أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بالتفجيرات الإرهابية التي استهدفت بروكسل أمس ودعم الإمارات المعنوي لبلجيكا من خلال تلوين أبرز معالم أبوظبي وبرج خليفة في دبي بألوان علم بلجيكا في خطوة تؤكد أيضا وقوف الإمارات العملي مع هذه الدولة الصديقة في وجه هذه الآفة الخطيرة .. ودعت إلى تعاون دولي أوسع ضد الإرهاب .
كما سلطت الصحف الضوء على تعامل القيادة الحكيمة بثقة واطمئنان تام مع الإعلام الجديد بينما الآخرون يخشونه ويحاربونه بسبب مشاكلهم مع شعوبهم .
ففي كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي بعنوان "الإرهاب.. طعنة في قلب أوروبا" .. قالت صحيفة "الاتحاد" إنه منذ إعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 في نيويورك وحتى تفجيرات بروكسل في مارس 2016 لا يزال العالم يعيش في صدمة الحدث ويبحث عن الجاني وعن المجرمين ثم يرتاح عندما يعلن داعش مسؤوليته أو كما كان يعلن القاعدة من قبل وينسى العالم أن مشكلة الإرهاب تكبر عاما بعد عام والإرهابيون ينتشرون في العالم يوما بعد يوم .
وأكدت الصحيفة أن الإمارات من الدول التي لطالما حذرت من الإرهاب وطالبت بالعمل على تنفيذ خطط وبرامج مكافحة الإرهاب والقضاء عليه وإيمان الإمارات الراسخ بأن القضاء على الإرهاب لن يتم إلا بجهود دولية وتعاون عالمي بين كل دول العالم يدفعها لأن تضع مكافحة الإرهاب على قائمة أولوياتها في حوارها مع الغرب فالعرب وحدهم لن يستطيعوا مواجهة الإرهاب والأوروبيون وحدهم لن يحاصروا الإرهاب كما أن الأميركيين لن يستطيعوا القضاء عليه .. لذا يجب التعامل مع هدف مواجهة الإرهاب بشكل جدي والتعاون في مواجهة الإرهاب بكل الأشكال .
وأشارت إلى أن تلوين أبرز معالم أبوظبي بالأمس وبرج خليفة في دبي بألوان علم بلجيكا هو دعم معنوي لبلجيكا ورسالة للإرهاب بأن وقوف الإمارات العملي مع هذه الدولة الصديقة سيكون واضحا وحازما في وجه هذه الآفة الخطيرة .
وطالبت أوروبا بأن تدرك أن العمل ضد الإرهاب يجب أن يكون بشكل أكبر وأقوى وأكثر جدية فالإرهابيون لا يتوقفون عن القتل والإرهابيون لا مكان ولا جنسية ولا مذهب ولا دين لهم فهم يتجمعون ويفجرون ولا يؤيدهم إلا إرهابي أو جاهل .
وقالت "من المهم أن تحذر أوروبا من رد فعلها فلا يكون رد الفعل ضد الجاليات الإسلامية أو الأوروبيين من أصول عربية أو إسلامية فهذا هو ما يريده الإرهابيون .. إنهم يريدون من يصب الزيت على نار عملياتهم الإرهابية لتشتعل أوروبا ويتسع نطاق خرابهم فلتحذر أوروبا ولتكن واعية تماما بعدم عزل المسلمين والعرب الذين هم ضحايا للإرهاب أيضا وهم ضد داعش وضد الإرهاب وضد كل تطرف وتخريب وليضموهم إلى معسكرهم حتى لا تكون مكاسب داعش كبيرة" .
وأضافت "في المقابل يجب أن يتوقف الشامتون عن شماتتهم ببلجيكا وأوروبا - وعلى رأسهم حزب الله الذي اعتبر أن أوروبا تكتوي بالنار نفسها - فهذا الحدث يستوجب أخلاقا إنسانية رفيعة وموقفا إنسانيا نبيل، فلا شماتة في الموت أو التخريب والإرهاب ولا فخر ولا فرح في قتل وترويع الآمنين فذلك العدو الذي بدأ يعبث في أوروبا هو الذي عبث في بلداننا العربية وحصد أرواح الأبرياء بتجنيدهم أو بقتلهم فكيف يقبل البعض جرائمه ويبررها" .
