"فيسبوك"

على مدى العقدين الماضيين، اشتهرت دولة الإمارات لتبني التغيير، ومع محرك حقيقي من قبل الحكومة لجعل الدولة رائدة في الابتكار، ونحن نشهد بالفعل الجيل القادم من المدن الذكية . مع وجود خطط طموحة للاستفادة من هوية دولة الإمارات، باعتبارها تتبنى مفهوم البنية التحتية المتطورة وتستعد جيداً لتحقيق ذلك، وهو الهدف المتمثل في جعل اكسبو 2020 الحدث الذي يعرض الحياة في القرن ال21 .

وأوضح رئيس الابتكار في شركة سينكرون ديفيد هورتون، : لقد حقق القطاع المالي لدولة الإمارات بالفعل تقدماً قوياً نحو تحقيق هذا الهدف . فإذا نظرنا للوراء في عام 2014 يمكننا أن نرى العديد من الأمثلة على البنوك التي تأخذ الثورة الرقمية على محمل الجد، وكان هناك العديد من الابتكارات التي أطلقت على مدار العام .
 أطلق بنك دبي التجاري أول منصة لإدارة التمويل الشخصي، يليها الفرع الافتراضي على الفيسبوك، ويواصل بنك المشرق لإعادة تجربة فرع البنك مع فروعه الرقمية وفرع الخدمة الذاتية بما في ذلك الخدمات المصرفية عن طريق الفيديو عن بعد .

ففي مجال التحويلات والمدفوعات رأينا بنك الإمارات الوطني يطلق خدمة الدفع من شخص لشخص P2P بالهاتف الجوال، وأطلق بنك رأس الخيمة خدمة السحوبات النقدية بدون كارت، وبالمثل في بنك المشرق الذي يعتبر رائدا في تجارة التجزئة للأعمال، حيث تتوافق الشرائح الذكية EMV مع حلول نقاط البيع المتنقلة mPOS للاستفادة من نظام البيع المتنقل Paypot، والدفع عبر تقنية التواصل قريب المدى NFC من خلال ملصقات TAPnGO . كما قامت عدة مشاريع بتوفير خدمة الدفع من شخص لشخص P2P مثل مؤسسة مارت للعقارات وSMEXchange ومؤخراً موقع hiveBee، وهو أول سوق إلكتروني في الإمارات العربية المتحدة تم إطلاقه كمنصة للإقراض والتي يطلق عليها من "ند إلى ند" وتعرف باختصار انها P2P .

وأضاف هورتون "في عام ،2015 سوف يتزايد الاتجاه في استخدام البنك الرقمي، ويعتقد أن تستمر البنوك المحلية في الاستثمار في الابتكار، وأي تعطيل محتمل للخدمات المالية - وهي مؤسسات غير بنكية - من شأنه دفع المزيد من التغيرات" .
وأصبح الابتكار والتجديد والحاجة إلى تقديم خدمات بنكية يوميا تضع تجربة العميل قبل كل شيء، أولوية استراتيجية لجميع البنوك في الإمارات الذين يهدفون لمواكبة التطور السريع في هذه الصناعة . حيث إن التخلف عن هذه التطورات سيقود حتماً إلى استثمارات ضخمة في الإنفاق على التكنولوجيا، مع التركيز على الابتكار والتحول الرقمي . وأعلنت مؤخرا IDC أن الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات في 2015 سيتجاوز 270 مليار دولار . ومع أخذ هذا في الاعتبار، فإن الاتجاهات الرئيسية لبنوك التجزئة في دولة الإمارات العربية المتحدة ستتمثل في التالي:
1- فرع التحول الرقمي والبنك الافتراضي .

2- التوزيع الرقمي وتحول التصميمات إلى "المحمول أولا" .
3- بناء مشاركة العملاء مع تقديم المشورة مسبقاً، تحليلات العملاء واعتماد البيانات الكبيرة .
4- تبسيط العمليات المصرفية وازدهار وسائل التسويق .
5- تطوير الدفع من خلال المحمول والدفع من شخص لشخص P2P بشكل كبير .
ولفت إن فروع البنوك في دولة الإمارات تستمر لتكون عنصرا حاسما في نجاح الحصول على عملاء جدد وتعزيز مشاركة العملاء لتحسين تجربتهم وتحقيق الولاء . في حين أنه لايمكن إنكار أن المعاملات المالية أصبحت تتجه بشكل متزايد إلى القنوات المصرفية عبر الإنترنت والهاتف المحمول، وستبقى فروع البنوك والموظفين جزءاً مهماً من ثقافة "البنك المحلي" .
ومن التحديات التي تقر بوجودها معظم البنوك حالياً هي ارتفاع تكلفة معاملات الصراف بشكل متزايد، وهناك الحاجة إلى وجود مبرر للاستثمار في شبكة الفروع، وبعد ذلك سيتوجهون إلى تغيير ديناميكيات زيارة الفرع بحيث يصبح لها دور استشاري فقط . ولتبسيط عملية "اعرف عميلك"، والوعي بالعلامة التجارية، وتعزيز العلاقة مع العملاء سيقود إلى المزيد من العائد الحقيقي على الاستثمار .

وخلال 2015 من المرجح أن يصبح فرع البنك المحلي الخاص بك رقمياً، وسيتوفر المزيد من تسهيلات الخدمة الذاتية، وتقديم وصول أوسع بكثير من المشورة المتخصصة بدءاً من الاستثمار وحتى التوفير، وأيضاً تأمين منزلك أو سيارتك . قد يتم تسليم هذه النصائح عبر أجهزة التابلت، والجداول الرقمية، أو حتى عبر الخدمات مثل سكايب، ومن المؤكد أن تجربة زيارتك للفرع ستكون أفضل بكثير من الانتظار في طابور طويل من العملاء وبطاقات أرقام الانتظار .
 وقد بدأ بالفعل بنك دبي التجاري، وستليه البنوك في تقديم تجارب فروع البنوك الافتراضية من خلال الفيسبوك البنكي، أو من خلال بوابة إفتراضية يتلاقى فيها العالم الرقمي والتواصل المادي في آن واحد .