دبي - صوت الإمارات
طبّق معهد التكنولوجيا التطبيقية لائحة لضبط السلوك الطلابي في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، محدداً أربعة مستويات أساسية، توضح درجات الإساءة في الاستخدام، والعقوبات المترتبة عليها التي تصل إلى حد فصل الطالب في حال تجاوزه أقصى درجات الإساءة، المتعلقة بالنشر المسيء للمعتقدات الدينية ورموز الدولة، وإثارة الفتن بالمجتمع، وتضمين هذه اللائحة ضمن منهج علمي متكامل للتوعية بالاستخدام الأمثل للإنترنت ولتلك الوسائل الحديثة.
وقال الدكتور عبد اللطيف الشامسي، المدير العام لمعهد التكنولوجيا التطبيقية لـ"البيان": "إن المعهد يعد أول مؤسسة تعليمية تعتمد مثل هذه اللائحة وتطبيق برنامج شهادة "السايبر سي 3" في أمن المعلومات، كمتطلب دراسي أساسي لكل طالب ملتحق لديها، لضمان وعي الطالب بالطرائق الصحيحة للتعامل مع الإنترنت، ومن ثم محاسبته في حال أساء استخدامها".
مشيراً إلى أن اللائحة الجديدة حددت أربعة مستويات أساسية، توضح درجات الإساءة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والعقوبات المترتبة عليها.
منهاج متكامل
وأضاف أن برنامج شهادة الاستخدام الأمثل للإنترنت "سايبر سي 3" متطلب أساسي مطبق على جميع طلبة المدارس الثانوية التطبيقية، وكذلك تلتزم بها كل المؤسسات التعليمية ضمن نظام التعليم التقني بالدولة، وهي تمثل منهاجاً متكاملاً، يتعلم من خلاله الطلبة أساليب التعامل بقانونية وأمان مع الإنترنت وجميع الأجهزة الإلكترونية.
بما يضمن الالتزام بحقوق الملكية الفكرية، والارتقاء بثقافتهم بشأن قانون الجرائم الإلكترونية الاتحادي، ومن ثم الالتزام بالأصول والقواعد القانونية، والبعد عن عالم الجرائم الإلكترونية بكل أشكالها، والاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي.
انعكاسات سلبية
وذكر د. الشامسي أن هذه المبادرات تم العمل عليها خلال العام الدراسي الماضي، ومتابعة مدى تأثيرها في سلوكيات الطلبة، وأنها جاءت من منطلق إدراك المعهد دوره، بوصفه مؤسسة تربوية تقع على عاتقها مسؤولية تثقيف أبنائنا من جيل اليوم.
وتوعيتهم بقضية استخدام وسائل التواصل الإلكترونية الحديثة، والانعكاسات السلبية المترتبة على التعامل الخاطئ معها، وأن تأثيرها لا يكون في الطالب وحده، بل في مؤسسته التعليمية ومجتمعة ووطنه.
عالم مفتوح
وأضاف د. الشامسي أن المعهد مدرك لمخاطر التعامل الخاطئ مع هذه الوسائل وأهمية حماية الطلبة من الوقوع فيها، خاصة تأثيرها في مجال الانحرافات الفكرية التي قد تؤثر في فكر وتوجه الطالب، فالمعهد معني بتثقيف وتوعية طلابه بهذه المسؤولية.
وأن يدركوا أن هذه قنوات مفتوحة أمام العالم أجمع، ويتم من خلالها تقييم طريقة تفكيرهم كشباب إماراتي، لذا فإن منهاج "سايبر 3" عزز وعي الطلبة، وجعلهم مسؤولين عن سلوكهم الإلكتروني، ومن ثم محاسبين عليه.
تدرج العقوبة
وقال د. الشامسي إنه، من خلال برنامج التوعية بالإنترنت، يتعرف الطالب إلى لائحة السلوك الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، بما فيها تويتر وإنستغرام وفيسبوك ويوتيوب وغيرها، التي تم من خلالها تحديد مستويات هذا السلوك والعقوبات المفروضة عليها.
إذ تتدرج العقوبات لتصل من النقاط السود والإنذارات، إلى حد الفصل في حال ارتكاب أعلى مستويات المخالفة، المتعلق بالإساءة للمعتقدات الدينية أو رموز الدولة أو إثارة الفتن في المجتمع، ويسلَّم كل طالب كتيب مع بداية التحاقه بالثانويات خاص بهذه القوانين المنظمة للسلوك.
تفعيل اللائحة
وأكد الدكتور الشامسي أنهم عملوا على تفعيل هذه اللائحة العام الماضي، ما أسهم في ضبط السلوكيات بشكل واضح، كما تم رصد بعد السلوكيات الطلابية التي أساءت استخدام تلك الوسائل، ولكن كلها بقيت ضمن مستويات الإساءة القابلة للعلاج التي اتخذت فيها العقوبات المحددة من نقاط سود وإنذار خطي إذا تطلب الأمر، وكذلك استدعاء ولي الأمر لوضعه في صورة سلوك ابنه، مؤكداً عدم ضبط أي سلوك يصل إلى درجة عقوبة الفصل.
