استضاف فرع رابطة الكتاب الأردنيين في الزرقاء مساء السبت الماضي الناقد الدكتور زياد أبو لبن، حيث قدم قراءة نقدية في كتاب حنان بيروتي الموسوم بـ ( لمن أهدي أزاهير العيد )، ضمن فعاليات ملتقى الزرقاء الأول للقصة القصيرة . وقال أبو لبن " ان المتابع لكتابات بيروتي يجد اخلاصها العنيد للكتابة القصصية، اذ اننا نكتشف العلامة بين بيروتي ووالدتها التي رحلت الى العالم الآخر، فنلمس هذا الوجع الكبير في التفاصيل الصغيرة في كتابها " . وبين ان الكتاب الذي جاء في 246 صفحة من القطع المتوسط والصادر عن دار فضاءات للنشر،احتوى على نصوص متعددة اتخذت عناوين رومانسية مثل : الأم، المكان ، الحياة ، والقلب وغيرها . وأضاف ، ان نصوص الأم تبدأ بمقالة بعنوان ( أمي ...أحتاج عمرا آخر كي أبكيك )، حيث نجدها أقرب الى الخاطرة التي تقطر ألما ولوعة عندما يفقد الانسان والدته فجأة بلغة شعرية، فيما ينطوي النص الثاني المعنون بـ ( الى أمي ) على تداعيات النفس وخلجاتها ولواعجها . وتابع ، ان الجزء الثاني من الكتاب يمزج بين الخاطرة والقص، حيث ان لغة السرد ضافية على النص ، وتقترب من الشعر لتصف علاقة الانسان بالمكان، بينما جمع الجزء الثالث من الكتاب بين اسلوب الخاطرة بأسلوب سرد قصصي، وحوار بين مجهولين حول مشهد مسرحي فانتازي ، اضافة الى شهادة ابداعية تستحضر الماضي ولحظات الحاضر في تجليات الكتابة النثرية . ولفت الى ان الكتاب يضم كذلك مقاطع شعرية في لغة تصل لمواطن الشعور الانساني مباشرة ، حيث تمثل في جزء منها تجربة الحياة العميقة من خلال حكم تنثرها الكاتبة أمام القراء بلغة شعرية ، فيما تقدم في قصيدة ( مدينتي ) صورة شعرية لمدينة تتصف بالقبح . وقال " تبقى هذه النصوص النثرية تحمل عمق تجربة قاصة مبدعة ، قدمتها للقارىء بلغة جميلة ، تتوالد منها الصور الشعرية ، فهي نصوص تلامس شغاف القلب وتهز وجدان المتلقي من الأعماق " . وسلم الشاعر جميل أبو صبيح شهادات تكريمية لكل من أبو لبن والكاتب محمود أبو عواد الذي أدار الأمسية، فيما تبعها نقاش وحوار حول الكتاب والنصوص التي ضمها .