أبو ظبي - وام
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بدور الأسرة في توعية أبنائها تجاه خطر الأفكار المتطرفة..إضافة إلى الهدنة الإنسانية التي قررتها قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الداعمة للشرعية في اليمن.
كما تناولت جهود الدول العربية من أجل عقد مؤتمر دولي يبحث حظر الأسلحة النووية في المنطقة.. إضافة إلى أهمية قمة " كامب ديفيد " الخليجية - الأميركية التي تعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية تلقي بظلالها على جميع دول المنطقة وتتطلب توافقا وتعاونا بشأنها .. وذلك من منطلق الحفاظ على مصالح دول المنطقة وضمان حقها في الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار.
وتحت عنوان " الدور للأسرة " حذرت صحيفة " الرؤية " من أن خطر الأفكار المتطرفة قائم دائما والمتطرفون مستمرون في تطوير أدواتهم وابتكار طرائق جديدة لاستغفال الناس واستغلالهم مما يضاعف مسؤولية التصدي لهم التي تزداد أهمية وصعوبة وتحتاج مزيدا من الدقة.
واستحسنت ما تفعله الجهات المعنية بتوحيد جهودها للوقوف أمام المد التقني الذي يستفيد منه المتطرفون في الوصول إلى أهدافهم وتحقيقها ذلك أن الامتداد الشاسع لشبكة الإنترنت يزيد من صعوبة الرقابة على المحتوى الرديء والوصول إليه.
وأكدت " الرؤية " في ختام مقالها الافتتاحي أن الرهان بعد هذه الجهود .. على الوعي الاجتماعي و دور الأسرة في تنبيه أبنائها إلى الخطر الرابض في الشبكة العنكبوتية و المتابعة الحثيثة للأبناء حماية لهم من أعداء الفطرة السوية.
وحول الأزمة اليمنية قالت صحيفة " البيان " .. إنه وفقا للقرار المعلن عنه قبل بضعة أيام من جانب قوات التحالف الداعم للشرعية في اليمن ببدء هدنة إنسانية لخمسة أيام إعتبارا من منتصف ليل الثلاثاء .. صحا اليمنيون من نوم ليلة هادئة خلت من النيران والنيران المضادة ودخلوا أول أيام الهدنة بهدوء شبه كامل مع إستثناءات أطلق فيها الحوثيون وحلفاؤهم بعض النيران هنا أو هناك.
وتحت عنوان " هدنة اليمن " أكدت الصحيفة أن الهدنة مطلوبة وضرورية لمنح المدنيين الذين لا علاقة لهم بأي حرب الفرصة كي يتنفسوا ويتزودوا بالمواد الغذائية وكذلك من أجل توفير العلاج لمرضى أو جرحى .. منوهة بهذا الصدد بتكثيف دولة الإمارات لمساعداتها الإغاثية الإنسانية لليمنيين وكذلك قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مضاعفة المساعدات المرسلة إلى اليمن .
وأعربت عن أملها أن يلتزم الحوثيون وحلفاؤهم وداعموهم بهذه الهدنة ..
وأن لا يعمدوا إلى استغلالها في تحركات لا تخدم هدفها الإنساني .. وإذا فكر الانقلابيون باستغلال الهدنة أو قاموا بخرقها فإنهم بذلك يرتكبون خطأ يضاف إلى أخطائهم الفادحة.
وقالت " البيان " في ختام افتتاحيتها..إن مساعي المبعوث الأممي الجديد لليمن إسماعيل ولد الشيخ لحماية الهدنة والتحقق من التزام الجميع بها محمودة ومرحب بها بقدر ما يجب التحقق كذلك من وصول المساعدات الإنسانية إلى أصحابها ومستحقيها وعدم وضع الحوثيين أيديهم عليها .. متمنية أن تفتح الهدنة بابا واسعا لتطويرها إلى تلبية الدعوة للحوار اليمني في الرياض على طريق إنهاء الأزمة وعودة الشرعية .
