أظهرت دراسة أميركية حديثة أن نمو الطفل في بيئة فقيرة وأجواء محبطة يمكن أن تشكل ضررا على عقله طوال حياته من خلال التأثير على كيفية تعامله مع المشاعر السلبية. وقال باحثون من جامعة الينوي: "إن الأطفال الذين نشأوا وسط عائلة فقيرة في سن التاسعة تفاعلوا بشكل مختلف حيال المشاعر السلبية في سن البلوغ. والتقط الباحثون، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، صور أشعة بالرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من الأشخاص في سن 24 عاما نشأ نصفهم تقريبا عندما كانوا في التاسعة وسط أسر فقيرة. وخلال هذه العملية طلب الباحثون من المتطوعين كبح أي مشاعر سلبية تنتابهم كمؤشر على قدرتهم اليومية على التعامل مع التوتر والمشاعر السلبية، ثم فحصوا بعد ذلك أنشطة المخ. وكشفت الاختبارات أن هؤلاء البالغين الذين نشأوا في أسر فقيرة لديهم نشاط كبير في منطقة بالمخ تعرف بـ"اللوزة الدماغية" وهي مسئولة عن الشعور بالخوف والقلق والمشاعر السلبية الأخرى، وفي المقابل ظهر لديهم أيضا نشاط أقل في "قشرة الفص الجبهي"، وهي منطقة بالمخ تعرف بدورها في التحكم بالمشاعر السلبية. وقال القائمون على الدراسة: "إن دراسات سابقة أكدت التأثيرات السلبية للفقر على الأطفال وإصابتهم بمشكلات جسدية ونفسية بسببه عند البلوغ، لكن هذه الدراسة هي التي تعرض كيفية تأثير الفقر في الطفولة على وظيفة المخ، لاسيما فيما يتعلق بالتحكم في المشاعر. وأكد الباحثون أنه في حال عدم قدرة الشخص على التحكم في مشاعره السلبية، فإن التوتر الناجم عنها قد يؤثر أيضا على صحته الجسدية.