أبوظبي -صوت الامارات
ركزت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها على ما يحدث في اليمن وما يقوم به الحوثون وصالح من مراوغات تكشف بوضوح إدمانهم على السلطة ونهب أموال البلاد خاصة بعد إعلانهم عن مجلسهم السياسي.
فتحت عنوان "انقلاب جديد في اليمن" قالت صحيفة البيان إنه منذ أن بدأت المفاوضات في الكويت وعلى مدى نحو ثلاثة أشهر وكل المؤشرات تقول إن الانقلابيين ليسوا دعاة سلام وإنهم يناورون ويراوغون من أجل كسب الوقت لتحسين وضعهم الميداني بعد الضربات القوية التي جاءتهم من قوات التحالف العربي على مدى عام مضى وها هم عندما ضاق عليهم الحصار في المفاوضات وباتوا أمام الأمر الواقع يعودون باليمن وشعبه إلى نقطة الصفر بانقلابهم الجديد ومجلسهم السياسي الذي ابتدعوه بهدف الهروب من مباحثات السلام والعودة للحرب التي هي هدفهم وهدف الذين يدعمونهم في طهران من أجل نشر الفوضى والقتال وفرض الهيمنة والنفوذ الإيراني وتحويل اليمن إلى بؤرة للإرهاب والطائفية تهدد المنطقة بأكملها.
وأضافت أن انقلاب الحوثي والمخلوع يعري مراوغاتهم في مفاوضات الكويت التي انخدع بها البعض وذهب يتحدث عن مشاركة لهم في حكومة انتقالية وها هو الذي قال هذا بالأمس يعود اليوم بعد إعلانهم عن "المجلس السياسي" ليقول إن هذا يعد انتهاكا قويا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 وها هو المبعوث الأممي يطالبهم بالامتناع عن اتخاذ مزيد من الإجراءات الانفرادية التي يمكن أن تقوض عملية الانتقال السياسي في اليمن.
واختتمت الصحيفة بالقول ان المجلس السياسي هذا يكشف بوضوح إدمان الانقلابيين على السلطة ونهب أموال البلاد وهو ما سيدفعون ثمنه غاليا في ميدان القتال ومعركة تحرير صنعاء على الأبواب.
من جانبها وتحت عنوان "انقلاب جديد على الشرعية" قالت صحيفة الخليج إن إعلان الرئيس اليمني السابق المخلوع علي عبدالله صالح وجماعة الحوثي الاتفاق على تشكيل "مجلس سياسي" لحكم اليمن فيما مشاورات الكويت متواصلة بحثا عن حل سياسي يدل على "طفولة" وسياسية أقرب إلى التهريج منها إلى أي شيء آخر.
وأضافت أنهم يعتقدون بهذه الخطوة أنهم يكرسون "شرعيتهم" وهم في الواقع يكرسون خيبتهم وفشلهم ويؤكدون أنهم مجرد جماعة انقلابية احتكمت إلى قوة السلاح لتنفيذ مشروعها خدمة لأجندات لا علاقة لها باليمن واليمنيين.
وتساءلت الصحيفة ..فما معنى اتخاذ مثل هذا القرار ومشاورات الكويت التي يشاركون فيها مستمرة غير أنهم يتخذون من المشاورات التي تجري تحت رعاية خليجية ودولية غطاء لما يسعون إليه ويخططون له؟ ..وهل تعني هذه الخطوة غير الاستخفاف بالمحادثات والنية المسبقة بإفشالها؟..
واستدركت بالقول انه ليس هناك من عاقل يقدم على مثل هذه الخطوة وهو يدرك أنها تمثل خروجا على الشرعية في الأساس وتتناقض مع كل القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة اليمنية وتستخف بالجهود المبذولة لحل الأزمة اليمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا اعتقدت جماعة صالح والحوثي أنها بهذه الخطوة تفرض أمرا واقعا أو تمارس ضغطا على وفد الشرعية في المحادثات أو على الأطراف الأخرى فإنها تخطئ مرتين ..أولا: إن قوة غير شرعية لا تستطيع أن تفرض شرعيتها بقرار منها .. وثانيا: إن أحدا لن يتعامل مع قرار كهذا إلا على أساس أنه باطل ولا قيمة له ويضع أصحابه في موقع المتهم بالخروج على الإجماع اليمني والعربي والدولي.
وأوضحت أنه يبدو أن هذه الجماعة فقدت العقل والاتزان وأصبحت تخبط خبط عشواء بلا تقدير لخطواتها وهذا يدل على فقدانها البوصلة السياسية والوطنية وعدم تقدير عواقب الأمور ما يؤدي إلى مزيد من الكوارث والمصائب على الشعب اليمني الذي يعيش على أمل انتهاء محنته التي طالت وأكلت الأخضر واليابس وأودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت بلدا كان في الأساس يفتقد إلى الحد الأدنى من الحياة الكريمة.