أما صحيفة " الخليج " فأكدت في افتتاحيتها بعنوان " عصيان إسرائيلي - غربي " .. أن العرب يواجهون عصيانا إسرائيليا ـ غربيا منذ سنوات لمنع تحويل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية من أجل إبقاء إسرائيل خارج أي اتفاق نووي مع أنها تمتلك أكثر من / 200 / رأس نووي وفق ما تؤكده معظم أجهزة الاستخبارات والمراكز البحثية الغربية.
وقالت إن الدول العربية تجهد من أجل عقد مؤتمر دولي بخصوص حظر الأسلحة النووية في المنطقة وقدمت من أجل ذلك مقترحات عدة كذلك دعا مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الأسلحة النووية عام 2010 إلى عقد مؤتمر للشرق الأوسط في عام 2012 .. إلا أن المؤتمر لم يعقد لأن إسرائيل رفضت المشاركة فيه كما أن الولايات المتحدة والدول الغربية نسفت المؤتمر كذلك فإن منسق تنظيم هذا المؤتمر ياكو لايافا تعمد المماطلة ولم يبد حماسة لعقد المؤتمر ما أدى إلى إلغائه.
ونوهت بمحاول الوفد المصري الذي يشارك في مؤتمر حظر انتشار الأسلحة النووية المنعقد حاليا في نيويورك العمل على إحياء جهود انعقاد مؤتمر عن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من هذه الأسلحة ووضع بالتعاون والتنسيق مع كل الدول العربية ورقة عمل بهذا الخصوص وقدمها إلى المؤتمر لإقرارها. إلا أن الولايات المتحدة تحديدا ومعها معظم الدول الغربية تعمل لإجهاض هذا الجهد العربي للحؤول دون انعقاد المؤتمر لأنه يستهدف بشكل أساسي نزع أسلحة إسرائيل النووية وإخضاع منشآتها النووية لتفتيش خبراء وكالة الطاقة النووية باعتبارها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وتهدد بالتالي أمن المنطقة وسلمها بل وأمن العالم كله .
**********----------********** وأشارت إلى أن ورقة العمل العربية التي قدمتها مصر تدعو كما يقول رئيس الوفد هشام بدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد مؤتمر حظر الأسلحة النووية في الشرق الأوسط خلال / 180 / يوما بعد انتهاء المؤتمر الحالي يوم / 22 / من الشهر الحالي .. إلا أنه يبدو من الواضح أن المؤتمر لن يعقد لأن هناك حرصا غربيا على إبقاء إسرائيل دولة نووية غير معلنة رسميا ولا تخضع للاتفاقات الدولية الخاصة بمراقبة الأسلحة النووية وهذا يكشف مدى نفاق الدول الغربية في حديثها عن السلام في منطقة الشرق الأوسط لأن الحرص على إبقاء إسرائيل نووية يعني تشجيع هذا الكيان العنصري الوحيد في العالم على المضي في فرض الأمر الواقع من خلال العدوان والتوسع والاستيطان والتهويد وممارسة شتى إنتهاكات حقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية لأن دولة تمتلك أسنانا نووية وأحدث الأسلحة في العالم ومدججة بمعتقدات عنصرية وإرهابية ومحمية من دول كبرى ترى نفسها حرة وغير مقيدة في انتهاج ما تراه يحقق مشروعها الاحتلالي التوسعي.
ورأت " الخليج " في ختام مقالها .. أن على الدول العربية أن لا تجهد نفسها في محاولات عبثية وأن تبحث عن خيارات أخرى كي لا تبقى تحت التهديد النووي الإسرائيلي إذا كانت جادة في ذلك.
وبشأن قمة كامب ديفيد والملفات التي تبحثها قالت صحيفة " الوطن " ..
