المرأة في الإعلام


يثار موضوع المرأة في الإعلام كثيراً، وتطاول الكتابات والتقارير والدراسات صورة المرأة في الإعلام على اختلافه. ولكن قليلة هي الدراسات التي تبحث في واقع المرأة العاملة في وسائل الإعلام، كوجه إعلامي، أو في مراكز الإدارة والقرار أو خلف الكواليس.

في جميع وسائل الإعلام على أنواعها، صحافة مطبوعة أو إلكترونية، إذاعة أو تلفزيون، وحتى سينما، يحتل الرجال 73 في المائة من المناصب الإدارية العليا، وفقاً لدراسة دولية شملت 522 وكالة أنباء ووسيلة إعلامية في العالم.

وتظهر الدراسة التي نشرتها منظمة الأمم المتحدة للمساواة وتمكين المرأة أن أغلب النساء اللواتي يظهرن في وسائل الإعلام تكون مهماتهن ترفيهيه، ويتحدثن برقة ويتبرجن ليخرجن بصورة توحي بأنهن "كائنات جنسية" قبل كل شيء. في حين تأتي في خلفية تلك الصورة وبأعداد أقل، النساء العاملات في الإعداد أو المناصب الإدارية وخلف الكواليس.

العاملات في الإعلام العربي

الدراسات المسحية قليلة الوجود إن لم نقل نادرة في عالمنا العربي، إلا أن نتائج الدراسات القليلة عن النساء العاملات في وسائل الإعلام تشير إلى ضعف الوجود النسائي الفاعل في الإعلام العربي.

وقد أشارت منظمة المرأة العربية ضمن "الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية 2009-2015" أن التحدي الأول يكمن في قبول فكرة خوض المرأة الإعلامية لكل القضايا الاجتماعية وليس الأسرية فقط. وأشارت إلى محدودية حضور النساء في المراكز القيادية في المؤسسات الإعلامية العربية، وأن هذا الحضور، على ندرته، لا يقترن بثقافة المساواة، الأمر الذي "يحول دون أن يكون لهذا الحضور النسائي في المراكز القيادية تأثير إيجابي".

وهناك دراسة مسحية عن واقع المرأة الصحافية في الأردن، أشارت إلى أنّ نسبة الإعلاميات في مجلس النقابة والمراكز القيادية لا تبلغ سوى 1 في المائة، ما يشير إلى أن 99 في المائة من النساء العاملات في مجال الصحافة المكتوبة منفذات للسياسات الإعلامية.

النساء أكثر تواجداً في الأقسام القليلة العدد وفي مجالات الأرشيف والسكريتاريا والعلاقات العامة والترويج والتسويق والتقديم، وهن أقل أجراً في عقود العمل

كذلك توصلت الباحثة، الدكتورة نهوند القادري، إلى جملة استنتاجات من دراسة أجرتها بعنوان الإعلاميات والإعلاميون في لبنان في عام 2002 أن الإعلاميات أصغر عمراً وأكثر عزوبية وأقل إنجاباً وأعلى في المستوى التعليمي من الذكور، كما أن للمهنة مؤثرات سلبية على حياتهن العائلية أكثر من الإعلاميين.