تصدرت أنباء توصل إيران والقوى الدولية الكبرى إلى اتفاق مبدئى فى جنيف بشأن برنامجها النووى صفحات كبريات الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، حيث رأت بعضها أن تفاصيل هذا الاتفاق يثير القلق والمخاوف، فى حين تساءلت أخرى عن امكانية تمخضه عن تسوية محتملة للأزمة السورية والعلاقة التى تربط الموضوعين.فمن جانبها، ذكرت صحيفة (يو اس ايه توداي) أن الاتفاق بين إيران ومجموعة دول (5+1)، التى تضم الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى وألمانيا، والذى جاء نتيجة مجهودات بذلتها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، يحتاج فى الحقيقة إلى دراسة وافية لفهم نطاق بنوده. وقالت الصحيفة –فى مقال كتبه السيناتور دونكان هنتر العضو فى لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس النواب الأمريكى ونشر على موقعها الإلكتروني- إن النقطة الرئيسية فى هذا الأمر تتمثل فى حقيقة أن هذا الاتفاق لا يقدم ضمانا حقيقيا بأن إيران ستوقف مساعيها نحو امتلاك اسلحة نووية، فأجهزة الطرد المركزى الإيرانية لا تزال تعمل بالآلاف، بينما لم تتمكن اى جهة من ردع اعتقاد ايران بأن تخصيب اليورانيوم حق أصيل لها.وأشار المقال الى ان التوصل الى اتفاق يشمل وقف عمل أجهزة الطرد المركزى الإيرانية كان أمرا سيحقق بالطبع المزيد من الثقة، ليس فقط من جانب المراقبين فى الولايات المتحدة ولكن فى كل مكان، بما يتضمن إسرائيل.وأضافت:" بدون ابرام اتفاق يكون جوهره أجهزة الطرد المركزي، فإنه لا توجد أى أسباب للاحتفال باتفاق عقيم أسس على آمال واهية بأن إيران جادة وأنها أبعدت نفسها عن ماضيها القريب". وتناول المقال دور إيران فى قضايا المنطقة وتواجدها الكبير فى جارتها أفغانستان، مما مثل مشكلة ليست بالصغيرة، فضلا عن دورها فى سوريا وقيامها بدعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد على حساب صفوف المعارضة من خلال تدفق التمويل والدعم المادى على المنظمات الإرهابية فى سوريا.واختتم هنتر مقاله بالإشارة إلى أن تصرفات إيران فى المنطقة وتفاصيل برنامجها النووى تقف وراء ضرورة تعامل المجتمع الدولى بحذر وتشكك مع إيران، فضلا عن حقيقة وجود مخاوف بشأن مدى قدرة إدارة أوباما على تنفيذ وتفعيل بنود الاتفاق. بدورها، تساءلت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) عن إمكانية تمخض الاتفاق النووى بين إيران والقوى الدولية عن تمهيد الطريق لاتمام التسوية فى القضية السورية.واستهلت الصحيفة تقريرها فى هذا الشأن، والذى بثته على موقعها الألكتروني، بذكر أن الحرب الأهلية فى سوريا باتت تفويضا للتنافس بين إيران والسعودية فى المنطقة، فالسعودية تسعى لإسقاط نظام الأسد، الذى ينتمى إلى طائفة العلويين الشيعية، والمساعدة فى تشكيل حكومة سورية جديدة تتألف من أغلبية سنية، وذلك من خلال دعم المعارضة السورية والجهاديين..وهى السياسات التى تؤيدها جزئيا الولايات المتحدة رغم عدم قيامها بتسليح المعارضة واكتفائها بدعم فكرة ضرورة رحيل الأسد. وأضافت:" أن الإيرانيين، على عكس ذلك، يرسلون الأموال والأسلحة والمقاتلين لمساعدة نظام الأسد خوفا من امكانية ضياع مصالحهم الاقليمية، حيث ترى طهران هزيمة الأسد كالكارثة التى قد تؤدى أيضا إلى زعزعة استقرار جارتها المتبقية فى الشرق الأوسط، وهى العراق، فيما ترى السعودية والولايات المتحدة نجاة نظام الأسد كالكارثة ...وهو الأمر الذى لا يقدم أرضية كبيرة لإتمام التسوية".ومضت الصحيفة الأمريكية فى سرد أسباب قلة احتمالات التوصل إلى تسوية، ومنها عدم رغبة المعارضة السورية فى التفاوض على التسوية فى ظل بقاء الأسد فى الحكم، بينما لا يزال الأسد مصمما على عدم الرحيل خاصة وسط غياب مؤشرات تعكس رغبة نظامه فى التخلى عنه فى مقابل بقاء جوهر النظام نفسه.