وأكدت "الاتحاد" في ختام كلمة رئيس تحريرها أن "داعش يتوعد أوروبا بأيام سوداء فمن هو داعش الذي يقتل العرب والمسلمين والأوروبيين في كل مكان .. يجب الإجابة عن السؤال ويجب أن يكون أول من يقف ضد هذا الداعش هم نحن العرب والمسلمين ومعنا أوروبا ودول الغرب والشرق فلا أحد في مأمن من الإرهاب".
من جانبها رأت صحيفة "الخليج" أن التفجيرات الإرهابية في بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي أمس لم تكن مفاجئة الحدوث لكن المفاجأة كانت في منع حدوثها لأن التحذيرات تتواصل منذ أشهر من جانب أكثر من دولة وجهاز مخابرات وكلها كانت تقول إن الإرهاب يعد للضرب في أكثر من عاصمة أوروبية وإن الدول المعنية عليها أن تتخذ التدابير المناسبة لإحباط هذه الهجمات المتوقعة .
وقالت الصحيفة تحت عنوان "الإرهاب يضرب عاصمة أوروبا" إن بلجيكا تحديدا وبعد تفجيرات باريس الأخيرة كانت تشكل نقطة تمركز مهمة للإرهابيين بعدما كشفت التحقيقات أن تفجيرات باريس تم تنظيمها وإعدادها في بروكسل وأن الإرهابيين جاؤوا منها بعد أن عبروا الحدود وأن العقل المدبر متواجد هناك وهو الإرهابي صلاح عبد السلام الذي اعتقلته قوات الأمن البلجيكية قبل ثلاثة أيام فكان من المفترض أن يشكل كل ذلك إنذارا للسلطات البلجيكية وأجهزة أمنها أنها أكثر إستهدافا من غيرها وأن الإرهاب سوف يستغل أي ثغرة في جدار أمنها كي يضرب ضربته وكان عليها أن تكون أكثر حذرا ويقظة واستعدادا في مواجهة الإرهاب واتخاذ ما يلزم من إجراءات إستباقية للحؤول دون وقوع أي أعمال إرهابية .
ولفتت إلى أن استهداف مطار بروكسل ومحطة القطارات المركزية في العاصمة البلجيكية يعني أن الإرهاب تمكن من تحقيق إختراق أمني في مرفقين حيويين من المفترض أن يحظيا بحماية أمنية خاصة نظرا لارتباطهما بحركة الناس وتنقلهم ومن المفترض أن يكون العقل الأمني الذي يفكر ويدير ويتوقع قد وضع في حسابه بشكل بديهي إحتمال استهداف هذين المرفقين لأنهما مثاليين بالنسبة للإرهابيين الذين يستهدفون إيقاع أكبر عدد من الخسائر البشرية وإحداث ضجة إعلامية وردود فعل صاخبة تحقق أهدافهم .
وأكدت أن ما حدث هو فعل مدان بكل المقاييس لكنه فشل أمني بكل المقاييس أيضا لأنه يعني أن الإرهاب لديه قدرة العمل والتحرك وأنه يستطيع أن يضرب ويؤلم في أماكن حساسة .
وقالت "الخليج" في ختام إفتتاحيتها "ما يجب التذكير به أن الدول الأوروبية استيقظت على حين غرة بأن الإرهاب يطرق أبوابها وهي تدرك أنها تغاضت طويلا عن وجوده في قلبها وسمحت له بأن يخرج من أبوابها كي يمارس الإرهاب في ديار العرب وربما لم تحسب حسابا بأن الإرهاب الذي خرج من الباب قد يعود من الشباك .. وقد عاد" .
