القاهره- صوت الإمارات
امتلكت بصمة خاصة في مجال الموضة، ووضعت خططًا مُبدعة لدعم السياحة في الأحساء، ودفعها حبها للوطن إلى شق الطريق لخلق المزيد من الفرص للأسر المنتجة؛ لدعم ريادة الأعمال في مجالها، فقد استطاعت نورا الجعفري؛ أن تكون مثالًا يُحتذى به، فكانت خير نموذج للمرأة الناجحة القوية التي تؤمن بالإبداع والأفكار الجديدة، والقادرة على الجمع بين أكثر من عمل في آن واحد بحسن إدارتها للوقت، وأثبتت أن المرأة السعودية قادرة على اختراق المجالات كافة.
درست “الجعفري”؛ تصميم الأزياء وتمكنت من موهبتها حتى أسست مؤسسة ودار “نسج للتصميم” وتميزت بـ”عبايات البشت”.
وعلى جانب آخر، واصلت مسيرتها كنائب رئيس لجنة تسويق هوية الأحساء في الغرفة التجارية؛ حيث تمتلك خبرة في العمل التطوعي والإداري والاجتماعي أكثر من 30 عامًا.
وكان لنا معها هذا الحوار الثري الذي كشفت فيه عن مسيرتها الحافلة بالنجاحات.
في البداية، لماذا اخترتِ عالم التصميم؟
لم أختر عالم التصميم من تلقاء نفسي، ولكن من يُرد إنشاء مشروع مُربح فعليه النظر لأقوى ممتلكاته، وهواية الفن التشكيلي كانت تأخذني لعوالم أخرى تتمثل في تصميماتي.
متى كانت بداية انطلاق العلامة التجرية الخاصة بكِ في تصميمات العباءات؟
بدأت علامتي التجارية منذ ٣سنوات في شهر رمضان المبارك، حين أردت أن يكون بوتيك لعرض الحرف والأزياء الشعبية بأسلوب عصري حديث مختلف، ويكون “نسج”، كما سميته، مركزًا سياحيًا للهدايا التذكارية والأزياء السعودية النسائية المختلفة، لهذا كان بمثابة نقطة وقوف للزائرين من مناطق المملكة وحتى من خارجها، يقصده من أراد أن يبتاع هدية تمثل هوية المملكة.
من قدوتك في مجال الأزياء؟ وما العلامة المفضلة لكِ، وما السبب؟
ليس لديّ اسم محدد، فهناك الكثير من المصممات سبقوني في هذا المجال، وما يميزهن أن لكل واحدة منهن خط خاص، ولكن ما أراه أن البعض منهن يقع في خطأ جسيم وهو التشتت في اختيار قطع “الكولكشن” الواحد.
فمن الجميل أن أرتدي قطعة، وأنا أعرف من صممها من غير أن يكون عليها “لوجو المصمم”؛ إذن، فالأسلوب والنمط والهوية هي من تميز كل مصمم.
العلامة المفضلة لديّ هي عباءات “المتحجبة”، والتي كانت تُصنع في إحدى الدول الخليجية، والآن بالكويت جودة وتقنية وخامات جدًا مميزة، بالإضافة إلى المتجر الشهير “ريڤا”؛ لأنه يوفر تصميمات خليجية تناسب عاداتنا وتقاليدنا العريقة، تصاميم كويتية تُصنع في الخارج.
هل اتجهتِ لدراسة مجال التصميم؟ أم كانت مجرد هواية ؟
نعم بالتأكيد، فحبي للفن والتصميم هو ما دفعني للدراسة.
ما العوائق التي واجهتكِ كمصممة أزياء سعودية؟
بالعكس، لم تكن هناك عوائق، الكل كان مُحفزًا ومشجعًا، وبيئة العمل كانت مثالية.
ما السمة التي تُميز عباءات نورا الجعفري عن غيرها؟
تميزتُ بالعباءة البشت، وهي أسلوب تطويري للمشالح الملكية، بما أنني أسكن في منطقة تشتهر بحياكة أرقى أنواع المشالح.
هل ما زالت العباءات تحتل اهتمام المرأة الخليجية وسط صيحات الأزياء المختلفة؟
من سمات المرأة العربية الخليجية العفة والستر، بالإضافة إلى أنها تحب الأناقة والتجمل في حدود المعقول.
أنا أدعو إلى إعادة تصميم وتفصيل العباءة؛ وذلك لتسهيل عمل المرأة، أما أن تترك النساء ارتداء العباءة فهذا مُستبعد بتاتًا.
