تسبب إضراب شارك فيه عدد كبير من الصحفيين في إصابة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) بالشلل بعد توقف بعض برامجها الرئيسية. وقال جون إدموند وهو عضو في النقابة الوطنية للصحفيين، إن الإضراب يمتد لأربع وعشرين ساعة والهدف منه هو توجيه رسالة قوية إلى المؤسسة احتجاجا على تسريح بعض العاملين فيها. وأشار إدموند إلى أن المدراء يختارون "التسريح علاجا اسهل لمشكلات المؤسسة بدلا من تخفيض رواتبهم أو معالجة الخلل الإداري في المؤسسة".من جهته، قال متحدث باسم (بي بي سي) إن الهيئة تدرك "كم يمكن أن تكون المواقف المترتبة على عمليات التسريح محبطة وصعبة".. معربا عن خيبة أمل الهيئة لهذا الإضراب في وقت تبذل فيه كل ما في وسعها لتزخيم نتائج عمليات إعادة نشر الموظفين وتعزيز الحوار مع النقابات.وقد خسرت (بي بي سي) ما يناهز سبعة آلاف وظيفة منذ عام 2004 وذلك وفق أرقام النقابة الوطنية للصحفيين التي اشارت أيضا إلى أنه من المقرر تسريح 2000 موظف حتى عام 2017.تقول الـ (بي بي سي) إن الخطوة ضرورية في وقت تعاني فيه بريطانيا بشكل عام من كساد اقتصادي دفع الحكومة إلى اعتماد خطة تقشف واسعة في كل المجالات بالبلاد.وهدد أعضاء النقابة المضربين عن العمل بمعاودة الإضراب إذا لم تتحقق مطالبهم بإيقاف عمليات تسريح بعض العاملين في المؤسسة والاستعاضة عن ذلك بخطة إصلاح هيكلي واسعة تشمل المديرين أيضا.ويأتي الإضراب استجابة لدعوة الاتحاد الوطني للصحفيين بعد فشل مفاوضات بشأن إعادة ثلاثين موظفا تم تسريحهم في السابق، تسعة منهم يعملون في "بي بي سي" إسكتلندا، فيما توزع الآخرون على إذاعة "فايف لايف" والشبكة الآسيوية ومحطة الخدمة العالمية.وقالت الأمينة العامة للاتحاد ميشال ستانيستريت إن "المنتسبين إلى الاتحاد الوطني للصحفيين يقومون بتحركهم دفاعا عن الوظائف وعن صحافة عالية النوعية في المجموعة".وأضافت ميشال "أنهم غاضبون ومحبطون إزاء القرارات المؤسفة التي اتخذت في أعلى هرم البي بي سي، وهي قرارات يجد الصحفيون أنفسهم على إثرها مرغمين على ترك وظائفهم، مما يهدد الصحافة والبرامج العالية النوعية". وتطالب النقابة بتجميد عمليات التسريح لمدة ستة أشهر. ومن المقرر إلغاء ألفي وظيفة بحلول 2017 وإعادة النظر في هيكلية الشبكة ضمن سياق خطة واسعة تهدف إلى خفض النفقات.