بدورها قالت صحيفة "الوطن" إن ما حدث في بلجيكا وقبلها في فرنسا وتركيا وعدد من الدول الإفريقية في السنوات الأخيرة هو انعكاس لوباء متفش خطير يهدد الإنسانية جمعاء ويمكن أن يضرب في كل مكان يوجد فيه حملة هذا الفكر الذي يعتمد القتل والإرهاب ..مشددة على ضرورة مواجهته عبر تعاون دولي أكثر فاعلية وخطط عالمية تتحمل فيها كافة الدول مسؤولياتها وتشمل التعاون الأمني وفق خطط واضحة يضعها مختصون وتستهدف بالدرجة الأولى استئصال الإرهاب عبر تجفيف منابعه وتشديد القوانين ومراجعات دورية لسير الحملة "التي يجب أن تكون عالمية" فضلا عن معالجة أسباب تفشي الظاهرة وضرب مواقعها الرئيسية خاصة في سوريا والعراق التي تحولت مناطق واسعة فيها لقواعد تتخذها الجماعات الإرهابية لاستقطاب العقول الآثمة والإجرامية وتشكيل قاعدة بيانات مشتركة لكافة المشتبهين حول العالم لأن الإرهاب فضلا عن آثاره التدميرية وما يسببه من مآس فهو تهديد لكل مشاريع البشرية ومساعيها للتطور والتقدم وتحقيق الأهداف التي تنعكس على مليارات البشر في كل مكان.
وأضافت في إفتتاحيتها بعنوان "بروكسل في مرمى الظلاميين" أن العالم مدعو أكثر من أي وقت مضى لعقد مؤتمر عالمي يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والتكاتف ووضع آلية العمل والخطط الواجبة التنفيذ لمواجهة شاملة لا تقبل أي انتظار وأن يكون العمل شاملا ولا يكون مبنيا فقط على فرض الطوارئ في عدد من الدول التي تبدو مستهدفة أكثر من غيرها أو سن تشريعات وقوانين في بعض الدول كما تجب معاقبة كل جهة أو كيان أو دولة أيا كانت تسهل حركة الإرهابيين وتنقلهم وتغض النظر عن المشتبهين .
وأكدت أن الحرب العالمية ضد الإرهاب لا تقل أهمية عن أي أزمة تهم المجتمع الدولي وأجياله وتوجهه لمستقبله ولابد أن حربا من هذا النوع تقتضي أوسع تعاون دولي ممكن طالما أن الجميع معني ومهدد في آن وطالما كان الهدف الأسمى هو صالح البشرية وأمنها واستقرارها .
وتحت عنوان "الإمارات والإعلام الجديد" ..قالت صحيفة "البيان" إن دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول التي تشجع وتدعم الإعلام الجديد الذي بات وسيلة تواصل أساسية مفتوحة بلا قيود ولا حدود بين قيادة دولة الإمارات الحكيمة الرشيدة وبين الشعب فيما تشكو بعض الأنظمة الحاكمة وحكومات الدول من الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية وتسعى بعض الأنظمة إلى محاصرتها وإغلاقها وأخرى تسعى لفرض الرقابة عليها والحد من انتشارها ومقاومة شعبيتها المتزايدة .
وأكدت أن عدم الخوف والقلق من الإعلام الجديد في دولة الإمارات ينطلق من الثقة المتناهية لدى القيادة الإماراتية في صدق نواياها وحسن إدارتها وحبها لشعبها وحب شعبها لها وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" عبر صفحته على موقع تويتر بمناسبة إحتفال الموقع بمرور عشر سنوات على تأسيسه وباعتبار أن سموه من أكثر القادة على موقع تويتر شعبية وتواصل حيث قال سموه "إن الإعلام الجديد يعد وسيلة فعالة للتنمية ولاستخراج الأفكار وتغيير الواقع عبر الابتكار والتأثير في العقول والقلوب ومن الحكمة استخدام الإعلام الجديد في بناء الحكمة" .
وقالت في ختام مقالها إن القيادة الحكيمة تتعامل بثقة واطمئنان تام مع الإعلام الجديد بينما الآخرون يخشونه ويحاربونه بسبب مشاكلهم مع شعوبهم .