هل تميلين إلى صيحات الموضة الجديدة، أم الحفاظ على التراث أم الدمج؟
أميل إلى الدمج بينهما، لأني أرى من الضروري أن تبقى هناك بصمة تدل على الهوية السعودية.
هل شاركتي في مجموعة صيفية جديدة؟ وما سمة آخر مجموعة لكِ؟
شاركت في تشكيلة صيفية من الحرائر وقصة البشت، فدائمًا أخبر زبوناتي بأن يكون لديهن في خزانتهن أكثر من عباءة، لكل عباءة وقتها ومكانها الخاص بها، فمثلًا هناك عباءة السهرة، عباءة الدوام الرسمي اليومية، عباءة السفر، عباءة سبورت؛ لتسهل التمارين والمشي.
كيف كانت بداية وصولك لمنصب نائب رئيس لجنة تسويق هوية الأحساء؟
فكلنا نؤمن بأننا خُلقنا على الأرض لهدف سامٍ، وعلينا الاجتهاد والعمل، أما التسخير فهو بيد خالق الأكوان.
وهذا ما كنتُ عليه طوال مسيرتي، وأرى أن مجتمعي هو عائلتي الكبيرة، وبالنسبة لخوض التجربة مع الغرفة التجارية وبالتحديد في لجنة تسويق الهوية لم أكن بعيدة عن المجتمع، فلقد كُنت من المؤسسين لمشاريع كثيرة في الأحساء.
عملتُ كمصممة ومشرفة مركز الإبداع والتطوير، وإخصائية جودة في شركة الأحساء للسياحة والترفيه مع أشهر تجار محافظة الأحساء.
بالإضافة إلى تأسيسي فريقًا نحو النور التطوعي، والذي كان هدفه مؤازرة الشركات لدعم العمل الخيري.
وتشكلت لجنة هوية الأحساء في الغرفة التجارية؛ بهدف جعل الهوية للمحافظة جذابة وراسخة ومستدامة، وأن تُعزز المصادر التنموية وتحفز الشراكات واللحمة بين أفراد المجتمع.
وبالفعل أنا فخورة بكوني في هذه اللجنة.
هل تلقيتِ الدعم من أسرتك، أم كان شغفك هو الحافز الأول والأخير؟
بالتأكيد، أسرتي هي الطاقة التي أستمد منها حيويتي للعمل، فالكل ساهم معي في تحقيق طموحي ونجاحي.. فالاثنان معًا “الأسرة والطموح” لا غنى عنهما.
كيف تستطيعين التوفيق بين التصميم والفن التشكيلي وعملك في لجنة تسويق هوية الأحساء؟
إدارة وتخطيط الوقت والمهام هي من سمات النجاح في العمل، فلدي مؤسستان؛ مؤسسة التصميم الداخلي ودار نسج للمصممات، بالإضافة الى الاجتماعات والمبادرات التي تكون في الغرفة التجارية، وبالتأكيد لن أنسى أسرتي ومسؤولياتي.
هل ترين أن الفن التشكيلي يأخذ حقه في المملكة؟
الفنان الحقيقي لن تحجب الغيوم فنه وسيكون ساطعًا في المحافل المحلية والدولية، ومسابقة “السفير”، والتي تقدمها وزارة الخارجية السعودية كل سنة؛ لتحفيز المتنافسين وإظهار أهمية الفن التشكيلي السعودي ووضعه على خارطة العالم، تُرصد لها مبالغ وميزانية خاصة، بالإضافة إلى توفر صالات ومعارض راقية في المملكة لمتذوقي الفن التشكيلي، مثل صالة حوار في برج المملكة ونسما جاليري والشرقية جاليري.. وغيرها من المعارض الموسمية والدائمة.
ما العقبات التي واجهتك كـ “نورا” بوجه عام وكامرأة بوجه خاص في البداية؟ وكيف تغلبتي عليها؟
بالرغم من عدم توفر الإمكانيات والمساندات لنا قديمًا إلا أننا حرصنا وسعينا لأن نثبت للعالم أننا قادرون على التغيير للأفضل، وهناك فرص حالية لم تكن متاحة لنا، فمن يصدق أن تكون الأميرة ريم بنت سلطان؛ سفيرة للمملكة في واشنطن؟ فذلك تمكين وتشريف لنا.
وقد أثبتت المرأة السعودية للعالم أنها المعلمة والمربية الفاضلة والعالمة العبقرية الطامحة والطبيبة المخلصة، نعم نستحق أن نكون سيدات هذا المجتمع.