فئة المراهقين
من جانبه، أوضح أحمد الملا، مدير قطاع الشؤون الطلابية في معهد التكنولوجيا التطبيقية، أن وضع لائحة تنظم سلوك الطلبة في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، جاء كضرورة نتيجة انتشار التعامل مع هذه الوسائل بين الشباب اليوم، وخاصة فئة المراهقين، وأنهم لاحظوا وجود بعض السلوكيات الخاطئة بين الطلبة في هذا المجال، واستخدامهم فيما بينهم بعض الألفاظ والتعليقات غير اللائقة.
ما يمثل صورة غير إيجابية تؤثر في البيئة المدرسية، ولذا وجد المعهد أهمية العمل على محورين في هذا المجال، الأول التوعية والتثقيف للطالب لفهم طبيعة هذه الوسائل وكيفية التفاعل معها بشكل سليم، فكان تطبيق شهادة "السايبر 3"، أما المحور الثاني فكان من خلال وضع اللائحة الضابطة للسلوك والمحددة لعقوبات المخالفين.
ترويج الأفكار
وأكد أهمية مبادرة المعهد في هذا الجانب، نظراً إلى خطورة الاستخدام الخاطئ لتلك الوسائل، خاصة فيما يتعلق بوجود أشخاص لديهم أفكار سيئة، يعملون على ترويجها عبر وسائل التواصل تحت غطاء ديني أو وطني، ويجب أن يكون الطلبة على وعي بذلك، ويحسنون اختيار المواقع التي يتتبعونها.
ظهور حقيقي
وذكر الملا أنهم لمسوا تغيراً واضحاً في سلوكيات الطلبة، نتيجة مرحلة التطبيق الأولى العام الماضي، خاصة أن المدير العام للمعهد حرص في كل مناسبة ولقاء طلابي على تأكيد الجانب التوعوي، وتوجيه الطلبة إلى أهمية تحمل مسؤولياتهم خلال تعاملهم مع وسائل التواصل، لأنهم يعكسون من خلالها صورة عنهم وعن وطنهم.
ونوه الملا بأن من أبرز جوانب التغيير التي لوحظت، بدء استخدام الطلبة أسماءهم الحقيقية في حساباتهم على تلك الوسائل، بدلاً من الأسماء الخفية، خصوصاً في تويتر وإنستغرام، وهو مؤشر إيجابي، لأن الأسماء الخفية كانت تستخدم بهدف إخفاء الهوية، ولمن لديه رغبة في إساءة الاستخدام، ولكن الطلبة اليوم يتعاملون بشكل أكثر مسؤولية.
لوائح للموظفين
وأوضح الملا أن عملية التطبيق والتوعية هذه شملت الموظفين العاملين في المعهد أيضاً، فهناك لوائح وإجراءات تأديبية تطبق عبر إدارة الموارد البشرية، لمن يسيء استخدام هذه الوسائل على المستويات التي تضمها اللائحة، كما أن هناك تشجيعاً لهم للحصول على شهادة أمن المعلومات، إضافة إلى أن كل موظف جديد يلتحق بالمعهد يتم إطلاعه على هذه اللوائح، ويوقع على علمه والتزامه بها.
نصوص اللائحة
تنص اللائحة الخاصة بضبط السلوك في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي على أربعة بنود تدريجية، ترتبط بعقوبات تتناسب وحجم الإساءة المرتكبة.
ففي المستوى الأول، نصت اللائحة على أن "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب، إنستغرام.. إلخ) بشكل مسيء، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، والعقوبة لهذا التجاوز السلوكي هي حصول الطالب على (10) نقاط سوداء".
وفي المستوى الثاني أكدت اللائحة "أن الإضرار بسمعة المعهد أو أي موظف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في الثانويات التطبيقية، والعقوبة بحصول الطالب على (20) نقطة سوداء مع كتابة إنذار خطي".
وفي المستوى الثالث ذكرت اللائحة أن "نشر مواد إباحية أو جنسية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في الثانويات التطبيقية، والعقوبة بحصول الطالب على (30) نقطة سوداء وإنذار نهائي".
وفي المستوى الرابع أوردت اللائحة أن "النشر المسيء للمعتقدات الدينية ورموز الدولة وكل ما يثير الفتنة والتحريض بين مكونات المجتمع الإماراتي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، يعتبر مخالفاً للتعليمات والأنظمة المعمول بها في الثانويات التطبيقية، والعقوبة بحصول الطالب على (40) نقطة سوداء والفصل من المدرسة".