باريس-سانا
كشف الكاتب الصحفي الفرنسي آلان بارليويه نقلا عن مذكرة صادرة من وزارة الدفاع الفرنسية حول تورط شركات امريكية عملاقة تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها بنشر الدعاية لمصلحة تنظيم “داعش” الإرهابي على شبكة الانترنت مبرزا أن الولايات المتحدة التي تعد الدولة القيادية في الحلف الدولي لمحاربة “داعش” في سورية والعراق توفر للإرهابيين كما هو واضح ملاذا رقمياً على الشبكة العنكبوتية.
وتحت عنوان “شبكات الإنترنت الأمريكية العملاقة متهمة بنشر الدعاية لمصلحة داعش” قال بارليويه في مقال نشرته اليوم صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية إن المذكرة التي اصدرتها وزارة الدفاع الفرنسية تسلط الضوء على “التواطؤ السلبي” لبعض الشركات الأمريكية الرئيسية في الشبكة العنكبوتية التي تقدم الإستضافة وحماية البيانات للكثير من المواقع وغالبا الفرنسية التابعة لتنظيم “داعش” الإرهابي معربا عن الأسف “لعدم وجود اليقظة والاستجابة والتعاون من هذه الشركات الأمريكية الكبيرة التي تقدم للإرهابيين إمكانية نشر دعوات العنف وتدمير النماذج الاجتماعية لدينا”.
وأوضح الصحفي الفرنسي في سياق مقاله أن “المذكرة التي صاغتها الشهر الماضي الخلية المسؤولة عن “الدفاع السيبراني” في هيئة الأركان الفرنسية تبين إن من بين شركات الانترنت الرئيسية الأمريكية المعنية “أرشيف أورغ” وشركة “كلود فلاري” اللتين أضافتا على شبكتهما المحتويات التي تستخدمها داعش وتبث فيديوهات قطع الرؤوس ومشاهد القتال والدعوة إلى القتل”.
وأشار الكاتب إلى أن مشروع “أرشيف أورغ” “غير ربحي كما هو ملحوظ” وتأسس عام 1996 مع طموح لأرشفة الشبكة بأكملها واستخدمتها “داعش” بكثافة لنقل دعايتها بما في ذلك مجلة “دابق” التي تصدر باللغة الإنجليزية ومجلة “دار الإسلام” باللغة الفرنسية موضحا أن هذه الشركات تمنح مساحة عدة مئات من الغيغابايت لدعاية أشرطة الفيديو التي تنشرها “داعش” كما تشير مذكرة الدفاع الفرنسية.
ونقل الكاتب عن المذكرة الفرنسية قولها إنه “عقد اجتماع استثنائي يوم الجمعة الماضي في سان دييغو بين الأقطاب “أبل-فيسبوك-غوغل-تويتر-دروببوإكس-يوتيوب وكبار مسؤولي الأمن في الولايات المتحدة بما في ذلك رئيس وكالة الإستخبارات الأمريكية جيمس كومي ومدير وكالة الأمن القومي ورئيس جهاز الأمن المركزي الأدميرال مايكل روجرز الذي كان يخدم سابقاً قائدا للأسطول العاشر وقائد القيادة الإلكترونية للأسطول الأمريكي حيث أبدى هؤلاء المسؤولون حرصاً على كسب عمالقة الويب في المعركة ضد الإرهابيين وعلى ما يبدو وجدوا أنفسهم يواجهون المحاورين بدلا من تحقيق التفاهم معهم”.
ولفت الكاتب الفرنسي إلى أن الولايات المتحدة لا تجرم تمجيد الإرهاب ما يدل على وجود حاجة لتطوير نهج العمل لتحسين التعاون مع القضاء والأنظمة الأساسية التي تحتاج تعاون شركات الإنترنت الأميركية.
وأوضح الكاتب نقلا عن مصدر قريب في هذا الاجتماع أن الشركات الامريكية ترفض التعاون مع سلطات الأمن والقضاء الأجنبية كما تفتقر السلطات الأمريكية إلى الأدوات القانونية لفرض التعاون على تلك الشركات نظرا لأن المبادئ الأساسية مثل حماية الخصوصية وحرية التعبير المنصوص عليها في القوانين الأمريكية الحاكمة لعمل تلك الشركات تشكل عوائق قوية لأي تعاون في هذا المجال.
وأشار الكاتب الفرنسي إلى أن مباحثات الرئيس الأمريكي باراك اوباما في باريس في وقت سابق على هامش مشاركته في مؤتمر البيئة تناولت قضايا مكافحة الإرهاب حيث نقل رئيس وكالة الأمن القومي الفرنسي إلى الإليزيه المخاوف بشأن دور تلك الشركات الأمريكية في منتصف كانون الاول الماضي لإبلاغها للرئيس الأمريكي.
ورأى الكاتب الفرنسي أن الولايات المتحدة حاليا ليست بحماستها ذاتها كما كانت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2011 مشيرا الى ان المعركة ستكون طويلة وصعبة فبعض الخبراء يشككون في القدرة على “مطاردة” الشبكات والمواقع “الجهادية” على الشبكة العنكبوتية أما بالنسبة للشركات الأمريكية الكبيرة والتي لها مكتب في فرنسا مثل “تويتر-فيسبوك-غوغل فإن التعاون هو يومي مع الأمن والقضاء لإزالة الحسابات وأي محتوى يتعارض مع القانون الفرنسي وفقاً لمذكرة وزارة الدفاع الفرنسية.