المركز الثقافي الفرنسي في الجزائر

شهد المركز الثقافي الفرنسي، وسط محافظة الجزائر العاصمة, الأحد, توافدًا كبيرًا للطلاب الجامعيين، من مختلف أنحاء البلاد، بهدف التسجيل في قوائم الممتحنين لإجراء امتحان اللغة الفرنسية، للظفر بمقاعد الدراسة في فرنسا. واضطر بعض الطلاب للمبيت في العراء كونهم قدموا من محافظات بعيدة، بهدف اجتياز الامتحان والحصول على مرتبة متقدمة في قائمة المسجلين, خاصة وأن الكثير منهم يرغبون في الهجرة والدراسة في فرنسا ودول أوروبية أخرى, بعد اتساع ظاهرة البطالة في البلاد.

وأثار العدد الكبير جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي, خاصة وأنها تزامنت مع الاحتفالات المخلدة لذكرى اندلاع ثورة التحرير الجزائرية من المستعمر الفرنسي، في الأول من نوفمبر / تشرين الثاني. وقال ناشط حقوقي، عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك": "أيعقل أن كل هؤلاء الجزائريين يقفون في صف طويل من أجل امتحان إثبات الولاء لفرنسا ونيل شهادة الاعتراف من المركز الثقافي الفرنسي، ليمكنوا من الهجرة لخدمة فرنسا في عيد الثورة", وكتب آخر: "أربعون عامًا من التعريب الذي مارسه النظام الجزائري وخصص له الرجال والوسائل ولم يستطع أن يصنع مثل هذا المشهد أبدًا أمام أي معهد للغة العربية, الصورة مأخوذة أمام المركز الثقافي الفرنسي في العاصمة الجزائرية حيث يصطف الآلاف من الشباب للتسجيل من أجل اختبار اللغة، للدراسة في فرنسا, المشهد نفسه يتكرر في باقي المراكز الثقافية الفرنسية في المدن الجزائرية الأخرى". ورغم الإجراءات التي حددتها الحكومة الجزائرية للحد من الهجرة، إلا أن هذه الظاهرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الماضية، بسبب اتساع دائرة البطالة.