الاستفادة الكاملة من الإجازة

مع انتهاء الفصل الدراسي الأول، وبدء إجازته، يقف الجميع اليوم وقفة تحية وإجلال لكل من يمد يد العون إلى أبنائنا وبناتنا الطلبة، لينهلوا من مناهل العلم والمعرفة، ولتتطور قدراتهم ومهاراتهم، وتتوسع مداركهم، ولكل من يسعى إلى تقديم الأفضل في مجال التعليم، فيطور المناهج، أو يحسّن الخدمات.

ويُخصّ بالشكر والتقدير هنا أصحاب الدور الأهم ألا وهم المعلمون والمعلمات الأفاضل، الذين هم جنود هذه الساحة، ومنبع هذا العطاء، فنتمنى لهم إجازة سعيدة، تتجدد فيها طاقاتهم، وتشحن فيها هممهم لبذل المزيد والمميز لبناء أجيال الغد.

ونثمّن أيضًا جهود أبنائنا وبناتنا الذين تفاعلوا مع كل هذه الجهود والمبادرات بشكل إيجابي، حبًا في التعلّم، وإخلاصًا لله، وحبًا للوطن، وولاءً وتقديراً لكل من يُقدِّم لهم هذه الخدمات الجليلة، ولذلك فإنهم يحتاجون لفترة راحة، تتجدد فيها طاقاتهم، ليعودوا بعد الإجازة إلى مدارسهم برغبة أكبر في التعليم والتعلّم، ومن الممكن أن نستغل فترة الإجازة لنُعزّز من إيجابياتها، ونتجنب سلبياتها، عن طريق التخطيط الجيد لها بعمل اجتماع مصغّر للعائلة، وإعطاء الفرصة لكل فرد، مهما صغرت سنه أو دوره، لإبداء رأيه، ومناقشته في ذلك، لتطوير شخصيته، وتعزيز ثقته بنفسه، وتشجيعه على التعبير عمّا يراه مناسبًا، فمن المفيد أن نجعل الأبناء يستخدمون المهارات والمعارف التي تعلموها في المدرسة، لتطبيقها في حياتهم، وفي عملية اتخاذ أي قرارات تخصهم.

ومن الجميل أن تتضمن خطة قضاء الإجازة بعض الجلسات والزيارات العائلية، التي تعزّز الروابط الاجتماعية، وتطوّر قدرات أبنائنا على التواصل، وتعلمهم أعراف وعادات وتقاليد مجتمعهم، كما أن ممارسة الرياضات المختلفة في الملاعب الخارجية، وفي هذا الوقت من العام، مناسبة جدًا، ومفيدة لصحتهم البدنية والنفسية. ومما يسعد الطلاب وأولياء الأمور أن هناك الكثير من البرامج التي تقدمها وزارة التربية والتعليم والمؤسسات الحكومية والمحلية والخاصة لأبنائنا في فترة الإجازة، كالمشاركة في المعسكرات والبرامج والأنشطة التي تنظمها مختلف الجهات المعنية، مثل برنامج "أقدر"، وغيرها من البرامج التي تُعتبر فرصًا ذهبية، ليس فقط لتطوير مهارات وقدرات أبنائنا الفكرية والقيادية، بل هي أيضًا فرص للمتعة والتعلّم والترويح عن النفس، والالتقاء مع أشخاص آخرين، والتعرف إليهم، وتطوّر قدراتهم على التواصل والتعامل مع مختلف الشخصيات.

وحبذا لو كانت هناك جهة واحدة، تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، تقوم بتنظيم كل هذه البرامج والأنشطة والفرص الرائعة، وتقوم بالتنسيق بين كل تلك البرامج، ومراجعة أنشطتها وفقراتها ومحتوياتها، والتأكد من صحتها وفوائدها، وتحسينها وتطويرها بصورة مستمرة، وبالتالي توحيد الإعلان عنها للطلبة وأولياء أمورهم، ما يزيد الاستفادة، ويحقق الأهداف المرجوة منها.