الرياض ـ أ.ش.أ
أكدت صحف السعودية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الأربعاء أن استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات إثر عملية إرهابية، لن يمنع مصر وشعبها من مواصلة طريق محاربة الإرهاب، داعية إلى موقف دولي أكثر صرامة وصدقا لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه.
فمن جانبها، قالت صحيفة (الوطن) "لو نظر الإرهابيون القتلة إلى الموقف الدولي المتضامن مع مصر إثر عملية اغتيال النائب العام هشام بركات أول من أمس لأدركوا أنهم منبوذون من الجميع ولا مكان لهم في مستقبل أي دولة، لذلك فإن المملكة لم تكتف بإدانة عملية الاغتيال الإجرامية، بل أعلنت الوقوف إلى جانب مصر في محاربة الإرهاب انطلاقا من مبادئها التي تأسست عليها، ويأتي في مقدمتها العمل من أجل السلام وترسيخ التسامح والاستقرار في كل مكان، ولأن الإرهاب هو نقيض ذلك فلا بد من محاربته كي تأمن الشعوب على أوطانها وتعيش بأمان.
وأضافت "أيا كانت الجهة الفاعلة، ومهما كانت الغاية، فالنتيجة واحدة وهى أن الفعل إرهابي لا يصدر عن بشر أسوياء، فعل لا يختلف في حقيقته عن العمليات الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة في المملكة والكويت وتونس وغيرها من الدول، فالقتل العبثي ليس من صفات العاقلين، ما يؤكد أن القتلة لا يحملون عقولا قادرة على التمييز بين الحق والباطل، لأنها لو ميزت لما أقدموا على فعلتهم الدنيئة، فجميع الأديان والعقائد والشرائع ترفض القتل".
وتابعت أنه "لو كان القتلة أصحاب قضية عادلة لظهروا في العلن وحاوروا الآخرين لإقناعهم بها بدل استخدام الإجرام وسيلة للوصول إلى الغاية، لكن الواقع يقول إنهم مجرد أدوات بيد غيرهم من مجرمي العصر الساعين إلى نشر الاضطرابات والفوضى التي لا يستطيعون العيش إلا في أجوائها، وما تكوينهم تنظيمات إرهابية في بعض البلدان المضطربة واستقطاب المنحرفين والضالين إلى المناطق التي سيطروا عليها، ليمارسوا أبشع الأعمال، ويحكموا بشرع الغاب إلا مثالا بسيطا على ما قد يحدث لو ترك المجال لهم للإفساد في الأرض".
وقالت "وإذا كان تنظيم داعش دعا سابقا إلى استهداف القضاء المصري فإن اغتيال النائب العام لن يمنع مصر وشعبها من مواصلة طريق محاربة الإرهاب، كما ستزيد أحداث القديح والدمام والكويت من تلاحم دول الخليج العربي وتماسك شعوبها والتفافها حول قياداتها وتضامنها مع الشعوب العربية لمواجهة الخطر الذي لا يعرف أصحابه الإنسانية ولا يقيمون وزنا لحياة الأبرياء، أما إجرامهم الهادف إلى زرع الفتنة أو الانتقام فلن يؤثر في مسارات الأوطان، ففي النهاية لا يمكن للخطأ أن يستمر، ولا مستقبل في هذا العالم إلا للبشر الأسوياء.
من جانبها، رأت صحيفة "الرياض" أن استهداف المستشار هشام بركات في هذا التوقيت المتزامن مع ثورة 30 يونيو التي خلعت جماعة الإخوان من الحكم يهدف إلى إضعاف تلك الثورة.
وقالت إن الرئيس السيسي الذي بدا متأثرا وهو يمشي في جنازة المستشار ويتوعد بالقصاص من القتلة، قد تحدث صراحة عن تعديل لبعض القوانين لإطلاق يد العدالة التي قال إنها مغلولة.
وأشارت الصحيفة إلى تزامن هذه العملية الإرهابية كذلك مع عمليات إرهابية ضربت دولا في ثلاث قارات هى تونس والكويت وفرنسا، مع تحذير بريطاني شديد من استهداف المملكة المتحدة بعمليات إرهابية.
وقالت في ختام تعليقها "إذن لا استثناء في هذه الأعمال الوحشية التي تضرب في كل مكان، وبالتالي فنحن اليوم بحاجة إلى موقف دولي أكثر صرامة وصدقا لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، دون ذلك لن تكون الحلول الأحادية مجدية إلى حد كبير.