أبوظبي - صوت الإمارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بإعلان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة عام 2017 عاما للخير .. إضافة إلى تبني مجلس الأمن الدولي لقرار يدين النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه.
وتحت عنوان " عطاء بلا حدود " وصفت صحيفة " البيان " توجيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بجعل عام 2017 عاما للخير بالتوجيه المبارك الذي يتطابق مع روح الإمارات والآباء المؤسسين الذين جعلوا كل أعوامنا للخير عبر أداء المؤسسات والأفراد داخليا وخارجيا عطاء بلا حدود يشهد به الجميع لهذه الدولة التي باتت رمزا للإنسانية.
وقالت إن كل أعوامنا للخيروالعام المقبل سنشهد تعظيما لعمل الخير وهو ما قاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي من حيث المسؤولية الاجتماعية لمؤسسات القطاع الخاص وشراكاتها مع بقية المؤسسات ودور الأفراد التطوعي باعتبار أن الأمم الراقية والحية هي تلك الأمم التي يرعى أفرادها بعضهم بعضا فكما أعطتنا الإمارات كل شيء فإن حقها علينا أن نعطيها ونرد على كرمها بتأدية هذا الحق.
وأشارت إلى أن من أهم سمات دولتنا تلك الروح الخيرة التي تحكمها وتسودها ويد الإمارات الخيرة امتدت إلى كل شعوب الأرض تنمية ومساعدة وإغاثة وهذا نهج يؤمن به قادتنا وشعبنا واعتبار العام المقبل عاما للخير يعني خططا جديدة لتطوير هذه الروح الطيبة خصوصا أن الإمارات أعطت بلا حدود لشعبها ولمؤسساتها ولكل من يعيش فيها.
ودعت " البيان " في ختام إفتتاحيتها الجميع للتكاتف من أجل مزيد من الرفعة لبلادنا وترسيخ عطاء المؤسسات والأفراد ليكون عطاء بلا حدود بحيث يقدم الجميع شيئا استثنائيا مختلفا من أجل التنمية وحياة الإنسان في الإمارات.
وحول نفس الموضوع وتحت عنوان " عام الخير في وطن الخير " كتبت صحيفة " الخليج " .. لأن الشيء من معدنه لا يستغرب فلم يكن مفاجئا قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة بتخصيص العام المقبل 2017 عام الخير في دولة الإمارات .. فليس عام الخير إلا في وطن الخير.
وقالت إن المبادرة تدهش المنطقة والعالم حقا كونها تأتي في سياق المبادرات الخلاقة التي تتوالى فصولا على بلادنا ضمن خطة مطوقة بالوعي من كل جانب .. مشيرة إلى أن الإمارات مقبلة على عام الخير بعد أن عاشت أعوام القراءة والابتكار والهوية وكأن العام 2016 الذي احتفت فيه الدولة عمليا عبر تأسيس قيم وتغيير مفاهيم ممهد طبيعي أداته المعرفة إلى المزيد من عمل الخير على طريقة الإمارات منذ القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
وأضافت أنه في فرح حقيقي استقبل شعب الإمارات كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وهو يعلن توجيه وقرار رئيس الدولة واثقا في نجاح المقصد الكبير النبيل نظرا لما عرفه من أسلوب عمل محمد بن راشد وبالتالي أسلوب عمل حكومته حيث المصدر واحد .. رشد الحكم وحرص القيادة والشعب معا ولا ثنائية وإنما تناغم وانسجام على تحقيق مصلحة الوطن والشعب والوصول بالإمارات إلى المراكز الأولى في مختلف مؤشرات التنمية ثم المحافظة على ذلك .. وهل يحافظ عليه إلا بمثل هذه المبادرات الخلاقة.
وتابعت .. نعم وكما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فإن عمل الخير عمل الإمارات المستمر فيما يسهم عام الخير في ترسيخ المبادئ والثوابت أكثر وأعمق والمضي بأنشطة الخير أشواطا أبعد وأسعد.
وأوضحت أن عام الخير في وطن الخير محدد الأهداف لكن آفاقه المفتوحة على أجمل الاحتمالات ولا تنتهي عند حد والمأمول كما عودتنا القيادة تجاوز الحالة الاحتفالية الشكلية إلى الجوهر والجوهري الاشتغال بالتوازي والتزامن على تطوير بيئة العطاء.
