القاهرة - صوت الإمارات
تعتبر المصممة البحرينية لولوة المناعي، ذكريات الطفولة الجميلة من أغنى الذكريات على الإطلاق، ومؤمنة بأن تلك اللحظات الدافئة، التي تشكلت في طفولتها، هي العنصر الأساسي في تكوين شخصيتها، ومن تلك البقعة في زاوية الذكريات تسترجع لولوة سعادتها، عندما اقتنت أول حقيبة جلدية أهداها لها والدها، والتي ارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، تاركاً بصمة في مخيلتها حتى هذه اللحظة، مستعيدة حجم ثقتها بنفسها عندما تكون الحقيبة بيديها مصدر قوة، ومن هنا بدأت فكرة أول ملامح الحلم الذي حققته لولوة واقعاً، في إنشاء علامة تجارية متميزة للحقائب، تجعل كل من يقتنيها يشعر بالفخر والسعادة، يحملها معه كإرث.
تقول كنت من الأشخاص الذين تأسرهم فكرة الحرية في العمل، وكنت أرى في مجال ريادة الأعمال فرصة للإبداع والبعد عن الروتين، وعندما يتم سؤالي: ماذا تريدين أن تصبحي في المستقبل؟ لم أكن أختار منصباً أو مسمى وظيفياً، كنت من دون تفكير أجيب: أريد أن أكون صاحبة عمل حر، ودراستي في مجال التسويق منحتني القدرة على تهيئة الطريق، إضافة إلى مهارات القيادة التي اكتسبتها والخبرة التي عايشتها في العمل، لذلك قررت أن أخوض المجال الذي يتملكني الشغف به، فكان المجال المقرب إلى قلبي، هو الفن والجمال والموضة، وذلك ما جعلني أختار تصميم الحقائب، التي أعتبرها جزءاً كبيراً من حياتنا. فالحقيبة هي رفيقة دربنا في كل مجال ومكان، وما أثار رغبتي أكثر، أننا في الخليج العربي نُعتبر من أكبر الشرائح التي تستهلك الحقائب، ولكننا نفتقد الصناعة فيها، فقررت أن أخطو في هذا المجال وأترك بصمتي التي تفتح لنا أبواباً أكبر لننافس الأسواق العالمية بإبداعنا.
وقالت الذي يميز حقائبي عن غيرها
هي انطلقنا منه في علامة (لام)، حيث سعينا إلى أن نتميز بجودة الصناعة، فهدفنا أن نقدم حقيبة تبقى كـالإرث عبر الزمن لمقتنيها، لذا كنا حريصين جداً في اختيارنا نوعية الجلد المستخدم في حقائبنا، وهذا ما جعل حقيبة (لام) مميزة بأن تتم صناعتها من الجلود المدبوغة بالطريقة النباتية vegetable tanned leather، حيث يتم تحويل الجلد إلى منتج مفيد باستخدام مواد عضوية وطبيعية، مشتقة من اللحاء والأوراق وفروع الأشجار، كما يحتوي الجلد المدبوغ النباتي على رائحة خشبية جميلة ومميزة ترتبط عادةً بالجلد. فضلاً عن أن عملية الصناعة يدوية Handmade، مما يضيف إلى القطعة الكثير من الحب.والنقطة الأهم أننا نؤمن بمبدأ العطاء والمشاركة، فـكل حقيبة يتم شراؤها من (لام)، تخصص نسبة منها لتقديم الخير للآخرين، ويكون صاحب الحقيبة شريكاً في هذه التجربة الخيرة.
هذا النوع من الجلود يتمتع بمتانة وقوة عالية، حتى إنه أكثر كفاءة من غالبية المواد الاصطناعية، إضافة إلى أنه ليس له تأثير ضار على صحة المستخدم، ويمكن للجلد أن يدوم عمراً كاملاً، وهو قابل للتحلل الحيوي عندما يتوقف عن استخدامه، ويعتبر من الصناعات المستدامة بيئياً، إلا أن أحد التحديات التي تواجهنا، أن هذا النوع من الجلود يستدعي حرفيين ذوي خبرة للعمل به ويصعب العثور عليهم.وقالت أستلهم أفكاري من الذكريات المليئة بالحب، ومن السفر، فأنا من الأشخاص الذين يعشقون السفر، وأرى فيه متنفساً ومصدراً للإلهام، وقد انعكس هذا الأمر على تصميمي مجموعة حقائب (لام) للسفر.وقالت أصمم الحقائب على ورق، بينما الإنتاج يتم في مصانع أوروبية، على أيدي حرفيين في صناعة الجلود والحقائب، أحترم جداً إخلاصهم في عملهم وتفانيهم فيه عبر السنين، وأتمنى في يوم ما، أن أفتتح مصنعي الخاص في البحرين، وأن أقدم نموذجاً واقعياً للصناعة الحرفية، ونتوسع بشكل حقيقي عالمياً.
وحدثتنا ان الألوان تختلف من مجموعة إلى أخرى، حيث كانت مجموعتنا الأولى تميل أكثر إلى الستايل المعتق (vintage style)، فتعمدنا اختيار الألوان التي تبرز هذه الروح المعتقة، فكان اختيارنا للونين الأسود والبني واللون الجملي. بينما في مجموعتنا الأخيرة والتي أطلقنا عليها اسم (الحلم) ركزنا على لونين أساسيين (الأزرق والوردي)، وذلك لأن اللون الأزرق في الحلم يدل على المستقبل الباهر والخير الوفير، بينما اللون الوردي يدل على الطموح والرغبة في تحقيق الأحلام، ويدل أيضاً على الحياة السعيدة.
وقـــــــــــــــــــــــد يهمك أيــــــــــــــــــضًأ :