القاهرة - عمّان - صوت الامارات
أكد أكاديميون مصريون وأردنيون أن دولة الإمارات تتحرك على قدم وساق لدعم الحركة التعليمية في الوطن العربي بصورة عامة؛ من خلال المشاريع التي تطلقها لخدمة ملايين الطلاب العرب، كما هو واضح في مشروع «مدرسة» للتعليم الإلكتروني الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
وقال الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج في جامعة عين شمس وعضو المجالس القومية المتخصصة في مصر إن فكرة هذا المشروع التعليمي الضخم رائدة ومبتكرة لتوفير تعليم نوعي، يستند إلى أحدث المناهج العالمية في العلوم والرياضيات، لجميع الطلاب على اختلاف مستوياتهم وأماكنهم، الأمر الذي يحسن واقع التعليم عربياً.
مشيراً إلى أن منصة «مدرسة» كفيلة بالقضاء على الأمية التعليمية والمهنية والثقافية في العالم العربي، بخلاف قضائها على الفجوة القائمة في مجال التعليم، والمتمثلة في زيادة عدد المتعلمين ونقص المعلمين والمدارس وغياب الطرق الحديثة لتسهيل شرح المناهج الدراسية للطلاب.
وقال إن إحدى الجوانب المهمة في هذا المشروع أيضاً تتمثل في اعتماده على التعليم الإلكتروني، الذي يوفر الجهد والوقت للمتعلم ويزيد العائد في التعليم، بالإضافة إلى التوفير المادي للدول، والمتمثل في ضرورة وجود المقاعد والمعلمين وغيرها من متطلبات العملية التعليمية الصعبة التي تعاني منها معظم الدول العربية.
وحول الاستفادة التي يحققها المتعلم العربي من منصة «مدرسة»، أضاف أستاذ المناهج بجامعة عين شمس أن هذا المشروع الذي يوفر دروساً مجانية تم تعريبها من أفضل المواقع العالمية، من شأنه أن ينقل الخبرات الناجحة في الخارج إلى الطلاب العرب، بخلاف أنه سيساعد أيضاً على استقلال المتعلم، بحيث يعتمد على ذاته في عملية التعلم والتحصيل، وسيساعده على أن تكون له آراء متعددة وليس رأياً واحداً، وله قدرة على التفكير والتعلم بشكل أفضل.
نقلة نوعية
ولفت إلى أن مشروع «مدرسة» للتعليم الإلكتروني سيؤدي إلى نقلة كبيرة للعملية التعليمية والثقافية في العالم العربي، كونه سيؤدي إلى توحيد المفاهيم والدلالات عند الطلاب العرب تجاه مفاهيم عديدة، ومنها الإسلام النقي، ومفهوم الأمة العربية، والوحدة العربية، وغيرها من المفاهيم القومية التي توحد العرب ولا تفرقهم.
وثمن عضو المجالس القومية المتخصصة في مصر جهود دولة الإمارات في مجال التعليم، مؤكداً أن دبي قادت نقلة نوعية في كل وسائل التعليم الحديث، كالتعليم عن بعد، والتعليم الافتراضي وغيرهما من وسائل التعليم التي تسعى لنقلها إلى كل دول العالم العربي.
اتجاهات مهمة
ووصف الدكتور السيد محمد مرعي أستاذ تكنولوجيا التعليم في جامع الأزهر وخبير الجودة والاعتماد الأكاديمي بالهيئة القومية لضمان جودة التعليم، مشروع «مدرسة» بـ«الممتاز»، في ظل اتجاه العالم السريع نحو الحياة الرقمية في كل المجالات، وخاصة التعليم الحديث الذي بات قائماً على التكنولوجيا.
وأكد أن المشروع يدفع في هذا الاتجاه الرقمي، متمثلاً في اتجاه عام يعد الطالب العربي ويؤهله للحياة الطبيعية، التي أصبحت التكنولوجيا عنصراً أساسياً فيه، واتجاه خاص يتيح للطالب التخصص بشكل قوي ووفق أحدث المناهج في مجال التعليم، الأمر الذي يحل مشكلة عزوف الطلبة عن دراسة التخصصات العلمية، من خلال توفير محتوى تعليمي جاذب ومتميز في مواد العلوم والرياضيات، من مراحل التأسيس الأولى، وحتى مرحلة ما قبل التعليم الجامعي.
ريادة
وقالت الدكتورة عليا أبو هليل عضو لجنة التربية والتعليم والثقافة في مجلس النواب الأردني، إنّ هذا المشروع رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالعالم اليوم أصبح قرية صغيرة ولابد من الالتحاق في ركب العلوم والتكنولوجيا وردم الفجوة التعليمية التي يعاني منها الطلبة في كثير من الدول العربية، فالمشروع فرصة مهمة أمام الطلبة الراغبين لاكتساب المهارات والتعلم بعيداً عن أسلوب التلقين.
أضافت: منصة «مدرسة» ستعمل على توفير الوقت والجهد من خلال التعليم الإلكتروني، الذي يراعي الفروقات الفردية بين الطلبة، ولا يضع العراقيل أمامهم، بالطبع هنالك تركيز على علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي وغيرها من العلوم التي باتت رئيسية في التعليم وتنمية ذكاء وقدرات الطلبة الموهوبين.
فتح الآفاق
ومن جهته، قال أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة عمان العربية، عودة أبو سنينة، إنّ إطلاق هذه المنصة سيفتح الآفاق أمام الطلبة ليتعرفوا إلى معلومات ومهارات جديدة بالنسبة لهم، وتكمن أهميتها في تبادل الخبرات والتجارب على مستوى الوطن العربي.
وأضاف: التعليم لم يعد محصوراً في المعلم والكتاب، بل هنالك أساليب جديدة متعددة ترسخ فكرة الابتكار والإبداع، وتسريع نقل التكنولوجيا للطلاب سيسرّع من وتيرة التعليم، ويحسّن من نوعيته. دولة الإمارات من خلال هذه المشروع وغيره من المشاريع تحاول التركيز على الطلبة وتأهيلهم بالعلم والمهارات لبناء أجيال واعية مثقفة محصّنة بالعلم.