دعت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى ضرورة دفع الأطراف السورية جميعا للجلوس على طاولة الحل السياسي بالتنسيق مع القوى الدولية ذات المصالح المتباينة حول مستقبل سوريا . ونبهت الصحيفة إلى أن آلاف السوريين مهددون بالموت جوعا ومرضا بعيدا حتى عن الآلة العسكرية والقتال المباشر وهذا يرفع درجة الأزمة . وقالت تحت عنوان "سوريا والأزمة الإنسانية" إنه مع تعقد الحل السياسي في الملف السوري أصبحت للأزمة التي تفاقم ثمنها الإنساني جوانب عديدة تكاد تكون كل واحدة مستقلة عن الأخرى ومن أخطرها الأزمة الإنسانية..مشيرة إلى أن أول أمس أعلنت منظمة الصحة العالمية انتشار مرض التيفويد على نهر الفرات في سوريا بسبب المياه الملوثة التي يستخدمها السكان للشرب وقدرت أعداد المصابين بنحو ألفين و500 يضاف إليها مرض التهاب الكبد الوبائي في حلب وإدلب. وأضافت الصحيفة أن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأمم المتحدة أعلن أن أكثر من أربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سوريا ، كما وصل عدد اللاجئين خارج سوريا إلى 850 ألفا. وأوضحت أن ركود الحل السياسي لا شك أنه يؤدي إلى الفصل بين الأزمة الإنسانية والاستحقاق السياسي المطلوب في سوريا لحل الأزمة المركبة .. محذرة من أن سيناريو تفشي الأمراض في مناطق كثيفة بالسكان أمر مرعب وفي ظل تعذر وصول فرق الإمداد الطبية الدولية إلى أماكن انتشار الأمراض فإن كارثة إنسانية ستحل على سوريا وستصبح معها الأزمة السياسية على هامش الحدث السوري وبالتالي استمرارها سيجعل إمكانية وضع حد لها بالتفاوض أمرا صعب المنال. وحملت "البيان" - في ختام افتتاحيتها - المجتمع الدولي مسئولية إيجاد حل يجنب السوريين الكارثة التي تلوح في الأفق وهي لن تقف عند حدود سوريا فقط بل ستتخطاها إلى دول الجوار والمنطقة ، مؤكدة أن بقاء الجانب السياسي دون حل لن يضع حدا للأزمات الأخرى المتفرعة عنها.