دبي ـ وام
أنهت وزارة التربية والتعليم أعمال التحضير الخاصة بتطبيق الخطة الدراسية الجديدة التي ستطبقها بداية من العام الدراسي المقبل وفق نظام المسارين "العام والمتقدم" والذي يمثل عصب التحول النوعي للوزارة والهادف إلى إعداد أجيال من أبناء الدولة المبدعين والنابغين في مختلف التخصصات ولاسيما العلمية المتصلة بتوجهات الدولة نحو علوم الفضاء والعلوم الحيوية الأخرى.
أعلنت ذلك سعادة خولة المعلا وكيلة وزارة التربية والتعليم المساعد للسياسات التعليمية مشيرة إلى أن الوزارة أجرت مجموعة من الاجتماعات المكثفة خلال الأيام القليلة الماضية مع مديري ومديرات المناطق التعليمية والمدارس وعدد كبير من المختصين والقائمين على تنفيذ أعمال التطوير الشامل التي ستشهدها مدارس الدولة المرحلة المقبلة وذلك لتوضيح خريطة العمل وآليات التنفيذ.
وذكرت سعادتها أن الاجتماعات شهدت مناقشات إيجابية موسعة وأظهرت مدى الحرص الشديد من قبل الميدان وحماسته لتنفيذ التطوير الذي سينتقل بالمدرسة الإماراتية لتكون نموذجا للتعليم العصري الذي يحتذى به.
وكانت الاجتماعات قد عقدت بحضور سعادة كل من علي ميحد السويدي وكيل الوزارة المساعد للتعليم الخاص وفوزية حسن غريب الوكيل المساعد للعمليات التربوية وعبد الرحمن الحمادي الوكيل المساعد للخدمات المساندة وعدد من المسؤولين المختصين في الوزارة.
وقالت سعادة خولة المعلا إن المشاركين في الاجتماعات التي تم تنظيمها تباعا أكدوا استعداداهم للنقلة النوعية القادمة ..و تم الاتفاق على نشر فلسفة التطور وأهدافها والتعريف بالخطة الدراسية ونظام المسارين "العام والمتقدم" في أوساط الطلبة والمعلمين إلى جانب أولياء الأمور لتكون البيئة التعليمية جاهزة بشكل متكامل للانطلاقة المهمة لمدارسنا.
وفي السياق نفسه أوضحت الوزارة في تقريرها المفصل لعملية التحول أن تطوير النظام التعليمي يسير في اتجاهين متكاملين ومتوازيين الأول يعنى بإعادة تنظيم التعليم الأساسي من " 1 9 " والثاني يعنى بإعادة تنظيم التعليم الثانوي من "10 12" مؤكدة أنها اطلعت ودرست الأنظمة العالمية المتقدمة في ضوء احتياجات الدولة المستقبلية وخلصت إلى إلغاء نظام التشعيب الحالي والقائم على وجود قسمين هما الأدبي والعلمي في الصفين الحادي عشر والثاني عشر واستبدالهما بالمسار العام والمسار المتقدم وذلك تحقيقا لما أكدت عليه رؤية الإمارات /2021/ وما نصت عليه الأجندة الوطنية من ضرورة إيجاد نظام تعليمي رفيع المستوى وتطوير مخرجات التعليم العام لتتناسب ومتطلبات اقتصاد المعرفة إلى جانب تحقيق تكافؤ الفرص لجميع الطلبة في اكسابهم قدر متكافئ من المعارف والمهارات والقيم يمكنهم من الالتحاق بجميع التخصصات العلمية والإنسانية في التعليم العالي في أعرق الجامعات داخل الدولة وخارجها.
وأكدت الوزارة في تقريرها أن التحولات النوعية التي سيشهدها النظام التعليمي في ضوء المسارين "العام والمتقدم" وما يصاحبهما من خطة دراسية مطورة تستهدف كذلك تأهيل جميع المتعلمين لمتطلبات التعليم العالي وسوق العمل بما يتوافق مع السياسة التعليمية في الدولة وأهدافها ومتطلبات التنمية المستدامة واحتياجات المستقبل فضلا عن الالتحاق المباشر لجميع خريجي الثانوية العامة بالجامعات دون الحاجة للسنة التحضيرية وذلك بحلول العام الدراسي" 2018 / 2019 " والقبول المباشر في التخصصات الأكاديمية والتطبيقية والقبول المباشر في كليات الهندسة والطب والعلوم الطبيعية داخل الدولة وكذلك أفضل الجامعات العالمية خارج الدولة لطالب المسار المتقدم إلى جانب تحقيق مؤشرات متقدمة في تقارير التنافسية العالمية.
وذكرت الوزارة أنها استندت في توجهها إلى إلغاء التشعيب واستحداث المسارين "العام والمتقدم" إلى مجموعة من الأسس المهمة في مقدمتها توجه أغلب الطلبة لا سيما الذكور للفرع الأدبي بما يحد من فرصهم الوظيفية المستقبلية وفرص امتلاكهم للمعارف والمهارات المطلوبة للتعليم العالي وسوق العمل ويضع تحديات أمام توطين المهن والوظائف وحصول المواطنين على فرص وظيفية تمكنهم من المساهمة في بناء وطنهم إلى جانب حاجة أغلب خريجي الثانوية إلى برامج تأسيسية في مادة أو أكثر عند دخولهم التعليم العالي وقبل ذلك توجه الدولة نحو المشاريع العملاقة بأنواعها المتعددة وحاجتها إلى الموارد البشرية المؤهلة في جميع التخصصات العلمية الحديثة.
