الطلاب، الذين يفكرون في بدء مشروع تجاري خاص بهم، وأيضًا من قبل أرباب العمل.

ولم تعد مدرستا "لندن للأعمال" و"هيس باريس" الاثنتين الرائدتين فقط في ذلك المجال، إذ شهدت الكثير من المدارس تحولًا كبيرًا لطلاب إدارة الأعمال، للحصول على دراسة في هذا التخصص.

بينما في الماضي، كان التردد يشوب أرباب العمل فيما يخص توظيف خريجي ماجستير إدارة الأعمال الحاصلين على دورات دراسية في الأعمال الحرة ،خوفا من محاولة هؤلاء الموظفين الجدد استخدام هذه الوظيفة لتعلم الخدع التجارية قبل أن يتركوا الشركة لبدء مشاريع خاصة بهم، أما شركات اليوم فقد تزايد إدراكها لأهمية الابتكار والمهارات الجديدة كي تتمكن من المنافسة.

التغيير في المناهج الدراسية

وتعلمت المدارس أنَّ التغيير في البيئة الاقتصادية العالمية ينبغي أن يعني تغييرًا في "ماهية" و "كيفية" ما يدرس للطلاب، ومن هنا صمم تلك التغييرات على المناهج الأساسية في هذا الاتجاه لضمان حفاظ المدارس على دورها في تعليم إدارة الأعمال.

ومن بين أهم التغيرات في المناهج الدراسية الأساسية الجديد التركيز على القيادة، وتنظيم المشاريع، مع طرح مجموعة واسعة من التخصصات الاختيارية، تنمية مفهوم مسؤولية الشركات الاجتماعية على مستوى كل وحدة، وإدخال أساليب تحليلية متعددة، إدارة البيانات، والاتصالات العالمية متعددة الثقافات والإعمال الحرة.

التقديم المرن والتعلم

وأوصت الدراسات بأنَّه يجب أن يستخدم التقدم التكنولوجي مع الطلب الكبير على التعلم؛ لصالح خلق مرونة في طريقة تعليم الطلاب، لذا سنرى ابتكارات جديدة في طريقة تعليم برامج ماجستير إدارة الأعمال، فمثلا ستكون هناك مواعيد متعددة لالتحاق بالبرنامج طول العام، والتي أصبحت شائعة على نحو متزايد.

كما ستتزايد البرامج التعليمية المتفاوتة عبر الانترنت والفصول الدراسية القائمة على التفاعل بين الزملاء، أيضًا تمارين الفريق، والتدريب في العالم الحقيقي على وظيفة.

كل هذه الاتجاهات ستؤدي إلى أن تصبح الدراسة الذاتية أكثر توفرًا كما ستتوفر المرونة للطلاب لتمديد فترة دراستهم لضمان تحسن مستوى الحياة والعمل والتوازن الدراسي، أو يمكن تقليل فترة الدراسة للتخرج بسرعة أكبر.

الثابت أنَّه في المستقبل ستتزايد المواقع المتعددة المقدمة لهذه الخدمة لتواكب التوقعات العالمية / الدولية، كما أنَّ هذا الاتجاه بالفعل أصبح أكثر انتشارًا مع زيادة البرامج المتخصصة في إدارة الأعمال التي يمكن تسليمها عبر مواقع جغرافية متعددة على مستوى العالم والانضمام لبرامج الماجستير في إدارة الأعمال بدوام كامل أو دوام جزئي، حيث يمكن الدراسة في ألمانيا وبريطانيا واسبانيا وفرنسا والصين والهند على حد سواء.