بيروت - وكالات
انطلقت فى العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الجمعة، أول مظاهرة من نوعها للدعوة لنشر السلام من لبنان إلى العالم عبر شبكة الإنترنت، بمبادرة من مركز الأمم المتحدة للإعلام فى بيروت، وعدد من الشركات الخدمية والإعلامية المحلية، وذلك بمناسبة "اليوم الدولى للسلام" الذى يصادف يوم غد السبت. وتحمل المظاهرة الالكترونية شعار "تسامح من أجل السلام"، حيث ستتيح للأشخاص التعبير عن آرائهم حول السلام والدعوة إلى مبدأ التسامح من أجل مستقبل آمن، بحسب الجهات المنظمة، كما ستمهد الطريق لتأسيس نشاط هادف ومستدام تحت عنوان (سلوك طريق السلام المدنى)، وهو مجتمع على الإنترنت يقوم بتنفيذ عدد من البرامج والأنشطة لتعزيز ثقافة السلام. وخلال مؤتمر صحفى عقد، اليوم، فى أحد فنادق بيروت بمناسبة إطلاق المظاهرة، قالت المسئولة الإعلامية فى مركز الأمم المتحدة للإعلام فى بيروت، مارغو الحلو، إن الهدف الأول المعلن فى ميثاق الأمم المتحدة هو "إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب والمحافظة على السلم والأمن الدوليين"، على اعتبار أن السلام ليس حقاً أساسياً وضرورياً فحسب وإنما هو جزء لا يتجزأ من الحق فى الحياة الذى يُعتبر أهم حقوق الإنسان، وتعمل المظاهرة لترسيخ مفهوم السلام ودورها فى حياة المواطنين اللبنانيين. ويمكن لأى مستخدم للإنترنت المشاركة فى المظاهرة من خلال الدخول على الموقع الخاص بها على الشبكة، والضغط على الزر المخصص لذلك، كما يمكنه كتابة لافتة خاصة به تظهر تلقائياً على الصفحة الرئيسية لها، ويرفع فيها العبارة التى يعبر فيها عن منظوره للسلام. وبحسب الرسالة الترحيبية فى الموقع المخصص للمشاركة فى المظاهرة على الإنترنت "نعيش فى عالم اختلافاتنا تخيفنا بدل أن تثير فضولنا، تنوّعنا يفرّقنا بدل أن يغنينا". وكذلك "حان الوقت لنفتح قلوبنا، فنرمى سلاح التعصّب والكراهية والخوف، ونستبدله براية التسامح والمحبّة والسلام"، حسب تعبيرها. ونوهت الحلو إلى رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، التى أصدرها بهذه المناسبة فى وقت مناسب، والمتعلقة بضرورة تعليم الأطفال قيم التسامح والاحترام المتبادل الأمر الذى من شأنه بناء عالم "منصف وشامل للجميع" يحتضن التنوع والنضال من أجل السلام والدفاع عنه بكل قوة. كما دعت الجميع لدعم المظاهرة والمشاركة بها لـ"التعبير عن رغبتهم ورغبة المجتمع بالعيش بسلام وأمان من أجل مستقبل أفضل". من جهته، قال عمر صادق المدير التنفيذى لشركة JWT، للإعلان وإحدى الشركات الداعمة للمظاهرة، "إن الهدف من إطلاق المظاهرة الكترونياً هو السماح لأكبر عدد من الأجيال الجديدة الوصول إليها والمشاركة فى نشر السلام"، على حد قوله. و أضاف صادق، أن الأجيال الجديدة هم الهدف الأول الذى يتم السعى للوصول إليه، خاصة أن الأجيال السابقة "كانت وراء الحروب التى لايزال لبنان يعانى منها". أما الغاية التى تهدف المظاهرة الالكترونية لتحقيقها، بحسب صادق، فهى "نشر السلام والمحبة والتسامح بين جميع البشر على اختلاف انتماءاتهم، للتمكن من العيش بانسجام وتوافق مع الآخر"، لأنه حان الوقت لـ"تغيير سلوكنا تغييراً جذرياً للتقرب من المواطنين حول العالم"، حسب تعبيره. وأوضح المدير التنفيذى أن شركته تدعم هذه المبادرة الأولى من نوعها عبر الإنترنت، من بيروت إلى العالم، لأن غايتها "توحيد الشعب اللبنانى مع الشعوب العالمية الأخرى، للاحتفال بمبدأ التسامح وتمهيد الطريق لمستقبلٍ يحكمه السلام"، على حد قوله. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن "اليوم الدولى للسلام" لأول مرة عام 1981، ليكون متزامنا مع موعد الجلسة الافتتاحية لدورة الجمعية التى تعقد كل عام فى سبتمبر وتم الاحتفال به لأول مرة فى سبتمبر 1982.