القاهرة ـ مصر اليوم
يعتبر الذكاء العاطفى أمرا مهما فى حياة الطفل خلال مراحله العمرية المختلفة فهو سيمكنه من التعامل مع مختلف أنواع المشاكل فى حياته وفى مختلف المجالات، وهو أمر سيمكنه من التعامل بطريقة صحية مع مشاعره مما سيحدد نوعية الحياة التى سيعيشها فى المستقبل وكيفية تعامله مع التحديات المختلفة. ويعتمد ذكاء الطفل العاطفى على عدد من العوامل مثل معرفته الشخصية وقبوله لذاته وحساسيته تجاه الآخرين وتعاطفه معهم وقدرته على تفهم وجهات نظر الآخرين، كما أن الطفل من خلال ذكائه العاطفى سيتمكن من التحكم فى عواطفه بطريقة إيجابية فى المواقف الاجتماعية المختلفة والتى يكون فيها الطفل تحت ضغوطات كبيرة. إن الطفل عادة ما يكون فى لحظة سعيدا ونشيطا ومتحركا وفى لحظة أخرى يتحول لغاضب ومحبط ويلقى بألعابه عبر الغرفة وهو الأمر الذى قد تحتار الأم فى كيفية التعامل معه، مع الوضع فى الاعتبار أن الخبراء يؤكدون أن تلك اللحظات تكون مثالية لتعليم الطفل كيفية التعامل مع تلك المواقف وتشجيع نموه العاطفى. إذا كنتِ لا تستطيعين التعامل مع نوبات غضب طفلكِ فعليكِ على الأقل أن تحاولى التعاطف معه، فمجرد شعور الطفل بأنكِ متفهمة لمشاعره قد يجعله يهدأ بعض الشيء. وحتى إذا كان غضب طفلكِ تشعرين بأنه مبالغ به فعليكِ أن تتذكرى أن كل إنسان يمكنه أن يمر بتلك الظروف التى قد لا تجعله يتحكم فى مشاعره. واعلمى أن تعاطفكِ مع الطفل لا يعنى أنكِ توافقين على رؤيته أو وجهة نظره ولكن الأمر يعنى أنكِ تدركين أن طفلكِ لديه وجهة نظر حتى لو كان سيقوم بفعل ما تطلبينه منه. يجب أن تقومى بتقبل مشاعر طفلكِ بدلا من إنكارها أو التقليل منها وهو الأمر الذى قد يجعل الطفل يعتقد أن مشاعره بها أمر خاطئ أو أنها غير مقبولة. واعلمى أن رفضكِ لمشاعر الغضب أو الخوف عند طفلكِ لن يقضى على تلك المشاعر ولكنه قد يبدأ فى كبت تلك المشاعر حتى يتمكن من إيجاد مخرج لها. ويجب أن تعلمى أيضا أن تقبل مشاعر طفلكِ سيجعله هو نفسه يتقبل تلك المشاعر ويعمل على التعامل معها وسيجعله لا يشعر بالخجل أبدا. إذا كان طفلكِ صغير السن حديث الولادة يبكى فعليكِ أن تذهبى لاحتضانه وهو الأمر الذى سيجعل مشاعر الثقة والأمان تنمو عند الطفل. يجب أن تمنحى طفلكِ الوقت اللازم لاستيعاب أى موقف يتعرض له حتى يتمكن من تخطيه واستكمال حياته. فى معظم الأحيان عندما يشعر الطفل أنه حتى مشاعره السلبية يتم تقبلها فإنه مع الوقت ستختفى تلك المشاعر مما سيفتح الباب للطفل للبدء فى حل المشكلات. يجب أن تكونى بالطبع بجانب طفلكِ لدعمه ومساندته ولكن يجب ألا تتولى مسألة حل المشكلة بنفسكِ بدلا من الطفل إلا إذا طلب هو ذلك الأمر لأنه إذا كان الأمر غير ذلك فسيشعر الطفل أنكِ غير واثقة من قدرته على حل المشاكل بمفرده. إن التحكم فى الغضب بطريقة إيجابية أمر مهم وحيوى يجب على الطفل أن يتعلمه، وإذا كان الطفل غاضبا فيجب أن تبحثى عما هو وراء هذا الغضب من خوف أو شعور بالألم مع الحرص على استخدام الحوار مع الطفل وعدم اللجوء لأسلوب الضرب مع عدم السماح لغضب الطفل أن يتصاعد. ويجب أن يشاهدكِ الطفل أمامه تتصرفين بنوع من الذكاء العاطفى عند التعامل مع الآخرين فى أوقات شعوركِ بالغضب الشديد ويجب أيضا أن يرى الطفل أنكِ تتعاملين بهدوء مع الآخرين خلال أى موضوع نقاش يحتدم فيه الحوار. إذا شعر طفلكِ بالغضب مثلا بسبب موعد طبيب الأسنان فعليكِ أن تجعليه يشعر بأنه متحكم فى الوضع بشكل ما.