برلين ـ وكالات
مدرسة عبر الانترنيت، فكرة قد لا تكون جديدة، لكن ربط مدارس حقيقية بمدرسة افتراضية بمدينة أيسن بألمانيا قد يقلص المسافة التربوية بين الشعوب.انطلق العمل بأول مدرسة افتراضية فى ألمانيا يوم الخميس ۲۲ نوفمبر/ تشرين ثان. ومن المقرر أن يبدأ الطلبة فى مدارس الجزر السبعة الواقعة أمام سواحل ولاية ساكسونيا السفلى على الفور فى تلقى الدروس التعليمية عبر الانترنت والفيديو كونفرس من داخل ألمانيا. وأشاد برند ألتهوسمان وزير الثقافة فى ولاية ساكسونيا السفلى بهذه التجربة قائلاً: "إن التعلم والتعليم فى آن واحد عبر مسافات بعيدة تجربة فريدة من نوعها فى ألمانيا". انطلق المشروع التجريبى فى مدرسة ثانوية داخلية فى مدينة ايسنس.يتم ربط المدارس الصغيرة فى الجزر السبعة بالتعليم المتبع فى المدارس الداخلية بالاستعانة بتقنيات الاتصال الحديثة، وذلك دون أن يُضطر الطلبة إلى مغادرة فصولهم البعيدة. تلقَى المواد التى لا يحصل عليها الطالب بشكل كاف فى هذه الجزر السبع مثل اللغة الفرنسية اهتماماً خاصاً حتى ترتفع جودتها التعليمية. وفى المقابل ينبغى أيضاً تسهيل عملية الانتقال إلى المدارس الثانوية المتاحة فقط خارج هذه الجزر.عبّرت مديرة المدرسة الثانوية الداخلية عن أهمية المشروع قائلة: "إن الاستعانة بالمدرسة الافتراضية يمكن أن تنجح فى التغلب ليس فقط على المسافة البعيدة جغرافياً وإنما إيضاً على المسافة التربوية. المشروع يعنى تعزيز المعروض من المادة التعليمية فى الجزر. ويشاركها الرأى محافظ جزيرة لانجيوس، حيث قال أن التبادل المباشر يؤدى إلى تضاؤل فكرة أن هذه الجزر مجرد جزر حدودية، وذلك حتى تكون شريكة فى هذا النظام على قدم المساواة. ثم أضاف أنه لا ينبغى أن يؤدى مشروع المدرسة الافتراضية إلى اقتصار هذه الجزر على التعليم الأساسى فقط.استبعد ألتهوسمان هذه المخاوف، لأن المدرسة الافتراضية ليست بديلة عن الشكل التعليمى التقليدى، وإنما هى إضافة من أجل تحسين جودة التعليم. وفى تصوره يمكن فى المستقبل التوسع فى هذا النظام ليطبق على التلاميذ المرضَى لفترة طويلة. ۱۲٠٠ تلميذ يرقدون حالياً فى مستشفيات ألمانيا، ولذا يمكن الاستعانة بنظام المدرسة الافتراضية ليتسنى للتلميذ من داخل المستشفى متابعة الدروس عبر الانترنت وتعويض ما فاته من دروس.يحاكى هذا المشروع برامج مشابهة فى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا وفنلندا. سوف يستمر المشروع حتى عام ۲٠۱٥ بصورة مبدئية. وأوضح ألتهوسمان أن تكاليف التجهيزات التقنية الأولية بلغت ۲٠٠ ألف يورو.