الرياض ـ وكالات
تطورت فكرة إنشاء التعليم الإلكتروني والتعلم عن بعد بالمملكة، انطلاقاً من أهمية مواكبة التطور التكنولوجي الذي تطرق كافة المجالات، واقتناعاً بمبدأ التحديث في وسائل التعليم التقليدية، كما أن أعداد الطلاب خريجي الثانوية العامة، تتزايد بشكل مستمر بدرجة فاقت قدرات المؤسسات التعليمية، على مستوياتها المختلفة، على استيعاب تلك الأعداد؛ مما نتج عنه أن أعداداً هائلة من الطلاب، لا تجد مكاناً لها في الجامعات التقليدية. وقد كشف معالي نائب وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور "أحمد بن محمد السيف" مؤخراً، عن أن برنامج التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، سيستمر التعامل به في الجامعات الحكومية بالمملكة حتى الخمس سنوات المقبلة، ليتم تخريج أعداد الطلبة والطالبات، الذين سبق وأن التحقوا بهذا البرنامج، على أن تمنح الدرجات العلميّة خلال هذه الفترة من الجامعة السعودية الإلكترونية، بالتعاون مع تلك الجامعات. وتقع الجامعة الإلكترونية في "مدينة الرياض"، وستتوسع في افتتاح مراكز تعليمية في المناطق وفقاً للخطة المعتمدة للجامعة، وتهدف للحصول على الاعتمادات الأكاديمية داخلياً وخارجياً، بما يساعد على رفع جودة مخرجاتها، كما ستقدم تعليماً عالياً مبنياً على أفضل نماذج التعليم المستند على تطبيقات، وتقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ونقل وتوطين المعرفة الرائدة بالتعاون مع جامعات وهيئات وأعضاء هيئة تدريس داخلية وعالمية، وبمحتوى تعليمي راق من مصادر ذات جودة أكاديمية، وتوطينه بما يتناسب مع متطلبات المجتمع السعودي، إضافة إلى دعمها الرسالة ومفهوم التعلم مدى الحياة لكافة أفراد المجتمع السعودي. وقد حصلت الجامعة على مبالغ وتبرعات عديدة لتحقيق رسالتها الأكاديمية الشاملة، ومنها تطوير أنظمة التعلم عن بعد والتعليم الإلكتروني، الذي تقدمه لطلابها وطالباتها وفق أساليب علمية تُطبّق في أرقى جامعات العالم، بغية تخريج دفعات من أبناء وبنات الوطن، تتواكب قدراتهم مع ما نعيشه في هذا العصر من تقدم مهول في كافة مجالات الحياة، ويكونوا عوناً للبلاد في دفع مسيرتها التنموية. وتعتمد الجامعة في إدارة عمليتها التعليمية على أحدث تقنيات تكنولوجيا العصر التي تستخدمها أرقى جامعات العالم، مثل: نظام "بلاك بورد" (BlackBoard)، ونظام "مودل" (moodle)، ونظام "ساكاي" (Sakai)، ونظام "جسور" (jusur)، ونظام تدارس، وذلك بغرض تقديم المقررات الإلكترونية والمحتوى العلمي بطريقة منظمة وسهلة التصفح، وتتيح هذه الأنظمة إدارة المقررات التعليمية الإلكترونية، ومتابعة الطلبة، وعملية التعلم. ويشار إلى أن التعليم عن بعد هو أسلوب للتعليم الذاتي والمستمر، يكون فيه المتعلم بعيداً عن معلمه، ويتحمل مسئولية تعلمه باستخدام مواد تعليمية مطبوعة وغير مطبوعة، يتم إعدادها بحيث تناسب طبيعة التعلم الذاتي، والقدرات المتباينة للمتعلمين، وسرعتهم المختلفة في التعليم، ويتم نقلها لهم عن طريق أدوات ووسائل تكنولوجية مختلفة، ويلحق به كل من يرغب فيه، بغض النظر عن العمر والمؤهل. وتتنوع تقنيات التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني، ولكن تظل المطبوعة وحدة أساسية في معظم وسائله، وتؤدي دوراً مماثلاً، كما في المقرر الدراسي في التدريس التقليدي، ولكن يحتل فيه البريد الإلكتروني دوراً بارزاً في إرسال الواجبات والتساؤلات من وإلى أحد أو كل طلاب المقرر، ويمكن عن طريق هذا الأسلوب زيادة التفاعل بين الطالب والمدرس، فضلاً عن استخدام الفاكس أحياناً لتوزيع الواجبات الدراسية، والتعليمات السريعة للإعلان عن أمور تهم الدارسين، وللحصول على تغذيتهم الراجعة أي ملاحظاتهم وتساؤلاتهم. ويتلقى الطالب المادة الدراسية عن طريق المواد الدراسية المسجلة بواسطة الفيديو، حيث يمكن له تكرار المحاضرة في الوقت المناسب، وعدة مرات أيضاً. وفي سياق متصل، يتطلب التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني عوامل عديدة لنجاحه وتحقيق مهامه، ومنها: ضرورة تدريب المعلمين وتعليمهم مهارات استخدام وسائل التعليم الإلكتروني؛ حتى يتمكنوا من توصيل المعلومة للطالب، وتوفير الوسائل المستخدمة للطلبة للتعليم الإلكتروني في أماكن إقامتهم، أو مواقع عملهم.