واختتمت " الخليج" إفتتاحيتها بقولها .. إن عام الخير في وطن الخير تتويج لعقود من عطاءات مستمرة لم تنقطع أما الثقة في النجاح وصولا إلى قطف الثمار وإدهاش العالم كما عبر سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي .. فليست إلا بعض الثقة الأكيدة في شعب يسابق في يومه غده ويسبق.
وحول موضوع آخر وتحت عنوان " انتصار.. ولكن " .. قالت صحيفة " الخليج " إنه بعد صدور قرار مجلس الأمن الأخير بشأن وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة من دون " فيتو " أمريكي أصيبت إسرائيل بحالة غير مسبوقة من السعار السياسي فأقدمت على سحب سفيريها من نيوزيلندا والسنغال وهما البلدان اللذان شاركا في تقديم القرار إلى مجلس الأمن إضافة لماليزيا وفنزويلا وهما بلدان لا علاقات دبلوماسية لهما مع إسرائيل.
وأشارت إلى إعلان بنيامين نتنياهو على الفور أن إسرائيل لن تمتثل للقرار واعتبره معاديا ومخزيا وقال أحد وزرائه إن الولايات المتحدة تخلت عن بلاده وأضاف أن هذا القرار ليس ضد الاستيطان إنه ضد إسرائيل أما المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون فقال " اليوم هو يوم أسود في مجلس الأمن " .
وأضافت أن حالة الجنون اتسعت لتشمل كل الساسة والإعلام ومعظم الصحفيين وبعضهم اتهم نتنياهو بالفشل في إدارة المعركة السياسية كما قال النائب عن المعسكر الصهيوني يوئيل حاسون بأن القرار جاء نتيجة إهمال نتنياهو المشغول بنفسه أما تسيبي ليفني فقالت إن القرار نتيجة خضوع نتنياهو لليمين المتطرف واتهمت النائبة عن المعسكر الصهيوني اييليت نحمياس فاربين نتنياهو بالفشل قائلة سياسة إدارة الصراع التي يقوم بها نتنياهو هي التي أدت إلى هذا الفشل.
وقالت إن الصوت العاقل الوحيد في إسرائيل صدر عن زهافا غالؤون عن حزب ميريتس التي أعربت عن سعادتها لعدم استخدام الفيتو الأمريكي وقالت حين ينتهي الخجل من حكومة إسرائيل ينفد صبر العالم.
وذكرت أنه على المقلب الآخر وفي الولايات المتحدة لم يكن جنون أصدقاء إسرائيل أقل وطأة من قادتها فقد طالب السناتور لينزي غراهام بتعليق المساعدات الأمريكية للأمم المتحدة أو خفضها بشكل كبير وقال إن السياسة الأمريكية في ظل إدارة أوباما انتقلت من السذاجة والغباء إلى التهور التام فيما ندد رئيس مجلس النواب بول رايان والسناتور جون ماكين بالقرار واعتبراه مشينا ومتواطئا وضربة للسلام أما الرئيس المنتخب ترامب فتوعد بأن الأمور ستختلف بعد 20 يناير عندما يتولى السلطة.
وأوضحت أن ردود الفعل المتوترة والقلقة الصادرة من الكيان وأصدقائه في الولايات المتحدة تظهر حجم الانتصار الذي يعنيه القرار غير المتوقع لأن الولايات المتحدة تخلت للمرة الأولى منذ عقود عن حماية إسرائيل في مجلس الأمن من قرارات إدانتها.
وبينت أن القرار يعني إسقاط الشرعية عن كل ما قامت به إسرائيل من استيطان لأنه لا يستند إلى أي أساس قانوني وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الأمر الذي يستدعي تحركا فلسطينيا وعربيا عاجلا لاستثمار القرار في كل المحافل الدولية ولدى مختلف دول العالم وأمام محكمة العدل الدولية لتعرية إسرائيل وإسقاط الشرعية عنها وعن كل أعمالها العدوانية التوسعية وإطلاق حملة واسعة لمقاطعتها باعتبارها دولة أبارثايد وتمارس التمييز العنصري وذلك للرد على رفضها تنفيذ القرار والقرارات الأخرى ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
واعتبرت الصحيفة أن القرار تاريخي بالمقاييس السياسية والحقوقية لكن لا يجب الوقوف عنده واعتباره انتصارا وكفى بل يجب الانطلاق منه لتعزيزه بمواقف وأفعال تعزل هذا الكيان وتحاصره من دون خوف أو تردد أو مراهنات خاسرة.
