واشنطن ـ وكالات
الانتقال إلي منزل جديد أحد أكبر التغييرات التي تلحق بمحيط الطفل وتؤثر فيه وتولد لديه إحساسا بالقلق وعدم الاستقرار وقد يسبب ضغوطا نفسية لدرجة أن بعض الأطفال يصابون بالاكتئاب نتيجة الانتقال من بيت إلي آخر بسبب فقده لأصدقائه ومن تربي معه وكذلك مدرسته ومدرسيه الذين اعتاد عليهم ولا يملك الأطفال تجربة شخصية تبين لهم أن التغيير قد يكون جيدا ولذلك فإن تحضيرهم نفسيا والصبر هما المفتاح لمساعدتهم علي تقبل هذه المرحلة الجديدة وينصح الخبراء النفسيون الأهل بضرورة معرفة طبيعة الأبناء وإلي أي أنواع الشخصيات ينتمون وبذلك يتم تهيئتهم بحسب طبيعة كل منهم حيث يقسمونهم إلي ثلاثة أنواع: الأطفال الحركيون الذين يعتمدون علي حاسة اللمس لاكتساب المعلومات يحتاجون الي معرفة أن عالمهم الحسي لن يتغير إن انتقلوا إلي منزل آخر. وينصح الأهل باصطحابهم الي متنزه يقع قرب المنزل الجديد ليدركوا أنهم سيحصلون علي مجال فسيح مماثل حيث يلعبون بحرية. وأن يحافظوا علي النشاطات الجسدية التي اعتادوا القيام بها سابقا كمعانقتهم قبل أن يخلدوا الي النوم أو اللعب بعد الغداء. تساهم هذه العادات في إقناعهم بأن الأمور لا تزال علي حالها فيشعرون بالأمان. الأطفال السمعيون أي الذين يعتمدون علي حاسة السمع إن كنتم تعيشون الآن في مكان تكثر فيه الضوضاء, قوموا بالتعديلات المطلوبة لتحاولوا الحد من الأصوات المزعجة حين يريد الأطفال أن يناموا. أما إذا انتقلتم إلي مكان أكثر هدوءا, فسجلوا الأصوات التي كانت تعلو في البيئة القديمة وليستمع إليها الأطفال في منزلهم الجديد . أما الأطفال البصريون الذين يعتمدون علي حاسة البصر لاكتساب المعلومات وللتواصل فاتركوا لهم تزيين غرفتهم الجديدة. واتركوا لهم حرية القيام بذلك حتي لو استخدموا أشياء قديمة. بالإضافة إلي ذلك, من الأفضل أن تلتقطوا صورا للمنزل القديم ولأصدقائهم وللأماكن المفضلة لديهم ودعوهم يعلقونها في المكان الذي يحلو لهم. قد يرغبون أيضا في إعداد ألبوم صغير يضم هذه الصور يأخذونه معهم إلي المدرسة. د. نادية شريف أستاذ علم النفس التربوي بمعهد الدراسات التربوية جامعة القاهرة تتفق مع ذلك وتضيف قائلة لماذا يحتاج الطفل إلي تهيئته قبل الانتقال إلي مسكن جديد؟ لأن الإنسان بطبعه يفضل أن يستمر علي ما اعتاد عليه من مسكن ومأكل وفي كل حياته ولذلك فكرة التغيير تؤدي إلي أن يصاب الطفل بالقلق وعدم الاتزان وكأنه ذاهب إلي المجهول وأنه سوف ينتزع من بين أصدقائه ويخشي من عدم قدرته علي اكتساب صداقات جديدة وكذلك إحساسه بأنه سوف يبتعد عن غرفته داخل المنزل التي اعتاد عليها ولذلك يتطلب من الأسرة أولا فكرة الانتقال منذبداية التفكير فيها لابد أن تناقش وتطرح للحوار مع الطفل ويشارك فيها وتعرض عليه كل المعلومات عن مكان الانتقال وأسباب الانتقال ويجب عليهم الاستماع إلي آرائه وعدم تسفيهها ولا ينتقدوناعتراضاته. ثانيا نبرز له الجوانب الإيجابية في فكرة الانتقال كان نقول له إن المنزل الجديد به حديقة أو حمام سباحة مثلا وكل مميزات المكان وقربه من أماكن ترفيهية مثلا وكل ذلك لأن فكرة الكلام والحديث والنقاش تقرب الصورة للطفل وتجعله أقل خوفا ورهبة من فكرة الانتقال. رابعا في حالة رفض الطفل لفكرة الانتقال لابد من معرفة أسباب رفضه ومعرفة درجة رفضه ودرجة إقباله علي الفكرة