لندن ـ صوت الإمارات
كشفت دراسة حديثة بالمركز القومي للبحوث عن أن الاكتئاب والقلق من أكثر الأمراض شيوعاً بين طلبة كلية الطب، مما قد يؤدي إلى خلل في المهارات الأكاديمية والتعليمية والسلوكيات الاجتماعية، بالإضافة إلى أن ذلك قد يصاحبه زيادة في معدلات الانتحار.
قامت بإجراء الدراسة الدكتورة داليا محمد أحمد المسلمى بقسم طب المجتمع بالمركز القومى للبحوث، وذلك للحصول على درجة الدكتوراة في الصحة العامة، تحت إشراف الدكتورة ولاء فؤاد أستاذ بقسم بحوث طب المجتمع بالمركز، والدكتورة منى سليمان والدكتورة مايسه محمد أساتذة الصحة العامة والطب الوقائى بكلية الطب جامعة القاهرة.
وقالت الدكتورة داليا المسلمي إن هذه الدراسة تهدف إلى معرفة نسبة انتشار التوتر والاكتئاب والعوامل المساهمة لحدوث هذه الأمراض بين طلبة كلية طب جامعة القاهرة، موضحة أنها أجريت دراسة مقطعية عرضية وصفية لتحقيق هذا الهدف حيث تضم عينة الدراسة 600 طالب، وتم أخذ 100 طالب من كل سنة دراسية في كلية طب جامعة القاهرة.
وأضافت أن كل طالب قام بملىء استبيان تم تصميمه ليحتوي على البيانات الشخصية وبيانات لها علاقة بالعوامل المساهمة للاكتئاب والقلق، وعن رد فعل الطلبة عند شعورهم بالقلق و الاكتئاب، وتم تقييم الطلبة من خلال مقياس المستوى الاجتماعي، وقياس "بيك" للاكتئاب ومقياس "بيك" للقلق، ومقياس "سبيلبيرجر" للقلق ومقياس جودة الحياة.
وأشارت إلى أن نتائج الدراسة كشفت عن أن 54.3% من طلاب الطب الذين شاركوا في الدراسة يعانون من الاكتئاب، حيث أن 43.3٪ يعانون من اكتئاب بسيط، و 10.2 ٪ اكتئاب متوسط، 0.8% اكتئاب شديد، وبالنسبة للتوتر فقد وجد أن 36.8% من الطلبة يعانون من التوتر، وبالنسبة لوجود الاكتئاب مع القلق، فكانت النتيجة 27.8%.
وتابعت:" وجد فروق بين الذكور والإناث، حيث أظهرت الدراسة أن الإناث أكثر تعرضاً للاكتئاب عن الذكور بنسبة ذو دلالة إحصائية (59.5% و 40.5%)، أما بالنسبة للقلق، نسبة الإناث للذكور هي 66.1 % و 33.9% على التوالي، كما أن نسبة انتشار الاكتئاب والقلق بين الطلبة الجدد (الفرقة الأولى) كان مرتفعاً مقارنة بالطلبة القدامى، و هذا قد يرجع إلى البيئة الدراسية الجديدة.
وأكدت المسلمي أن الدراسة بينت أن نسبة كبيرة من الطلبة يعيشون في المناطق الحضارية (72.2%)، والقليل يعيش فى المناطق الريفية (27.8%)، ولا يوجد هناك فرق بينهم ذو دلالة إحصائية، وأن الطلبة التي تعاني من مشاكل مادية أكثر عرضة للاكتئاب من ميسوري الحال، وكانت الطبقة الوسطى هي أكثر الطبقات تعرضا للقلق، حيث أن الطبقة الوسطى تمثل 14.4 % من الطلبة القلوقة، في حين تمثل الطبقة الدنيا 9%، موضحة أنه لم يكن هناك أي فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلبة التي تعانى من الاكتئاب أو القلق و التي تعاني من حيث التفوق في الدرسة و الأداء التعليمي.
وقالت إن الطلبة التي تعاني من أمراض مزمنة هم أكثر عرضة للاكتئاب والقلق، و لكن الدراسة لم تثبت فروق ذو دلالة احصائية، وعلى النقيض فقد أظهرت الدراسة أن الإقامة فى المدينة الجامعية والمعاناة من ازدحام المواصلات من الأسباب المؤدية للاكتئاب بصورة كبيرة ذو دلالة احصائية، مشيرة إلى أن الدراسة كشفت أن معظم الطلبة ينفثون عن التوتر والاكتئاب عن طريق الاستعانة بصديق (34.4%)، التحدث مع أحد الوالدين(32.9%)، والأقلية (1.7%) يلجأ إلى دكتور الأمراض النفسية.
وأضافت أنه من أسباب عدم اللجوء إلى دكتور أمراض النفسية تشمل: عدم الاقتناع أن الاكتئاب والقلق يستدعوا الذهاب إلى طبيب بنسبة (40.5%)، الخوف من الوصمة بنسبة (25.6%)، الخجل من التحدث أمام الطبيب (22.0%)، عدم الاقتناع بالطب النفسي (8.8%)، الاعتقاد أن طبيب الأمراض النفسية يعالج فقط المختليين عقلياً(8.4%)، المصاريف الباهظة(1.5%).
وأوصت الدراسة بضرورة تنفيذ برامج شاملة لمعالجة والحد من التوتر بين الطلاب من قبل كلية طب جامعة القاهرة بحيث تهتم بتنمية المهارات الدراسية، إدارة الوقت، وأنماط الحياة الصحية واستراتيجيات مواجهة الصعاب، مشددة على أن الخدمات الوقائية والتشخيصية للصحة النفسية يجب أن تكون جزءاً أساسياً من الخدمات الإكلينيكية الروتينية المقدمة للطلاب من قبل كلية الطب جامعة القاهرة.