وأكدت " الخليج" في ختام كلمتها أنها فرصة قد لا تتكرر أمام مجلس الأمن مرة أخرى خصوصا أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ستكون أكثر صهيونية من الاحتلال الإسرائيلي.
وحول نفس الموضوع وتحت عنوان " مجلس الأمن ينتصر للقضية الفلسطينية " قالت صحيفة " الوطن " إن تبني مجلس الأمن الدولي للقرار /2234/ الذي يؤكد عدم مشروعية الاستيطان الذي يقوم به الاحتلال في فلسطين المحتلة ..
أتى لينهي عاما جديدا من الصمود الفلسطيني بتكريس نضالهم نحو قيام دولتهم المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
وأضافت أن التصفيق والفرح في مجلس الأمن كان دليلا قويا على الدعم العالمي الواسع والذي ترجم بالموافقة بغالبية 14 صوتا من 15 وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت وهي اتخذت هذه الخطوة لأنها لا تريد أن تناقض مواقها السابقة التي تؤكد فيها رفضها التام لكل أعمال البناء غير الشرعية التي يقوم بها الاحتلال منذ نصف قرن في الضفة الغربية المحتلة وحتى اليوم.
وأشارت إلى أن الموقف الأمريكي في عهد الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما والذي لم تشهد العلاقات بين واشنطن والكيان توترا مشابها لما حصل في عهده وفتورا في العلاقات المعتادة وإن كان التسليح والدعم لم يتوقف لكن بجميع المقاييس فإن الموقف الأمريكي الذي سهل بامتناعه عن التصويت يعتبر سابقة تاريخية يمكن البناء عليها كثيرا حيث أمدت الموقف العالمي الداعم للحق الفلسطيني برفض الاستيطان وقيام الدولة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.
وقالت إن المراقب لتقديم مشروع القرار عن طريق مصر والحديث عن تأجيله وعودة دول ثانية للمطالبة بالتصويت تبين أن العالم أجمع لا يزال على موقفه الرافض لتعديات الاحتلال وأن القضية الفلسطينية حية وثابتة في الوجدان العالمي الذي يرى ضرورة لإنهاء الصراع ووضع حد للعدوان والاحتلال الأطول في العصر الحديث.
وأكدت أن القرار خطوة كبرى واعتراف مطلوب لكن يبقى السؤال اليوم هو.
كيف يمكن ترجمته في الواقع وجعله يرى النور بالفعل وكيف يمكن منع الاحتلال من وقف الاستيطان ونهش الأراضي في مخالفة فاضحة لا تتوقف سواء عبر المستوطنات التي يبنيها أو " البؤر" التي يقوم بها المستوطنون بحماية قواته وعدم المساءلة .. لافتة إلى أن أي قرار أممي يفتقد إلى إلزامية التنفيذ يبقى دون الآمال التي توضع عليه وإنجاز الهدف منه.
وأضافت أن القرار يؤكد أن الحل الوحيد لوضع حد للأزمة وهو " حل الدولتين " لا يمكن الوصول إليه دون وقف الاستيطان وطالب إسرائيل باتخاذ جميع الخطوات الايجابية الفورية لعكس مسار الاتجاهات السلبية التي تقيمها على أرض الواقع في الأراضي الفلسطينية والمهددة لإمكانية تطبيق حل الدولتين.
ودعت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها العالم لأن يسارع ويبني على القرار الذي تم تمريره ما يلزم لترسيخ أسس الحق الفلسطيني والعمل على إفهام إسرائيل أنه لن يتجاهل تعدياته ومواقفه العدوانية واستباحته للأراضي الفلسطينية أو ما يقوم به من جرائم ومجازر