دبى ـ صوت الامارات
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن نتائج المرحلة الثانية لـ«مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء». وضمت القائمة 10 مرشحين من بين أكثر من 100 مُتقدم على أن يتم في المرحلة النهائية اختيار اثنين منهم فقط أحدهما أساسي والآخر احتياطي، ليشكلا معاً الطاقم رقم واحد.
وتأتي هذه المهمة كجزء من برنامج «البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة» والذي يُعرف اختصاراً باسم «سيريوس»، وتتضمن المهمة تجربة لمحاكاة الحياة في بيئة الفضاء، تمتد لثمانية أشهر، وتُجرى في معهد الأبحاث الطبية الحيوية التابع لأكاديمية العلوم الروسية بالعاصمة الروسية موسكو. وكان مركز محمد بن راشد للفضاء قد أعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في البرنامج في فبراير الماضي.
استكشاف الفضاء
وستركز المهمة على دراسة تأثير العزلة في مكان مغلق لفترة زمنية طويلة على الحالة النفسية والجسدية الوظيفية للإنسان وذلك في إطار استراتيجية «المريخ 2117» التي أطلقتها دولة الإمارات بهدف دعم الأبحاث للقيام برحلات مستقبلية طويلة لاستكشاف الفضاء.
وتوفر الفرصة أمام الشباب الإماراتي من مختلف المجالات العلمية ليكونوا جزءاً من تجربة محورية ستضع أسساً لتصميم وتنفيذ مهام فضائية مستقبلية، وترسم خارطة طريق لاستكشاف المريخ والكواكب الأخرى، كما ستسهم بشكل أساسي في تطوير القدرات المحلية للمساهمة في تنفيذ استراتيجية المريخ 2117 التي تستهدف بناء أول مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر بحلول العام 2117.
واشترطت المُشاركة لهذا البرنامج أن يكون المُتقدم من مواطني دولة الإمارات وأن يتراوح عمره بين 25 و 55 عاماً، مع إتقان التواصل باللغة الإنجليزية، فيما ستكون الأفضلية بين المتقدمين للمتخصصين في أي من المجالات التالية: علم الفيزياء أو الأحياء، الطب الشرعي، علم النفس، هندسة الميكانيكا وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات.
معايير
وكشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن نتائج هذه المرحلة التي ضمت خمس نساء من المرشحين، من بينهن أصغر المرشحين عمراً والتي تبلغ 25 عاماً، فيما أكبر المرشحين سناً هو رجل يبلغ من العمر 40 عاماً، وأظهرت القائمة أن جميع المرشحين قادمون من خلفيات مهنية متنوعة شملت الهندسة والطب والعلوم.
وأوضح المركز أن المرشحين العشرة انطبقت عليهم المعايير الأولية التي أهلتهم للانضمام إلى القائمة، إضافة إلى مهاراتهم وقدرتهم على البقاء هادئين تحت الضغوط وتمتعهم بشخصيات قوية مستقلة وتحليهم بالمهارات التحليلية، علاوة على بعض المهارات الأخرى.
منصة فريدة
وقال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء «لقد قطعت الإمارات شوطًا كبيرًا في مجال البحث واستكشاف الفضاء بفضل الرؤية الحكيمة بعيدة المدى للقيادة الرشيدة، والتي تعد الدافع الأساسي في مواصلتنا تطوير إمكانياتنا المحلية والتقدم نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة، من خلال المشاركات في المشاريع العالمية بحجم مشروع البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة».
وأضاف الشيباني «يمثل مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء أهمية كبيرة لنا كونه منصة فريدة على مستوى عالمي تفسح لنا المجال للعمل مع نخبة الخبراء العالميين في مختلف المجالات التي تتضمن مجال الصحة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من المجالات. تلك الخبرات التي من شأنها تحصين برامج الفضاء للإمارات في المنطقة للسنوات القادمة».
ومن المقرر أن يخضع جميع المرشحين العشرة لفحص طبي للتأكد من مستوى لياقتهم البدنية والتأكد من أنهم لا يعانون من أي مرض مزمن.
ومن ثم سيخضع المرشحون لاختبارات نفسية من خلال مقابلات ستُجرى معهم عن بعد. وتتنوع هذه الاختبارات بين قدرة المرشحين على العمل الجماعي وقياس مدى التزامهم بالتعليمات وقدرتهم على البقاء هادئين عند تعرضهم للضغط بجانب مدى قدرتهم على إدارة الوقت بفعالية إضافة إلى بعض الاختبارات الأخرى.
وبعد انتهاء هذه الاختبارات ستُجرى المقابلات النهائية للمرشحين مع فريق يضم خبراء من مركز محمد بن راشد للفضاء في الأسبوع الأول من شهر مايو المقبل، ليتم بعدها اختيار الطاقم رقم واحد المكون من شخصين أحدهما أساسياً والآخر احتياطياً.
كفاءة
من جانبه قال عدنان الريس، مدير برنامج «المريخ 2117» في مركز محمد بن راشد للفضاء «إننا سعداء بالقدرات الكبيرة التي لمسناها لدى المرشحين الذين تم اختيارهم للقائمة الأولية لـ«مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء».
فجميعهم من ذوي الكفاءة والثقافة العالية، خاصة فيما يتعلق بالمهارات المطلوبة للمهمة، لذلك أعتقد أننا قادرون على تخطي التحديات المرتبطة بالمهمة.
ونتطلع إلى اختيار أعضاء الطاقم النهائي من هذه المجموعة من المرشحين الموهوبين. فلا شك أن خبراتهم الواسعة بجانب تجارب أفراد الطاقم الآخرين المُختارين للمهمة، ستساهم في تحقيق أهداف استراتيجية «المريخ 2117» وتمكننا من مواجهة تحديات أكبر في غمار رحلتنا لاستكشاف الفضاء».
يُذكر أن هذا المشروع يأتي ضمن مبادرات استراتيجية المريخ 2117، ويحظى برعاية صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات الذراع التمويلي للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات.
قد يهمك ايضا
خالد شعيب يُعلن أن جامعة الإمارات تواكب الذكاء الاصطناعي بكوادر متخصصة