دبي ـ صوت الإمارات
يقع كثير من الناس في أخطاء تربوية غير مقصودة، تكون سبباً في توتر العلاقة بين الأبناء وذويهم، فضلاً عن ترك أثر سلبي في شخصية الطفل، خاصة أنه في طور التعليم، الذي يجب الحذر والانتباه جيداً إلى كل ما يقدم للطفل في هذه السن الصغيرة، ومن نماذج هذه الأخطاء، التصرف بعنف مع أخطاء الأطفال أثناء وجود ضيوف في المنزل وما يترتب عليه من تعنيف الآباء لهم، وما قد يشكّله ذلك من أثر نفسي سيئ عليهم
في هذا الإطار تحدث سعيد الصلخدي المدير التنفيذي لمنطقة الخليج والشرق الأوسط في مدرسة واشنطن للبروتوكول، قائلاً، إن من الأخطاء التربوية الشائعة أن يعنف الأهل أولادهم على خطأ ارتكبوه أثناء وجود ضيف في المنزل، لافتا إلى انه يجب التصرف في مثل هذه الأمور بحزم وانضباط، وتدارك ذلك بإبعاد الطفل إلى مكان آخر، والتنبيه عليه لعدم تكرار مثل هذه الأخطاء.
وأضاف أنه يجب أن يراعي الآباء أن الضيوف قد تكون لهم ثقافة معينة تختلف عما هو سائد في منزلهم من حيث التعامل مع الأطفال والأصوات العالية وما شابهها من تصرفات، لذلك لا بد من الانتباه إلى هذه الجزئية وعدم إقحام الضيوف في مثل هذه المشاكل، ومراعاة الجانب «الاتيكيتي» في المسألة كونهم يقضون فترة قصيرة، يجب معها عدم تعكير صفو الزيارة.
وأبان أنه أثناء غرس الأهالي للقيم الصالحة في نفوس الأطفال، قد يخطئ طفل في التعامل مع بعض الأمور، لذلك هناك بعض الأشياء يجب أن يضعها الأهل في الاعتبار عند التعامل مع أخطاء الأطفال، إذ يجب مراعاة عدم المثالية لأنه كثيراً ما نكون مثاليين مع أطفالنا، وكثيراً ما نطالبهم بما لا يطيقون، ومن ثم نلومهم على ما نعده أخطاء وليست كذلك.
الطفل في بداية عمره لا يملك التوازن الحركي، لذا فقد يحمل الكوب ويسقط منه وينكسر، بدلاً من عتابه وتأنيبه لو قالت أمه: الحمد الله أنه لم يصيبك أذى، فإن هذا الأسلوب يحدد له الخطأ من الصواب، ويعوده على تحمل مسؤولية عمله، ويشعره بالاهتمام والتقدير، مستنكرا أن نكسر قلوب أطفالنا ونحطمهم لأسباب صغيرة يمكن تداركها.
وذكر أنه قد تضطر الأم إلى عقوبة طفلها، والعقوبة حين تكون في موضعها مطلباً تربوياً، لكن بعض الأمهات حين تعاقب طفلها فإنها تعاقبه وهي في حالة غضب شديد، فتتحول العقوبة من تأديب وتربية إلى انتقام، والواقع أن كثيراً من حالات ضربنا لأطفالنا تشعرهم بذلك، وربما سيحمل الطفل تلك المشاعر تجاه الآخرين حتى يكبر وستبقى هذه المشاعر عنده ويصعب أن نقتلعها فيما بعد، والسبب عدم التوازن في العقوبة.
وأكد الصلخدي أنه حين تغضب بعض الأمهات أو الآباء يلجأون إلى معاتبة أطفالهم ويوجهون لهم ألفاظاً بذيئة، أو يذمونهم بعبارات وقحة، وذلك له أثره في تعويدهم على هذا المنطق السيئ، والعاقل لا يخرجه غضبه عن أدبه في منطقه وتعامله مع الناس، فضلاً عن أولاده.
قال سعيد الصلخدي إن من الأمور المهمة في علاج أخطاء الأطفال أن نتجنب إهانتهم أو وصفهم بالفشل والطفولة والفوضوية والغباء، فهذا له أثره على فقدانهم للثقة بأنفسهم. وتجنب إحراجهم أمام الآخرين، فإذا كنا لا نرضى أن ينتقدنا أحد أمام الناس؛ أطفالنا كذلك، وحين يقع الطفل في خطأ أمام الضيوف؛ ليس من المناسب أن تأنبه أو تحرجه.