الرياض ـ واس
اهتمت الصحف السعودية بالعديد من القضايا والملفات الراهنة في الشأن المحلي والعربي الإقليمي والدولي لاسيما الزيارة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ووصفها مراقبون بفائقة الأهمية.
وأوضحت صحيفة "الوطن" في مقال لها بعنوان "حول طبيعة العلاقات الدولية للمملكة"، أن السعودية تحاول في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها معظم الدول العربية، وفي ظل الانقسامات السياسية بين بعض دول الإقليم، العمل على استقرار المنطقة.
وأضاف المقال، أن السعودية قد آمنت بأنه لا يمكن أن يهدأ الشرق الأوسط إلا من خلال تحجيم الدور الإيراني ومنعه من مواصلة عبثه مع جيرانه، وإنهاء ملفه النووي، وإنهاء السياسات العنصرية للكيان الصهيوني المحتل، وتفعيل المبادرة العربية للسلام، ومحاربة التطرف والقضاء على كل التنظيمات المتطرفة.
وقالت الصحيفة، "من هنا كانت المملكة ومصر والإمارات دولًا محورية في مواجهة خطر التطرف، وتكوين جبهة عربية لصد كل المحاولات الإيرانية التي تسعى من أجل الهيمنة والتمدد الفارسي، لكن الرأي العام في معظم الدول العربية ينقصه الوعي السياسي".
وأوضحت الصحيفة أن "الرأي العام الشعبي في الغالب الأعم بني على أساسات مذهبية، بسبب تقصير النخب في شرح التحولات السياسية الطبيعية التي قد تتخذها بعض الدول بفعل المتغيرات على الأرض".
وأردفت "أن الجدل الدائر حول العلاقات السعودية التركية، وأثرها أو انعكاساتها على العلاقات المتينة مع مصر، لم يأت من قراءات سياسية واعية، وإنما من أجندات حزبية ضيقة يحاول أصحابها استغلال ما يطرأ على العلاقات الدولية للمملكة في صالحهم".
وتابعت "الوطن"، "العلاقات السعودية التركية وثيقة، حتى وإن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر حول بعض القضايا، إلا أن هذا يعد أمرًا طبيعيًا في العلاقات الدولية، لا سيما في هذا الإقليم الساخن، لكن العلاقات السعودية التركية لن تكون بالطبع على حساب العلاقات مع دولة بحجم مصر، كما يريد أن يروّج له البعض، وهذا ما ينبغي للإعلام العربي، وللنخب السعودية والمصرية فهمه".
وربطت: "ولهذا كانت زيارة الرئيس المصري الأخيرة للمملكة، ومن ثمّ زيارة الرئيس التركي أردوغان، فالعلاقات بين الدول تبنى على المصالح المتبادلة لا على الأجندات أو الشعارات الآيديولوجية والحزبية".
وكتبت صحيفة "اليوم" تحت عنوان "المملكة ومصر وتركيا.. مهمة تحرير الأمة"، موضحة أن استقبال خادم الحرمين الشريفين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومن قبله الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وزعماء عرب وخليجيين يعد مؤشرًا واضحًا على أن الرياض هي بيت العرب وقلبه النابض وقبلة المسلمين فعلًا وقولًا".
وأضافت الصحيفة في مقالها، أن "الأمتين العربية والإسلامية، وهما المرتبطتان دائمًا بالهوية والمصير، أحوج ما تكونان إلى زعامة تجمع الشتات وتعيد ترتيب الأولويات وتقدم مشروعًا يعيد صياغة المواقف ليواجه التحديات الشديدة الخطيرة التي تهاجم الأمتين في هذه الأيام".
وأردفت "اليوم"، "أن الأمتين العربية والإسلامية تواجهان تحالفًا شريرًا، بين منظمات الغلو، مثل داعش والقاعدة والنصرة، ونظام مثل نظام طهران، يتفرغ الآن، ويعمل ليلًا ونهارًا بلا كلل ولا ملل، على تدمير كل ما يمت إلى الهويتين العربية والإسلامية بصلة، ويجتهد ويغدق الأموال على زرع الفتن، في كل وطن عربي وكل وطن إسلامي.
وأكدّت الصحيفة، أن البلدان الثلاثة "المملكة ومصر وتركيا" من خلال التعاون والتنسيق فيما بينهم قادرين على مواجهة التهديدات التي تحاصر العالمين العربي والإسلامي، وتنذر بالشرور، وبتفجير بلدان المنطقة جميعها، وإدخال الأمة في موجات من الكره وسفك الدماء ونسج تاريخ جديد من الاضطرابات التي لن ينجو منها أحد، خاصة أن تحالف "داعش – طهران" ليس لديه ما يخسره من تسويق الشرور وتوزيع الاضطرابات.
وبيّنت الصحيفة أن هذا التحالف نفسه هو إنتاج طبيعي لأجواء الفتن والاضطرابات وثقافة العدوان، ولن يمكنه أن يكون طرفًا في أي مشروع لسلام وسكينة واستقرار المنطقة.