وبالنسبة لي، فقد زالت كل العقبات مع حكومتنا الرشيدة ورؤية ٢٠٣٠ وتطلعاتنا بأن نكون في قمة الهرم.
كيف نستغل ما تمتلكه الأحساء من مزايا؛ لتكون من أكبر الوجهات السياحية في المملكة؟
أبناء المحافظة كان لهم دور مهم في السعي نحو إبراز المنطقة كوجهة سياحة عالمية، فمنذ أن أعلن الأمير سلطان بن سلمان؛ الرئيس العام للسياحة والتراث الوطني، عن تسجيل موقع واحة الأحساء في المنطقة الشرقية ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي باليونسكو، ولم يهدأوا إلا بتسجيل الأحساء كعاصمة للسياحة العربية.
والحقيقة أن الأحساء تضم كل المقومات التي يحتاج إليها السائح؛ للاستمتاع بها، فهي بها تنوع بيئي (بيئة بحرية، صحراوية، زراعية، وجبلية)، بالإضافة لكل وسائل الراحة؛ من خدمات السكن والمطاعم والمجمعات وغيرها والأماكن الأثرية والثقافية الممتعة.
ماذا تقدم لجنة التسويق لدعم الأسر المنتجة؟
الأحساء تحتضن ثروة بشرية حرفية عالمية وينقصهم فقط التوجيه، وهدفنا في لجنة تسويق الهوية هو تحفيزهم وتشجيعهم وربطهم بالجهات المسؤولة والتي ترعى أناملهم الذهبية؛ لتكون مصدرًا من مصادر دخلهم، لا سيما أن هذه الحرف تشكل هوية المنطقة والتي لن ولم نتخل عنها.
كيف تساهم الحفلات الغنائية في دعم السياحة بالأحساء؟
الحفلات حاليًا تكون ضمن فعاليات ومواسم، كموسم الشرقية مثلاً، أو تكون ضمن افتتاح مهرجان وغيره.
وما نشاهده من حضور آلة العود أو البيانو أو “الكمنجة” في بعض المطاعم والكافيهات يشعرك بالذوق الرفيع، فأنت تذهب إلى هذه الأماكن ليس للأكل والشرب فقط، بل لتنقية آذانك وإحساسك والهروب من ضوضاء الحياة.
هل تدعم “هوية الأحساء” رواد الأعمال وتوفير الفرص للشباب المبدع والمفكر؟
لدينا حاضنة أعمال تم افتتاحها، وهي تُعني برواد الأعمال الشباب، وهناك الكثير من المحاضرات والندوات والاستضافات من تجار سبقوهم في مجال ريادة الأعمال.
هل الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية للمملكة يتعارض مع دور هيئة السياحة؟
نحن أمهات ودورنا تعزيز وترسيخ المبادئ والنهج الديني والإسلامي لأبنائنا، لسنا متزمتين فكريًا، فطرنا على الإسلام وعلى حب الدين وُولدنا في حضن بادية تحتضن المشاعر المقدسة، وعملنا على أن تكون لدينا رسالة للعالم، وهي الحياة بنهج الدين الإسلامي الحنيف.
هل تستطيع السياحة أن تكون مصدر دخل قويًا بجانب النفط؟
لم تصلني الأرقام التي تم تحقيقها خلال المواسم التي نظمتها هيئة الترفيه بالتعاون مع هيئة السياحة.
وأعتقد أن الأرقام هي الدليل على أن التوجه للسياحة كدخل سيكون له الأولوية، كباقي الدول من العالم، لا سيما أن لدينا كل الإمكانيات والمقومات.
ما رأيك في القرار الأخير للسماح للمرأة بالسفر بدون إذن ولي الأمر؟
عشتُ في بيئة تؤمن بدور المرأة وقراراتها والرجل كان لي المساند ولم يكن هناك فارق بالنسبة لي، ولكني سمعت عن بعض الحالات السابقة من النساء.
فقد كان في السابق، قبل إقرار القانون، لا يمكن للفتاة السعودية أن تسافر أو ترفع دعوى قضائية أو تُنهي معاملات حكومية إلا بموافقة وليها من الذكور، سواء والدها أو أخيها أو زوجها.
قد يهمك أيضًا:
تألقي بعبايتك السوداء على طريقة الفاشينيستات
نقشة جلد النمر للإطلالات اليومية تمثل الأناقة والرقي بصورة مثالية