بيوتًا ذكيًا تراقب صحة أفراد العائلة

طور الباحثون بيتاً ذكياً مصمما بفاعلية كبيرة لتعزيز كفاءته في توفير الطاقة والحماية ضد المتسللين واللصوص، بل وأكثر من ذلك، تم تصميمه لمراقبة صحة العائلة أيضاً .
ومع النمو السريع في التوجه إلى أتمتة المنازل، أصبحت أنظمة البيوت الذكية مرغوبة جدا .
على الرغم من أن أسعارها الباهظة تجعلها أبعد من متناول الكثيرين، إلا أن هنالك دلائل وإشارات إلى أن هذا الأمر لن يدوم .
ومن المتوقع خلال هذا العام أن تصل إيرادات البيوت الذكية إلى أكثر من 48 مليار دولار سنوياً .
والبيوت الذكية هي ثمرة جديدة من ثِمار التقدم العلمي، وهي عبارة عن شقق وفلل يستخدم فيها أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا، فهي تدير ظهرها للشمس صيفاً وتستقبلها في الشتاء، وبها شبكة معلومات متكاملة تنبه الساكن لدرجة الحرارة، وتحميه من الأمراض، والتيار الكهربائي بها ينقطع تلقائياً، والنوافذ تفتح وتغلق عند حلول النهار والليل . كما أن أخشاب هذه المنازل لا تحترق وتقاوم الفِطريات، وتحمي نفسها من اللصوص والحيوانات الضالة .
ويحلم العلماء والمعماريون والمهندسون، وأشهرهم المهندس المعماري الألماني هيوبرت فرتيز، والذي يعد من العلامات البارزة في العمارة الألمانية والأوروبية بوجه عام، بالبيت الذكي الذي يجد الإنسان فيه راحته، حيث يمكن إعادة تشكيله بسهولة لدفع الملل عن نفوس ساكنيه، ولا يستخدم أية طاقة صِناعية على الإطلاق، بل يعتمد على الطاقة المتجددة فقط .
وهذا الحلم يشغل أذهان المهندسين والمعماريين في أنحاء العالم، فالبيت ذو الاستهلاك المنخفض للطاقة، أو البيت الإيجابي، أو البيت فوق العادة، كلها في النهاية أسماء متعددة لمسمى واحد وهو البيت الذي يحتاج فقط إلى نسبة ضئيلة من حرارة التسخين أو الكهرباء التي تستهلكها البيوت التقليدية في الوقت الحالي .
وحسب الرؤية التي يتبناها فرتيز، فإن البيت لا يستحق أن يندرج تحت المسميات السابقة إلا إذا كان استهلاكه للكهرباء يقل عن استهلاك البيوت المماثلة التقليدية بنسبة 40% على الأقل، وهذا الأمر يمكن أن يتحقق من خِلال عاملين أساسيين: الأول هو جدران جيدة العزل تمنع تسرب الطاقة إلى خارج المنزل قدر الإمكان، وأما الثاني فهو الاستغلال الأمثل للطاقة الشمسية .
ويؤكد المهندس الألماني أهمية النظرة البيئية وتوافرها في البيت الذكي، خاصةً عند تحقيق حلم الطاقة المنخفضة، حيث ينادي بأنه يجب الاتجاه إلى توفير الوقود العضوي، واستخدام الطاقة الشمسية، لأن الشمس والرياح والماء والغاز العضوي "البيوغاز" كلها قادرة على مواجهة احتياجات الإنسان بشرط أن يخفض احتياجاته من الطاقة بنسبة 50% .
والواقع أن هذا الأمل لم يتحقق إلا العام 1991 عندما أقيم أول بيت من هذا النوع في كادمشتاد بألمانيا .
ويؤكد العلماء والمعماريون أن البيوت الذكية يجب أن تصبح واحات يلجأ إليها صاحبها للراحة والاسترخاء دون أن يتعرض لمواد كيماوية، أو استرخاء بدون كيماويات، لأن الاسترخاء ينطوي في الوقت نفسه على تكنولوجيا تجعل الحياة أكثر سهولة .
فمن مظاهر الذكاء في تكنولوجيا إنتاج "البيت الذكي" أن النوافذ تغلق من تلقاء نفسها عندما تبدأ أجهزة التكييف في العمل، وعندما ترتفع درجة حرارة الشمس، فإن الستائر تنسدل تلقائياً، قبل أن تبدأ أجساد سكان البيت في إفراز العرق بفعل حرارة الشمس، والتكنولوجيا التي تتحكم في كل هذه المزايا يمكن السيطرة عليها والتحكم فيها من خلال الهاتف .
ويؤكد المهندس المعماري فرتيز أننا بحاجة إلى بيوت تحتاج إلى عناية أقل حتى توفر لأصحابها وقتاً أكبر يتفرغون فيه لأعمالهم الخاصة أو على الأقل للعناية بأطفالهم بشكل أفضل، وخاصةً أن مميزات هذه البيوت أن النوافذ تنظم نفسها بنفسها، وبالنظم الإلكترونية التي توفر الأمن للبيوت ضِد هجمات اللصوص أو الحيوانات الضالة .
والرائع فِعلاً أن المادة التي تبنى بها البيوت الذكية هي من الأخشاب التي لا تحترق، وتقاوم الفطريات .
ففي تجربة علمية فريدة في معهد روزنهايم لبحوث مواد البناء في بافاريا بألمانيا تستخدم أخشاب تتم معالجتها بطريقة علمية مبتكرة للغاية، بحيث تتحول هذه الأخشاب إلى مادة عازلة جيدة مقاومة للاحتراق، وللإصابات الفطرية في الوقت نفسه .