أبوظبي ـ صوت الإمارات
تعمل وزارة التربية والتعليم خلال الفترة المقبلة على إبراز أهمية استخدام طرق التدريس الحديثة التي تمتزج بالتكنولوجيا والتفاعل الإيجابي داخل الصفوف، من خلال مساعي حثيثة ودورات متتابعة تخصصها لتمكين المعلمين من التطور في جوانب عدة، خاصة في ما يتعلق بالتقنية وطرق استخدامها، حيث تم إخضاع العديد من المعلمين لدورات تدريبية، مكنتهم من استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة التي توفرها إدارات المدارس لخدمة العملية التعليمية والتي يبقى الطالب محورها الأساسي، فالمعلم مهيأ وقادر على مواكبة ما يستحدث من تقنية ويمكنه مواكبة التطور والتفاعل مع المناهج المتطورة بكل ما تقدمه التكنولوجيا من وسائل ترتقي بالتعليم وتسهل تلقيه وتوسع آفاقه.
ويبقى هنا دور المعلمين في تطبيق كل ما تناولته الدورات التدريبية على أرض الواقع وداخل الصفوف للبعد عن عملية التلقين وخلق نوع تفاعلي من التعليم يساهم في تغير مفهوم التدريس لدى الطلبة ويجعلهم أكثر رغبة في التعلم، إذ يعد المعلم جزءاً مهماً من العملية التعليمية ومحور تطويرها، وعلى المعلم أن ينهض ويطور نفسه وأساليبه باستخدام كل الفرص المتاحة من تقنيات وغيرها، يطوعها ويوظفها داخل الحجرة الدراسية وخارجها حتى يواكب التغيرات التي يشهدها الطالب أيضاً.
وحرصت «التربية» على اختيار أفضل العناصر والكوادر لأعضاء اللجان والفرق، البالغ عددها 200 اختصاصي مناهج، الذين عملوا على تطوير المناهج، وتم اختيارهم وفق معايير من التخصصية والخبرة لاسيما أولئك الذين يمتلكون خبرات سابقة في إعداد المناهج الدراسية وذوي المؤهلات العلمية العالية، إضافة إلى أصحاب الخبرة في مجال المراجعات العلمية والفنية، حيث ضمت الفرق أعضاءً من التعليم العالي أسندت إليهم رئاسة اللجان، وكذلك تم إشراك اختصاصي المناهج والموجهين الأوائل والموجهين التربويين، وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت حرصها الدائم على تحديث المناهج الجديدة كل ستة أشهر.
وتأتي توجهات الوزارة نحو الاهتمام بتوفير مناهج دراسية متطورة ومحفزة للتعلم وفق أفضل المستويات العالمية، استناداً إلى خطة زمنية ثلاثية تراعي مرتكزات التطوير التغيرات التي تشهدها الدولة على جميع المستويات، وما تتطلبه من بناء شخصية طلابية متوازنة صحياً ونفسياً وعقلياً، للوصول إلى المواطن المثقف، والواعي، والمبادر إلى الابتكار، والقادر على حل المشكلات وصنع القرار وربط التعلم بالحياة والتقانة.
وبدأت وزارة التربية المرحلة الأولى للتطوير في المناهج الدراسية في الصفوف الأول والرابع والسابع والعاشر لتشمل جميع المواد الدراسية منها مواد التربية الإسلامية، واللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والدراسات الاجتماعية، والعلوم، والرياضيات، كما أجرت تعديلات لمناهج الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية للصف الحادي عشر كمرحلة انتقالية.
ووضعت خطة لتجريب جزء من المناهج أثناء عملية التأليف وفق خطوات منهجية منظمة بغرض تزويد المؤلفين تغذية راجعة بنائية، تمكنهم من معرفة مدى تحقق معايير بناء المحتوى وتنفيذه، وللوقوف على نقاط القوة والضعف، والصعوبات التي تواجه التطبيق (المنهج التكاملي) للاستمرار في منهجية البناء واستراتيجياته أو تعديلها قبل تعميم المنهج.
وأشارت الوزارة إلى أن عملية التجريب ترمي إلى الوقوف على مدى تحقيقها للأهداف والمعايير التي وضعت في ضوئها من خلال معرفة مدى قابليتها للتطبيق وفق الإمكانيات والتقنيات المتاحة ومدى تطبيقها لفلسفة المنهج التكاملي للتحقق من قدرتها على تنمية مهارات التفكير والابتكار والريادة والجودة، فضلاً عن معرفة مدى ملاءمتها للخطة الدراسية على مدار العام، لمعرفة مدى تنوع الأنشطة التعليمية والتأكد من سير الوحدات والموضوعات ومحتوى المناهج وفق قالب موحد.
وتم اختيار عينة التجريب من خلال مدارس الرؤى، وهي مدارس منتقاه لتكون مركزاً ثابتاً ومعتمداً لعملية تجريب المواد التعليمية المختلفة في الصفوف والمستويات الدراسية المختلفة.