وفي تفاصل التوجهات النوعية التي سيشهدها النظام التعليمي والمدرسة الإماراتية على وجه التحديد أوضحت الوزارة أن العمل بنظام المسارين "العام والمتقدم" سيبدأ من الصف العاشر أي بعد انتهاء الطالب من الصف التاسع ودخوله المرحلة الثانوية حيث سيجد الطالب أمامه مسارين بدءا من الصف العاشر هما "المسار العام والمسار المتقدم" ويحق للطالب الالتحاق بأحدهما وفق ضوابط معينة ويكمن الفارق الأساسي بينهما في عمق المواد العلمية التي يحصل عليها الطلبة الملتحقون بالمسار المتقدم إذ يمكنهم من الحصول على محتوى أعمق في "المواد العلمية والرياضيات والكيمياء والفيزياء والأحياء" بينما طلبة المسار العام يحصلون على مواد علمية أقل عمقا تمكنهم أيضا من الدخول في تخصصات علمية في المرحلة الجامعية.
وتكمن أهم ملامح مساري التعليم العام والمتقدم لكل من صفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر وفقا لما اعتمدته الوزارة في تقليص عدد المواد الدراسية في الصف العاشر للمسارين العام والمتقدم لتوفير بيئة مناسبة بما يعزز مهارات الطلبة البحثية والممارسات التطبيقية وتضمين مادة التربية الوطنية في مادة الدراسات الاجتماعية ليشمل ذلك الصفوف جميعها في المسارين وذلك تعزيزا للهوية الوطنية.
وترتكز الملامح أيضا على طرح مجموعة من المواد الاختيارية لطلبة المسار العام في الصفين الحادي عشر والثاني عشر ابتداء من الصف الحادي عشر مرتبطة في مجملها بمسارات مهنية مما يمكنهم من تكوين رؤية واضحة لدراستهم الجامعية المستقبلية .. أما طلبة المسار المتقدم فسيحصلون على إعداد مكثف في المواد التي تكفل لهم الالتحاق بالمسارات الهندسية والطبية الجامعية.
كما تشمل ملامح المسارين استحداث مادة العلوم الصحية للطالبات ومادة مهارات الحياة للطلبة وتوفير نظام تقويم يتماشى مع الأنظمة التعليمية المشابهة وبما يشجع الطلبة على الالتحاق بالمسار المتقدم مع تعديل نصاب مادة اللغة الإنجليزية لتمكين الطلبة من إجادة مهارات اللغة وبما يتوافق مع متطلبات مؤسسات التعليم العالي وتخصيص حصص إثرائية وعلاجية لمواد اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات.
وحددت الوزارة أسس توزيع الطلبة على المسارين وحرصت في تقريرها والدليل الشامل للمسارين على تقديم المزيد من التفاصيل وبشكل مبسط لتكون الصورة واضحة للقائمين على تنفيذ النقلة النوعية في التعليم والطلبة وأولياء الأمور والمهتمين بالشأن التعليمي.
وأفادت بأن هناك أسسا لتصنيف الطلبة وتوزيعهم على المسارين منها الاختيارات المعيارية المعتمد على نتائجها في تصنيف الطلبة والتي تشتمل على الاختبارات التحصيلية المعدة مركزيا من قبل الوزارة من أجل قياس حصيلة التعلم في مادة دراسية محددة بنهاية كل فصل دراسي والاختبار الوطني المعد مركزيا من قبل الوزارة لقياس حصيلة الطالب المعرفية والمهارية التراكمية في مادة دراسية والذي يتقدم له الطلبة مرة واحدة خلال العام ويستهدف صفوفا محددة..كما تشمل آلية توزيع الطلبة كذلك النتائج التحصيلية والرغبة الشخصية.
وتضمنت الشروط المعتمدة للانتقال بين المسارين شرطين أساسيين هي التحويل الاختياري وفيه يسمح للطالب بالتحول من المسار المتقدم إلى المسار العام في الاسبوع الأول والثاني من العام الدراسي وذلك في حالة خطئه في تحديد رغبته الشخصية مع موافقة من ولي الأمر.. والتحويل الإلزامي وفيه يلزم الطالب في المسار المتقدم بالانتقال للمسار العام إذا لم يحقق في نهاية العام معدل 70 في المائة فأكثر في مادتي الرياضيات والفيزياء.
ويسمح لطالب الصف العاشر المصنف ضمن المسار العام بالتحويل للمسار المتقدم إذا اجتاز اختبارا مقننا في مادتي الرياضيات والفيزياء يطبق في سبتمبر من كل عام.. وفي الصف الحادي عشر يمنع تحويل الطالب من المسار العام إلى المسار المتقدم فيما يسمح تحويل الطالب من المسار المتقدم إلى المسار العام وفقا للحالتين الاختيارية والإجبارية.