**********----------********** واختتمت الصحيفة بالقول إن هذه الخطوة الهوجاء الساذجة تعيد الأمور إلى نقطة الصفر أو ما دونها وتقضي على بريق أمل لاح لليمنيين في محادثات الكويت ..فبدل أن تبادر جماعة صالح والحوثي إلى تقديم تنازلات من أجل اليمن للوصول إلى تسوية تحفظ حق الجميع وكرامة الجميع تأكيدا لوطنيتها فإذا بها تتخذ خطوة تنم عن مراوغة ونزق سياسي وعن جهل بالتداعيات المحتملة لانقلابها الجديد على الشرعية ما يضعها في موقع الشبهة ويؤكد أن ما أقدمت عليه حتى الآن يدل على استعدادها للتفريط في اليمن وأهله من أجل مصالحها ومخططاتها.
من ناحيتها وتحت عنوان "الانقلاب الثاني في اليمن" تساءلت صحيفة الوطن ..هل بقي شيء أكثر دلالة من قبل مليشيات الموت الحوثية والتابعة للمخلوع في اليمن من إعلان ما سموه "مجلسا سياسيا"؟ وهل هناك تأكيد أكبر على مراميهم الخبيثة ومعاندتهم لكافة مساعي حل أزمة اليمن سلميا؟ وأليس هذا الإعلان الغاشم بمثابة كشف للنوايا الحقيقية وانقلاب جديد وأن تواجدهم في الكويت بحجة البحث عن حلول هو مناورة الهدف منها التسويف وكسب الوقت والمماطلة ومحاولة تمرير شروط تعاكس الأسس الواجبة للحل والتي عقدت على أساسها المشاورات من الأصل؟ وقالت ..هي بلا شك وصمة عار في جبين الطغمة التي سببت كل الويلات لليمن وألحقت المآسي بأهله وهي دليل كبير على الارتهان ورفض خروج اليمن من أزمته واستعادة الأمن والاستقرار الواجب وهي تأكيد لا شك فيه أن الانقلابيين المتمردين لايزالون يعتمدون المكابرة والتلاعب بهدف إبقاء اليمن في دوامة العنف التي يعاني منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن كل ما حاولت مليشيات الحوثي والمخلوع عمله تحطم على صخرة صمود الشعب اليمني ودعم الأشقاء في دول التحالف فمحاولة الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح غير الشرعي تبددت والتلاعب والتسويف والمماطلة خلال المشاورات لتمرير شروط تجعل مآرب الانقلابيين واقعا تبخرت فالحل واضح وهو الذي يستند إلى القرار 2216 الصادر عن كجلس الأمن الدولي والقاضي بانسحاب المليشيات من المناطق التي يسيطرون عليها والمبادرة الخليجية للحل ومخرجات الحوار الوطني التي كانت نتيجة توافق معظم شرائح الشعب اليمني على الحل الذي يرضي الجميع ويحفظ اليمن واستقراره وأمره الواجبين.
وأوضحت أن إيران لا تزال تلعب وتعتمد الخداع والتدخل في دول الجوار وخاصة اليمن في مخالفات فاضحة لكافة القواعد والقوانين الدولية الناظمة للعلاقات بين الدول والآلية المتبعة والواجبة وتواصل دعم الانقلابيين تسليحهم ومحاولة تهريب الدعم لهم وإن كانت تدرك تماما أن مخططها انتهى وفشل وسيرتد وبالا على أقبية الشر في طهران حيث يتم وضع السم في السياسة التي تعمل على تصديرها للخارج لضرب استقرار المنطقة وهي إذ تواصل ما دأبت عليه فهو نوع من التشفي الحاقد وتعويض انهيار المآرب الدنيئة التي عملت عليها طويلا لذلك تحاول عن طريق عناد أتباعها وأدواتها الوضيعة في اليمن الإبقاء أطول مدة ممكنة على حالة عدم الاستقرار وإطالة أمد المعارك وإبقاء حالة التوتر قائمة ومن هنا فبعد أن انهزمت عسكريا وفشلت سياسيا ها هي توجه أتباعها لوضع عراقيل جديدة في طريق الحل الذي يصر عليه الشعب اليمني ويدعمه المجتمع الدولي برمته ويؤكد ضرورة بسط الشرعية على كامل اتراب اليمني وإنهاء أي تسلط أو نفوذ للمليشيات في أي مكان ولكن في المحصلة فإن كل ما تقوم به المليشيات يعكس سذاجة مفرطة في مواجهة هدير الشعب وحقه الذي لا يهزم وهو يفضح كل الادعاءات التي حاول الانقلابيون التلطي بها عبر وفدهم والتي ستفشل ولن تجلب لمن قاموا بها و"مجلسهم" الذي ولد ميتا إلا الخزي والسخرية.