تشهد المكتبات العامة في البلاد حالة مختلفة بين الامس واليوم مع انحسار أعداد مرتاديها من طلبة ومهتمين ومتخصصين رغم محاولة بعض المكتبات مواكبة التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي من خلال اتباع برامج وتقنيات لتصل ما أمكنها ذلك الى القراء. ورأى عدد من المهتمين والقائمين على مكتبات عامة في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم أن تأثير تقدم التكنولوجيا طال مختلف مناهل العلم والمعرفة الا انه ترك تأثيره السلبي بشكل خاص على المكتبات وباتت نسبة مرتاديها تشهد انحدارا غير مسبوق. وذكروا ان التغييرات الحاصلة في المناهج الدراسية وطرق التدريس لعبت دورا بذلك أيضا باعتبارها لم تعد تولي البحث العلمي الاهمية التي كانت له سابقا وتتطلب الاستعانة بمراجع وأبحاث في المكتبات. وقال أمين مكتبة عبدالعزيز الصرعاوي بمنطقة الخالدية زبار الجميلي ان المكتبات العامة في فترة تسعينيات القرن الماضي كانت تشهد نسبة عالية من المرتادين بما يتخطى الحال الان بمعدلات كبيرة جدا. وأضاف الجميلي ان أغلب مرتادي المكتبات كانوا من طلبة المدارس والمتخصصين ممن يحتاجون الى استكمال أبحاثهم المطلوبة منهم في المدرسة من خلال الاستعانة بالمراجع والكتب والمجلدات الموجودة فيها. وأوضح أهمية زيادة المخصصات للمكتبات العامة في البلاد لافتا الى انه اضطر لايقاف المحاضرات في قاعة المحاضرات متعددة الاغراض بالمكتبة لعدم القدرة على تجهيزها بما ييسر على زوارها ومرتاديها. من جانبها قالت المدرسة الاولى سابقا اخلاص الرشيد التي عملت 15 عاما بتدريس التربية الاسلامية لطالبات المرحلة المتوسطة ان الطالبات في السابق كان يطلب منهن عمل تقرير شهري يتناول موضوعا يتعلق بالمادة الدراسية. وأضافت الرشيد ان التقرير المطلوب كانت تتم مناقشته في حصة تخصص لهذا الغرض وكان الامر يتطلب من الطالبات ارتياد المكتبات العامة للاطلاع على المراجع والكتب الى جانب تعزيز ثقافة القراءة والبحث لديهن. من جهتها قالت معلمة التربية الاسلامية شيخة السلوم انها منذ انخراطها في مجال التعليم قبل أربع سنوات لم تشهد تكليف الطالبات بعمل تقرير أو بحث يستلزم مصادر ومراجع توفرها المكتبات العامة نظرا الى الغاء بند التقرير من التقييم السنوي للطالبات.