واشنطن ـ وكالات
عادة ما يتم وصف الطفل الذى يرفض الكلام والتحدث عن أمر سواء فى المدرسة أو المنزل بأنه طفل خجول، مع الوضع فى الاعتبار أن تأخر النطق والكلام عند الطفل قد يكون بسبب مشكلة أو اضطراب فى التواصل أو السمع أو بسبب مرض التوحد عند الطفل. وعادة فإن الطفل الطبيعى خلال العام الأول من عمره سيبدأ فى الاستجابة للأصوات من حوله وببلوغه عامين سيبدأ فى التعبير عن نفسه لفظيا مع قدرته على اتباع خطوات بسيطة. إذا كان الطفل يواجه أى مشكلة متعلقة بتأخر النطق فإنه لن يتمكن من التجاوب مع من حوله أو قد يختار أن يتوقف عن الكلام تماما. ويعتبر التواصل عن طريق التخاطب أو الكلام هو الوسيلة التى يتعلم من خلالها الطفل كثيرا سواء فى المنزل أو المدرسة ولذلك فإن أى مشكلة فى النطق والتخاطب عند الطفل ستكون مشكلة أيضا تعيق تطوره على مختلف المستويات. وعلى الأم أن تدرك أهمية العلاج والاكتشاف المبكر لمشاكل النطق والتخاطب واللغة عند الطفل لأنها قد تسبب للطفل مشكلة أيضا فى القراءة والكتابة. تختلف معدلات التطور والنمو من طفل لآخر ولكن هناك بعض العلامات التحذيرية التى قد تعنى أن طفلك يعانى من مشكلة فى اللغة والنطق أو السمع: - أن يكون الطفل ما بين 15 و18 شهرا ويعاني من عدم استخدامه حتى للغة الأطفال - وصول الطفل لعمر العامين وهو لا يزال ينطق فقط بعض الكلمات البسيطة - أن يقوم الطفل بخلط الكلمات بعضها ببعض وهو فى الخامسة من العمر إذا كان طفلك يبلغ من العمر 18 شهرا فيجب أن تكونى قادرة على فهم حوالى 25 فى المائة مما يقوله وببلوغ الطفل عامين يجب أن تكونى قادرة على فهم ما بين 50 وحتى 75 فى المائة من كلامه. وإذا كان طفلك فى الرابعة من عمره فيجب أن يكون كلامه مفهوما حتى من الأشخاص الذين لا يتعامل معهم دائما أو بكثرة. سيكون معلمو طفلك فى المدرسة على الأرجح هم أول من يلاحظ أن مهارات النطق واللغة والتخاطب عند طفلك ليست فى نفس مستوى الأطفال الآخرين فى مثل سنه. فقد يلاحظ المعلم مثلا أن طفلك لا يستجيب بصوت عال أو مسموع للأسئلة التى تطرح داخل الفصل أو لا يستطيع اتباع التعليمات المنطوقة داخل الفصل. وقد تكون ملاحظات معلم طفلك تأكيدا لشكوكك حول الصعوبة التى يعانى منها طفلك فى التعبير عما يفكر به باستخدام اللغة وعدم قدرته على إيجاد كلمة محددة يعبر بها عما يريد قوله. يمكن لمعالج أو طبيب متخصص فى اضطرابات النطق والتخاطب واللغة تشخيص المشاكل المحددة التى يعانى منها الطفل مع مساعدته على تنمية مهارات الكلام المختلفة. وسيكون هذا المعالج المتخصص ضمن آخرين ، ومن بينهم معلم الطفل وطبيبه والطبيب النفسى أحيانا، وهم كلهم سيساعدونك على تقييم صعوبات التعلم التى يعانى منها طفلك. يعتمد إخصائى مشاكل النطق والتخاطب على ثلاثة محاور أو نقاط لتحديد ما إذا كان الطفل يعانى من اضطراب فعلا أم لا مثل قدرة الطفل على التواصل مع الآخرين عبر الكتابة والكلام، وقدرته على فهم واستيعاب المعلومات التى يتلقاها سواء كانت مسموعة أو مكتوبة بالإضافة لقدرته على نطق الكلمات بطريقة صحيحة. احرصى على أن يخضع طفلك عند الولادة لاختبار يحدد ما إذا كان يعانى من أى مشاكل فى السمع لأن عدم قدرة الطفل على السمع بطريقة صحيحة قد تكون سببا أساسيا فى تأخر النطق عنده. إن الطفل الذى يعانى من صعوبة فى نطق أحرف معينة منفصلة أو مجتمعة قد يستفيد من التمارين التى يعطيها له المعالج المختص والتى ستمكن الطفل من النطق بطريقة صحيحة عن طريق شرح طريقة تحريك الشفاه واللسان. ويجب عدم التأخر فى معالجة اضطرابات النطق والكلام عند الطفل لأن التأخر فى هذا الأمر قد يجعل الطفل يكره الذهاب للمدرسة أو الاشتراك فى أى نشاطات اجتماعية.