لندن-أ ش أ
رأى الكاتب البريطاني، ديفيد جاردنر، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ربما يسيء تقدير الحالة المزاجية في كل من أمريكا وإسرائيل.
واستهل «جاردنر» مقالا نشرته الـ«فاينانشيال تايمز»، بالقول إن «قادة إسرائيل يسيئون للعلاقة الشديدة الخصوصية بين دولتهم وأمريكا، عندما لا يبصرون الخيط الرقيق بين القدرة الفائقة على حشد الدعم في واشنطن، والغطرسة على أي شخص في العاصمة الأمريكية يختلف معهم في الرأي، لا سيما وإن حدث وكان هذا الشخص هو الرئيس الأمريكي ذاته».
واعتبر الكاتب أن نتنياهو تخطّى ذلك الخيط الرقيق، الثلاثاء الماضي، في حديثه عن إيران بالـكونجرس، ووصف «جاردنر» الخطاب بأنه دعوة سافرة للمشرّعين الأمريكيين لاعتراض طريق الاتفاق النووي الذي يسعى الرئيس باراك أوباما لإبرامه مع طهران.
وقال إن نتنياهو بخطابه أفسد العلاقة مع أمريكا لفترة قصيرة، في سبيل مكاسب وهمية في إسرائيل بهدف كسب أصوات الناخبين في الانتخابات المزمعة في 17 من الشهر الجاري.
ولفت «جاردنر» إلى أن استطلاعات للرأي أجريت بعد خطابه أمام الكونجرس، أظهرت ارتفاعا طفيفا في شعبيته، غير أنه لم يتجاوز منافسه الرئيسي إسحاق هيرتزوج في حزب العمل بفارق مطمئن.
ونوه إلى أن الناخبين الإسرائيليين طالما عاقبوا أي قائد يرونه يخاطر بالتحالف الحيوي الأمريكي، الذي يعتبرونه عاملا وجوديا، في حين أن مسألة إيران ليست وجودية، ذلك أنه لا يزال أمامها طريق طويل لامتلاك قنبلة نووية تمتلكها إسرائيل بالفعل، مشيرًا إلى أن نتنياهو في المقابل تجاهل القضايا الحيوية التي تهم الناخب الإسرائيلي مثل نفقات الإسكان وتكلفة المعيشة.
وأشار «جاردنر» إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحم بيجين قضى على مستقبله السياسي بعد عام واحد من قصف المفاعل النووي العراقي عام 1981 متجاهلا اعتراضات أمريكا.
وتابع: «نتنياهو اليوم يستهدف نسْف اتفاق مع إيران بات بمثابة الهدف الرئيسي بين أهداف ملف السياسة الخارجية لإدارة الرئيس أوباما، الاتفاق الذي يمثل فرصة أوباما للسير على نهج الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون في تعامله مع الصين؛ الطريقة الوحيدة المعقولة للحيلولة بين إيران وتصنيع قنبلة نووية؛ وإمكانية ضمان قيام طهران بدور متعاون على بعض محاور الشرق الأوسط الآخذ في الذوبان».
ورأى «جاردنر» أن نتنياهو يسيء تقدير الحالة المزاجية في كل من أمريكا وإسرائيل لأكثر من سبب منها أن أمريكا والقوى العالمية، معنيون بالحيلولة دون تصنيع إيران قنبلة نووية بالقدر نفسه المعنية به إسرائيل.
ومن تلك الأسباب أيضا أنه بينما يصّر نتنياهو على قصْر حديثه عن إيران، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تخفي توسعها السافر في أنشطة الاستيطان اليهودي على الأرض الفلسطينية بالضفة الغربية و(شرق القدس العربي)، على حد تعبير الكاتب البريطاني.