أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بحديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي خلال الأمسية الرمضانية التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي " بشأن مسؤولية الإعلام التاريخية في حماية القيم والتقاليد والمكتسبات والمنجزات الوطنية " .. إضافة إلى مسؤولية الأسرة في توفير بيئة وسطية لأبنائها.
كما تناولت افتتاحيات الصحف تداعيات تفجير " بنك لبنان والمهجر" في بيروت على بلد يعاني أزمات متلاحقة و استمرار..بجانب الحادث الإرهابي الذي وقع في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا الأميركية وأودى بحياة أكثر من عشرات الأشخاض .. داعية إلى ضرورة التعاون والتضامن على جميع المستويات للقضاء على قوى الشر والإرهاب التي تستهدف نشر الدمار و بث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العالم.
وتحت عنوان " الفارس وفرسان الكلمة " أكدت صحيفة " البيان " .. أن منطقتنا العربية بحاجة ــ في الظروف التي تمر بها الآن ــ إلى إعلام واع ومستنير يستوعب جيدا دوره ومسؤوليته في مواجهة التحديات والتهديدات التي تواجهها مجتمعاتنا.
ونبهت إلى أن ما نشاهده من بعض وسائل الإعلام في منطقتنا يؤكد خطورة انحراف الإعلام عن دوره الوطني وتخليه عن مسؤوليته التاريخية في حماية القيم والتقاليد والمكتسبات والمنجزات الوطنية هذه المسؤولية التي أكدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حديثه خلال الأمسية الرمضانية التي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دبي وحضرها نخبة من المفكرين والكتاب والإعلاميين الإماراتيين والعرب.
وقالت إن سموه أكد أن الإعلام سيظل دائما خط الدفاع الأول لحماية المكتسبات والمنجزات الحضارية والمحرك الدافع في اتجاه مزيد من التطوير والبناء والدرع الواقي من المخاطر والتهديدات التي تتربص بأمتينا العربية والإسلامية وأوضح سموه أن هذا الدور لن يتأتى للإعلام إلا من خلال رسالة متوازنة وخطاب محايد يراعي القواعد المهنية والأخلاقية الرفيعة .. وطالب سموه فرسان الكلمة أن يشهروا أقلامهم سيوفا في وجه الشر والإرهاب والتطرف.
ووصفت الصحيفة حديث فارس الإنجازات محمد بن راشد إلى فرسان الكلمة بما احتواه من مبادئ وتوجيهات وشرح لمضمون الرسالة الإعلامية بأنه بمثابة ميثاق وبرنامج عمل للإعلام العربي في المرحلة الحرجة التي تمر بها أمتنا العربية.
وبشأن مسؤولية الأسر تجاه أبنائها وتحت عنوان " وأنتم مسؤولون عن رعيتكم " قالت صحيفة " الرؤية " .. إن فرص التعامل مع الخطر الواضح أكثر سهولة من التعامل مع نظيره الكامن والمستتر ذلك أن الثاني لا يعرف إلا بعد وقوعه بشكل لا يصدق غالبا ولا يعرف مأتاه.
وأضافت أن ذلك ينطبق على خطر تشكل إرهابي في المنزل يجهل ذووه وجوده بينهم بذريعة الانشغال حينا وعدم تتبع أحوال الأبناء والسؤال عن أقرانهم وصحبهم ما يؤدي إلى تكون شخصية رديفة يجهلها الأهل يصدر منها وبسببها ما لا يحمد عقباه لاحقا من التورط في الأفكار الظلامية.
وحذرت من خطورة الانطوائية خطر .. مشيرة إلى أنها تعطي بالدرجة الأولى إشارة إلى الانفصال عن المجتمع والسماح بورود أفكار دخيلة قد لا تكون سيئة بالضرورة دائما لكنها ممكنة وهو ما يجب حسمه قبل استفحاله ونموه بشكل تصعب السيطرة عليه.
وشددت على أن الوسطية تظل البيئةَ التي يجب على الأبوين توفيرها لأبنائهما عبر غرس قيم احترام الآخر والاعتدال في التوجه والمنهج بعيدا عن الغلو في الفعل والفكرة وحفاظا على رسالة الدين السمحة في التعايش ونشر السلام فالأهل رعاة مسؤولون عن رعيتهم.