ومن ثم نعزز الأشياء التي بها نواح إيجابية كأن نقول له إنه ستكون صداقات جديدة وأن الحياة دائما تتغير ونمنحه معلومات ومن الممكن أن تقوم الأسرة باصطحاب الطفل إلي المكان الجديد حتي يتعرف عليه ويتعرف علي مكوناته وتعرفه بالمجالات الجديدة التي سوف يتعلمها في هذا المكان الجديد وأيضا علي الأسرة أن تعطي الطفل الفرصة في المنزل الجديد وأن يختار غرفته ألوانها وأثاثها بنفسه وهو نوع من الترغيب كذلك إخباره بأنه لن تنقطع علاقته بأصدقائه وتحدد له الأسرة موعدا أسبوعيا مثلا لزيارتهم ومقابلتهم ودعوتهم إلي منزلهم أيضا وتلخص د. نادية يوسف ما يجب علي الأهل في هذه الحالة في النقاط التالية : - اظهري حبك له واهتمي بمشاعره وحافظي علي العادات التي عودت أطفالك عليها موعد العشاء أو قراءة قصة في غرفة الجلوس حتي يشعر بالارتياح وبأن الأمور ما تزال كما هي. - نسقي ديكور غرفة طفلك بنفس الطريقة التي كانت في البيت القديم ليشعر بالطمأنينة, ثم اقترحي عليه بعد مدة تغيير ديكور الغرفة. تكلمي معه واجعليه يتحدث عن مشاعره وتقبلي كونه حزينا أو غاضبا من الانتقال, وافهمي وجهة نظره. - اجعليه يزور المكان الذي تربي فيه وكبر, وكون مجتمعه الخاص فيه. - اقترحي عليه بأن يزور أصدقاؤه بيته الجديد. - شجعيه علي أن يتعرف علي أصدقاء جدد من الجيران أو في نفس الحي. - علي الأب ان يقوم بدور فعال في هذا الوضع أيضا وعليه بالتالي. - أخذ الطفل في جولة حول المنزل وتعريفه إلي المنازل المجاورة. - تعريفه إلي الجيران بنفس العمارة أو الذين يسكنون إلي جوارهم. - تعريفه إلي البائع القريب من المنزل. - البحث معه علي أقرب مسجد والتعرف إلي إمامه. - تكليفه ببعض المهام لينشغل بها عن التفكير, كزرع الزهور. - دعوة الآباء والأبناء المجاورين له والتعرف إليهم. - زيارة المدرسة الخاصة به لاكتشاف المكان.وتضيف الدكتورة نادية - قبل الانتقال بفترة كافية علي الأهل الاستعداد بعدد من الأمور أهمها : القيام بزيارة للمنزل حتي يعطوا لأطفالهم صورة واضحة عن المكان, وأخذ مقترحاتهم حول تنسيق غرفتهم. - ابحثي عن اهتمامات طفلك, كاللعب في حديقة الحي أو الكرة مع أطفال الحارة أو الجيران, وابحثي بعدها عن الأماكن واكتشفي نظافتها والموجودين فيها. - لا تتخلصي من الألعاب القديمة التي كانت موجودة في البيت فالأطفال يتضايقون لدي انتقالهم إلي المنزل الجديد, خصوصا عندما لا يجدون شيئا من ألعابهم بالمنزل القديم. - أول ترتيب في المنزل الجديد لغرف أطفالك حتي يرتاحوا من عناء الانتقال. - خططي أين سيكون أطفالك في يوم الانتقال كي لا يملوا من كثرة الأعمال وأصوات التركيب. - أخرجي طفلك يوم الانتقال من المنزل القديم لكي لا يشاهد الأشياء وهي تنتقل فيشعر بالحزن ويسترجع ذكريات المكان . - أحضري لطفلك دفترا خاصا يكتب فيه أرقام أصدقائه ومدرسيه مع كلمة بسيطة للذكري. - التقطي له الصور معهم ليتذكرهم عندما يكبر. - أقيمي حفلة بسيطة تضم الأمهات والأطفال واطلبي منهم أن يزوروا المنزل الجديد وأن لا يقطعوا صلتهم بأطفالك, وأن يعاملوه كما لو أنه لا يزال موجودا بينهم. - تعرفي قبل الانتقال إلي الأمهات الموجودات في عمارتك أو حول منزلك وعرفي طفلك عليهن. - اكتبي عنوان المنزل, واكتبي فيه الوصف وأرقام الهواتف واجعليها في حقيبة طفلك في المدرسة أو في جيبه في حال ضل الطريق.