إن القمة الخليجية - الأمريكية اليوم تأتي في مرحلة مفصلية ومهمة تتسارع فيها الأحداث في مناطق متفرقة من العالم وفي الشرق الأوسط بشكل خاص هذه القمة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد الإعلان عن قرب الاتفاق النهائي مع إيران حول ملفها النووي المثير للجدل والذي يشكل قلقا عالميا وشكوكا حول نوايا إيران من البرنامج النووي وامتناعها لسنين طويلة عن التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمماطلة والتسويف في الوقت الذي يطالب العالم باتفاق ملزم يمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ويجنب المنطقة المزيد من التوتر وسباق تسلح قد تدفع إليه إيران بنواياها وبرنامجها النووي .
وأضافت أن القمة تأتي وسط دور ريادي فاعل تقوم به دول مجلس التعاون الخليجي في الملفات الثقيلة والمشتعلة في المنطقة من مكافحة الإرهاب في سوريا والعراق إلى العمل على حفظ استقرار اليمن وانتشاله من أزمته التي دفعت إليها أيضا إيران عبر الثلة الانقلابية من المتمردين الحوثيين ونواياهم التي حاولت سلخ اليمن من محيطه العربي كركن أساسي في استقرار المنطقة وأمنها .وغير ذلك هناك ملفات سوريا والعراق وليبيا وغيرها كثير من الأزمات التي تبدو أنها بحاجة إلى دور أمريكي أكثر فاعلية في التعاطي معها مع كثرة التساؤلات المطروحة عن الدور الذي يفترض أن تلعبه القوى العظمى الرئيسية في العالم خاصة أن عامل الوقت قد لا يكون في صالح عدد من قضايا المنطقة والتأخير لن يحقق التحرك المطلوب والمرجو تجاه أي من الملفات .
ولفتت إلى أن القاسم المشترك في أي من الملفات التي سيتم بحثها التدخل الإيراني الذي يبدو كأخطبوط يمد ذراعا إلى كل مكان يستطيع النفاذ إليه إن عن طريق حلفائه أو عبر استغلال حلفاء وأتباع يستطيع من خلالهم التحرك والتوتير لتحقيق أهدافه وأطماعه بالتوسع .
وقالت الصحيفة إن القمة الخليجية ستكون بين دول مجلس التعاون الخليجي من جهة وهي نموذج للبيت الواحد المتعاون وبين الولايات المتحدة وهي في المحصلة قمة بين الكبار والحلفاء والأصدقاء التاريخيين الذين تجمعهم عقود طويلة من العلاقات الراسخة المتينة وستكون كل هذه الملفات مثار بحث بشفافية ووضوح وتطالب بمواقف واضحة وحاسمة للتعاطي معها .
ونوهت بأن الإمارات يرأس وفدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بنظرته الثاقبة وإلمامه بالقضايا كافة وحكمته في التعامل معها وصوابية توجهاته القائمة على المصلحة العليا للإمارات والأشقاء في مجلس التعاون الخليجي في الوقت الذي تقوم به الإمارات بدور بطولي كبير يحظى باحترام ودعم العالم أجمع حول تعاطيها الواضح مع الأزمات التي تعصف بالمنطقة والآلية الواجب إتباعها فيها وضرورة التعاون الدولي في كافة الملفات التي تهم الجميع وتعتبر من المواضيع المشتركة لانعكاساتها الإقليمية والدولية على حد سواء .
وأشارت " الوطن " في ختام افتتاحيتها إلى مشاركة الدولة في الحرب على الإرهاب و قيامها بدور قيادي رائد وكونها ركنا أساسيا في عملية إنقاذ اليمن ودقة قراءتها للأحداث وهو ماجعلها ناصحا ومرجعا لأخذ الرأي في كل الملفات الثقيلة..يجعل من مشاركتها الممثلة بوفد رفيع يرأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد تعكس الأهمية الكبرى للقمة والآمال المعلقة عليها حول التعاطي الواجب مع جميع المواضيع مثار البحث .