**********----------********** من جانبها قالت صحيفة " الخليج " في افتتاحيتها .. إن مذبحة أورلاندو الإرهابية التي قتل فيها / 50 / أميركيا وأصيب أكثر من / 50 / آخرين بجروح والتي ارتكبها شاب أمريكي من أصل أفغاني ستشكل علامة فارقة في التاريخ الأمريكي تماما كما كان حال العملية الإرهابية التي استهدفت برجي التجارة العالميين في نيويورك في 11 سبتمبر 2001.. خصوصا أن المتهمين في الحادثين من المسلمين وأن الجهتين اللتين قامتا بالجريمتين مرتبطتان بمنبع واحد وفكر تكفيري إرهابي واحد .
وتحت عنوان " الإرهاب في خدمة ترامب " تابعت الصحيفة .." أن الجريمة الأولى شكلت منعطفا في مسار السياسة الأمريكية تجاه الدول العربية والإسلامية حيث أعلن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الحرب على الدول الإسلامية تحت شعار الحرب على الإرهاب وأطلق يومها مصطلح "الحرب الصليبية" و"من ليس معنا فهو ضدنا" وأدى احتلاله للعراق وأفغانستان إلى ما أدى إليه من دمار وهلاك لملايين البشر .. فإن مذبحة أورلاندو لا بد أن تترك تداعياتها السياسية والأمنية على الداخل الأمريكي والعالمين العربي والإسلامي الذي يعيش حربا ضارية ضد التنظيمات الإرهابية التي باتت تهدد وجود العديد من الدول العربية" .
ورأت أن عملية أورلاندو قد تشكل رافعة للمرشح الجمهوري دولاند ترامب وتوفر له المادة السياسية لحملة العنصرية والكراهية التي يشنها ضد المسلمين واللاجئين الأمريكيين اللاتينيين وتعطي لشعاراته صدى بين أنصاره ومؤيديه وكأنه يقول لهم "هل رأيتم بأعينكم الخطر الإسلامي الذي حذرتكم منه. ها هو يطرق أبوابكم!".
وشددت " الخليج " على أن الإرهاب والتطرف إن كان فكرا أو عملا هو مثل الأواني المستطرقة يخدم بعضه بعضا ويوفر المناخات المناسبة للانتشار والتمدد العابر للحدود حتى وإن كان متعارضا في الأفكار والوسائل لأن كل تطرف يستند إلى تطرف آخر باعتبارهما يغرفان من مصادر ومرجعيات أيديولوجية متطرفة دينية أو سياسية قد تؤدي في نهاية الأمر إلى الصدام الديني والحضاري .
وقالت في ختام افتتاحيتها إن ترامب سيلجأ حتما إلى استثمار حادث أورلاندو لتعزيز موقعه السياسي وحظوظه الانتخابية إلى الحد الأقصى وسيعتبره هدية من السماء جاءته على حين غرة في تكرار لما فعله بوش العام 2004 عندما استثمر الإرهاب في معركة تجديد رئاسته رغم أن استطلاعات الرأي كانت تؤشر إلى أدنى مستوى تأييد بلغه رئيس أمريكي قبل أحداث نيويورك".
أما صحيفة " الوطن " فكتبت تحت عنوان " إرهاب حزب الله ".. أن جريمة تفجير " بنك لبنان والمهجر" في بيروت ستكون لها تداعيات ثقيلة على بلد يعاني أزمات متلاحقة سببها جموح حزب الله الإرهابي والتعامل مع لبنان وكأنه دولة داخل دولة واستخدام السلاح غير الشرعي والتهديد باجتياح بيروت كما عمل سابقا وجر لبنان إلى الهاوية عبر استمرار تعطيل انتخاب رئيس للدولة وتهميش دور الحكومة.
وقالت إن لبنان في عين العاصفة ومعرض للانفجار جراء تدخل حزب الله في سوريا وإرسال مليشياته ومرتزقته والقتلة والمجرمين إلى سوريا ليدعموا مليشيات النظام ويستبيحوا الشعب السوري رغم الإدانة الدولية للفعل الشنيع الذي تمضي فيه مليشيات الحزب.
وأكدت " الوطن " في ختام افتتاحيتها أن لبنان يحاول منذ أكثر من ربع قرن بعد انتهاء الحرب الأهلية وبالتحديد إتفاق الطائف إستعادة حياته الطبيعية وفق أسس الدولة دون نتيجة والسبب الرئيسي كان ولا يزال حزب الله الذي يضرب بمصلحة لبنان عرض الحائط ويدفع باتجاه تفجير الاستقرار المرجو وجر الويلات إليه عبر انغماسه في الحرب السورية التي طال أمدها وسببت ويلات انعكست على ملايين السوريين وقلقا لدول المنطقة ومنها لبنان الذي ضاعف من أزماته نزوح أكثر من مليون سوري إلى أراضيه مع ما يسببه هذا من ضغوط اقتصادية وأمنية هائلة لا ينقص لبنان أي منها .