فيما تساءلت صحيفة المدينة تحت عنوان "الرياض محطة رئيسة"، عن معنى أن تشهد الرياض خمس عشرة قمة ثنائية جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - بقادة دول لها ثقلها الدولي والإقليمي المتميّز، بدءًا من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.
واعتبرت الصحيفة أن تلك الزيارة علامة بارزة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وحتى زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأثنين التي فتحت صفحة جديدة للتعاون وتنسيق المواقف في تعاطي الرياض، وأنقرة مع ملفات المنطقة.
وتابعت: "وليس نهاية بزيارة رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية السيدة بارك كون هيه التي تلتقي الملك اليوم ؟ المعنى الذي حملته تلك الزيارات التي توالت على مدى أقل من شهر ونصف أن الرياض محطة رئيسة في أجندة قادة العالم في العمل على تبني الحلول المناسبة لأزمات المنطقة".
ويأتي ذلك "انطلاقًا من إيمانهم بحكمة القيادة السعودية، وبالدور الريادي الذي تضطلع به المملكة على صعيد العمل على إرساء دعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، ومكافحة التطرف بكافة أشكاله وصوره، إلى جانب ما تبذله من جهود لرأب الصدع، وإنهاء الخلافات بين الأشقاء".
أما صحيفة "الرياض" فكتبت تحت عنوان "الواقع المستجد أمام المملكة وتركيا"، موضحة أن المملكة ليست طرفًا في خصومات أو خلق عداوات، بل كانت حاضرة لأي دعم سياسي ومادي للأمة العربية والعالم الإسلامي، غير أن الظروف المستجدة وضعتها في قلب الحدث.
ومع ذلك كان الاعتدال هو السائد لأنها تدرك أن تسخين الأجواء غالبًا ما يكون عائده الأسوأ، وهنا تأتي زيارة الرئيس التركي لذات الأهمية، والتطلعات تتحدث ليس عن سياسة المحاور والتحالفات، وإنما التعاون على أسس أكثر وضوحًا..
وتابعت صحيفة "الرياض"، "سورية والعراق، قاسم مشترك بين البلدين، فهما سيكونان في صلب المباحثات لأن تركيا تدرك مخاطر المستقبل البعيد ليس لأن إيران تجاورها بطوق جديد، وإنما الفعل الآخر فيما لو طال زمن الحرب وتخلّقت جماعات جديدة متطرفة، أو حدث ما يسمى بالأمر الواقع أي تقسيم البلدين وفق دويلات طوائف وقوميات، فهذا له أثره عربيًا على المملكة وكذلك تركيا"..
لفتت الصحيفة بالنسبة للحالة اليمنية، إلى أن "إيران ترى نفسها منتصرة، فهي تجهل أو تتغاضى عن طبيعة هذا البلد العربي وتركيبته وسرعة تبدلاته، وفي هذه الأجواء هل يكون للبلدين دور جديد ومركزي تتضح فيه الرؤى ليس على شكل واقع اليوم وحده، وإنما على صياغة مشروع للمستقبل البعيد، إذ يكون كل شيء مفاجئًا ومعقدًا"..
وقالت "الرياض"، إن تركيا قوة إقليمية معتبرة لها تطلعاتها وأهدافها، والسعودية محور محيطها وعالمها الإسلامي، وتلاقي الأهداف بين البلدين تعززه الرغبة الصحيحة والصادقة في تجنيب العرب والمسلمين المزيد من الأزمات إذا ما صدقت النوايا وتحققت الأهداف.
وأشارت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان (دعم مصر.. دعم للاستقرار بالمنطقة)، إلى أن العلاقات السعودية / المصرية تدخل منعطفًا جديدًا يؤذن بالمزيد من التعاون والتنسيق والتفاهم فقد أكدت المملكة مجددًا دعمها ووقوفها التام إلى جانب الشقيقة مصر حكومة وشعبًا من خلال المباحثات المكثفة التي جرت في الرياض الأحد وبما يعزز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة.
ولفتت إلى أن "الدعم السعودي الكبير لمصر يتخذ أكثر من وجه، فعلى المستوى الاقتصادي وقوف المملكة الدائم خلف خطط وبرامج الرئيس عبدالفتاح السيسي لتعزيز صمود مصر وبقوة وسوف تظهر نتائجه قريبًا، سواء من خلال المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي تشهده مدينة شرم الشيخ أو من خلال استمرار المشاريع الكبيرة التي باشرت الدولة المصرية العمل فيها أو من خلال الدعم المتواصل لأسباب الحياة الكريمة للمواطن المصري وتوفير كافة احتياجاته"..
أما على المستوى السياسي، ذكرت صحيفة "عكاظ"، أن "المملكة مع مصر في جميع المحافل الدولية تعزيزًا لسياساتها واستكمالًا لبرامجها ولخارطة المستقبل الجاري تنفيذها بعناية رغم العقبات التي تعترضها"..
وتابعت: "وعلى جانب آخر.. فإن المملكة وفي إطار جهودها المخلصة لتأمين السلام والاستقرار في المنطقة ماضية في تحقيق تقارب كبير بين الشقيقة مصر وبين بعض دول الإقليم لما فيه خير ومصلحة للجميع".