بتسجيل نسبة مشاهدة فاقت الـ35 في المائة، وفق إحصائيات مؤسسة "ماروك ميتري"، يكون برنامج "مداولة" الخاص بطرح ملفات قضائية، والذي تشرف على إعداده وتقدمه رشيدة أحفوظ القاضية المغربية والأستاذة في المعهد العالي للقضاء ورئيسة محكمة الدار البيضاء قد تفوق على عدد من البرامج، التي يفترض أن توجه إلى قاعدة واسعة من المشاهدين، فالبرنامج الذي تابعه أزيد من مليونين و472 ألف مشاهد في ليلة واحدة أعطى الانطباع أن المشاهدين المغاربة باتوا أحوج إلى برامج تثقيفية قانونية خاصة أن معرفة المغاربة بالقانون تبقى في انحسار، رغم أنه "لا يعذر أحد بجهله للقانون".  وهو الجهل الذي لا ينبغي أن يرسخه التلفزيون، باعتباره أداة تربية وتثقيف وتوجيه. والبرنامج الذي يحظى بشعبية، رغم طابعه "نصف الشهري"، استطاع الجمع بين التشخيص الدرامي واستعراض الوقائع والحيثيات ومناقشتها، بتبني طريقة الطرح والمناقشة القريبة من الفهم الجماعي للقضية، وهي السلاسة التي منحت البرنامج متابعة جماهيرية أضحت تستدعي إعادة التفكير في تكلفته الإنتاجية. إذ ذكرت مصادر من داخل القناة "الأولى" أن البرنامج الذي يجمع بين الدراما والتحليل لا يحظى بالغلاف المالي الذي يمكنه من أن يرفع من إنتاجيته ويستقدم نجوما لتشخيص قضاياه، وهو ما يدفع معدة البرنامج والفنانين الذين يتعاونون معها إلى تقديم تضحيات كبيرة، نظير أن يكون برنامج "مداولة" بالشكل الذي عليه الآن، والذي يفتح أبواب التطور أكثر. من جانب آخر استطاع البرنامج أن يهدم جدار الهيبة أو "الرعب"، الذي ظل حائلاً بين المواطن وشخصية القاضي، فالبرنامج أكد أن القاضي بدوره مواطن، وأن بإمكانه أن يكون نجماً تلفزيونياً يتسابق الجمهور إلى التقاط صور معه أو توقيع "أتوغرافات" وأنه أيضا بإمكانه أن يكون فاعلاً بأفكاره ونقاشه وحسن تفسيره للقانون وفي عالم التقديم التلفزيوني أيضا. ولعل فوز القاضية رشيدة أحفوظ بعدد من الجوائز، في المسابقات التلفزيونية الوطنية والعربية، يؤكد حقيقة أن وراء بذل القضاة السوداء المزركشة باللون الأخضر ألوان بيضاء  تعكس بريق النجومية. وتحولت القاضية المغربية رشيدة أحفوظ إلى نجمة، إذ غالباً يطلب المتخاصمون  والمتنازعون في قضايا كثيرة التقاط صور تذكارية معها حتى وإن حكمت ضدهم.