لندن ـ د.ب.أ
أطلقت وكالة أخبار المرأة، حملة بعنوان "من أجل شبكة أمان إعلامي للمرأة العربية" تهدف إلى تصويب بوصلة العمل الصحافي تجاه المرأة ليكون أكثر عدلاً وإنصافًا في المعالجة الإعلامية، وخلق إحساس لدى الصحافيين والصحافيات بضرورة الاهتمام بقضايا المرأة بشكل دائم، وتجاوز النظرة النمطية والتقليدية لصورة المرأة في الإعلام.
وأوضح بيان صحافي صادر عن "وكالة أخبار المرأة" أنَّ إطلاق الحملة جاء تماشيًا مع التوجهات الداعية لإرساء قواعد إعلام هادف مبني على أسس احترام المرأة وتركيز حضورها الفعال في المجتمعات العربية، واحتضان قضاياها بشكل معمّق بعيدًا عن الإبتذال والإسفاف.
وأشار البيان إلى أهمية توقيت إطلاق الحملة كونه صادف مناسبة دولية متمثلة في اليوم العالمي للمرأة يوم الثامن من مارس/آذار؛ للتأكيد على حضور المرأة القيم والفاعل في جميع وسائل الإعلام كجزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا، وكإنسان فاعل لا يجب تهميشه مهما كانت وظيفته أو مركزه الإجتماعي أو العملي، مشددًا على ضرورة تلافي كل ما من شأنه أنّ يشوه صورتها فالمرأة ليست مجرد جسد أو قالب جميل يستخدم ديكور في وسائل الإعلام.
وحثّ البيان الصحافيين والصحافيات في الدول العربية للانضمام إلى الحملة والتوقيع على ميثاق شرف إعلامي؛ لاستنهاض الحالة واستحداث آليات عمل جديدة في التناول الإعلامي لقضايا المرأة.
ونوهت وكالة أخبار المرأة، خلال بيانها إلى أنَّ ميثاق الشرف الإعلامي الذي اعتمدته، جاء خلاصة دراسة معمقة قام بها خبراء وخبيرات من الدول العربية في المعالجة الإعلامية لقضايا المرأة بإشراف وتنظيم ورعاية مركز المرأة العربية للبحوث والتطوير " كوثر " في تونس.
وذكرت سفير وكالة أخبار المرأة، السيدة لميس القاعاتي، خلال إطلاقها الحملة في دبي، أنَّ الحملة جاءت استجابة حقيقية لمحو التشوهات التي علقت بالمرأة جراء التناول الخاطىء لشؤونها وقضاياها، داعية وسائل الإعلام للتوازن وعدم الاندفاع وراء الإثارة لجذب الجمهور وتسليط الضوء على مسائل هامشية.
وأهابت القاعاتي بوسائل الإعلام بضرورة تركيز الضوء على إنجازات المرأة وأعمالها ونشاطها الفاعل على الصعد والمستويات كافة، من أجل تأسيس قواعد العدالة والمساواة والإنصاف.
من جهتها، أوضحت سكرتير تحرير وكالة أخبار المرأة، وعضو فريق الحملة، الإعلامية الثريا رمضان، أنَّ الحملة أكدت في رسالتها أهمية الحاجة إلى تفعيل المبدأ الإنساني في تناول جميع القضايا دون تمييز وتهميش بين الجنسين والتأكيد على إنسانية الرجل والمرأة.
وشددت رمضان على ضرورة توخّي الحيطة والحذر عند التناول الإعلامي لقضايا المرأة وعدم إبرازها قطعة ديكور بجسدها الأنثوي، ولا ضحيّة حال أخطأت، ومن المنطلق نفسه عدم التعامل معها كآلة للخطأ في مجتمع ذكوري، فالمرأة والرجل يتقاسمان الحياة، وعليه يجب التعامل معهما بالمنظور نفسه في الإعلام.
وأشارت رمضان إلى أنَّ المرأة في صورتها اليومية تملئ المجتمع، مؤكدة أنّ الإعلام يلعب دورًا رئيسيًا في فتح الملفات وإيصالها لأصحاب الشأن، من هنا كانت فكرة حملة "نحو شبكة أمان إعلامي للمرأة العربية"، التي تم إسنادها وتدعيمها بميثاق شرف يحمي المرأة في وسائل الإعلام.
ودعت رمضان جمهور الصحافيين والصحافيات إلى التفاعل مع الحملة والتوقيع على الميثاق الإعلامي للحملة عبر الرابط، مضيفةً: "سنقوم بجمع أكبر عدد من التوقيعات لنكون على أدّينا واجبنا المهني تجاه المرأة".
أما محرر شؤون المرأة في أوروبا وعضو فريق عمل الحملة، الإعلامية ليلى العماري، فأوضحت أنَّ أغلب وسائل الإعلام العربية تأخذ منحنى في غير صالح المرأة، إما أنَّ يكون هجوميًا أو تقليديًا أو ساخرًا أو للإثارة، ولذلك عملت وكالة أخبار المرأة على إطلاق حملة بعنوان "نحو شبكة أمان إعلامي للمرأة العربية" تمتد طيلة شهر كامل بداية من 6 آذار/ مارس إلى 6 نيسان/ أبريل 2015 لتحفيز الإعلام العربي وتغيير اتجاهاته وسلوكياته وسياسياته نحو المرأة، وتشكيل شبكة أمان إعلامي يحميها من النظرة الدونية لها والتمييز ويعمل على تعزيز ثقتها بنفسها، ولبلوغ الأهداف المرجوة من الحملة فإننا نحتاج إلى دعم الجميع من مؤسسات إعلامية عربية أو أجنبية، مؤسسات نسائية حكومية أو غير حكومية، شخصيات سياسية، وثقافية، وفنية وغيرها من الأطراف التي من شأنها أنّ تكون سندًا للحملة لإيصال صوتنا للجميع".
وناشدت العماري الصحافيين والصحافيات بضرورة مساندة الحملة والتوقيع على ميثاق شرفها الإعلامي.
كما طالبت محرر شؤون المرأة في أميركا وعضو فريق عمل الحملة، نسرين حلس، بضرورة ترسيخ إعلام عربي هادف لصالح المرأة وقضاياها وتصحيح صورتها في وسائل الإعلام العربية، والتي تمثل الحملة منطلقًا لتغييرها في وسائل الإعلام الغربية وذلك من خلال تسليط الضوء عليها كمنوذج ناجح يحتذى به، إذ أطلقت وكالة أخبار المرأة في 6 آذار/ مارس 2015 حملة تحمل شعار "نحو شبكة إعلام عربي آمن من أجل المرأة" تهدف لحمايتها من النظرة الدونية والتمييز.
وأضافت حلس أنَّ "الحملة تعمل على تعزيز ثقتة المرأة بنفسها وتأكيد قدراتها لضمان حضورها القيّم في جميع وسائل الإعلام باعتبارها جزءً لا يتجزأ من مجتمعاتنا وإنسانًا فاعلًا لا يجب تهميشه أبدًا مهما كانت الظروف ومهما كان المركز الاجتماعي والمسمى الوظيفي أو حتى المستوى التعليمي والثقافي وبصورة جيدة وعادلة ومساوية للرجل ومعالجة قضاياها بطريقة إنسانية عادلة".