أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بعطاء دولة الإمارات المتدفق للعالم حيث أصبحت الدولة نموذجا للعطاء الإنساني الذي لا يعرف الحدود وهو ما يترجم في الكثير من المبادرات والمساعدات الإماراتية التي تستهدف تخفيف معاناة البشر حول العالم في أماكن الصراعات وفي مناطق الكوارث والأزمات الطبيعية..فضلا عن دورها البارز في تحقيق الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة.
كما تناولت افتتاحيات الصحف سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين والتعديات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال منتهكا القوانين والتشريعات و الأعراف الدولية.
وتحت عنوان " خير الإمارات للعالم " قالت صحيفة " البيان " إنه لم يمض يومان من شهر رمضان الكريم حتى انهال كالعادة كل عام سيل العطاء من بلد الخير دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من قيادتها الحكيمة الخيرة إلى مختلف أنحاء العالم إنها العادة الإنسانية التي تميزت بها الإمارات والتي وضعتها بشهادات عالمية في مقدمة دول العالم في العطاء والمساعدات .
وأشارت الصحيفة إلى أن مؤسسة خليفة للمساعدات الإنسانية دشنت جسرا جويا يتألف من / 12 / رحلة تحمل / 400 / طن من المواد الغذائية الرمضانية إلى سكان جزيرة سقطرى في اليمن .. كما قامت بتنفيذ برنامج المير الرمضاني في ستة مناطق في باكستان وتوجهت أيضا إلى موريتانيا لتوزيع عشرات الأطنان من المواد الغذائية الأساسية على آلاف الأسر الموريتانية .. وتوجهت إلى ساوباولو لتنفيذ مشروع "إفطار صائم" تحت إشراف سفارة الدولة في البرازيل ليقدم يوميا سبعة آلاف وجبة في / 14 / مسجدا ومركزا إسلاميا فضلا عن برنامج إفطار اللاجئين السوريين في ساوباولو .
وأضافت أن هيئة آل مكتوم الخيرية وزعت / 40 / طنا من مختلف أنواع التمور على عدد من الجمعيات الخيرية في الأردن .. وهناك خمسة آلاف طرد غذائي من مؤسسة سلطان بن خليفة الإنسانية تم توزيعها على الأسر المعوزة في الأقصر وأسوان بجمهورية مصر العربية" .
وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أن خير الإمارات يستمر بالتدفق للعالم كله طوال العام.
وفي موضوع آخر تحت عنوان " العقاب الجماعي .. جريمة حرب " قالت صحيفة " الخليج " إن الاحتلال الصهيوني ــ بعد عملية تل أبيب ــ فقد صوابه كعادته في مواجهة مثل هذه العمليات وراح ينتقم لعجزه الأمني بإجراءات فاشية ضد الفلسطينيين منتهكا حقوقهم ومحاصرتهم ومنع تجوالهم ليس فقط في بلدة يطا مسقط رأس الشابين اللذين نفذا العملية .. حيث تم عزلها تماما عن العالم الخارجي بل في منطقة الخليل ومختلف قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة إذ تم تقييد حركة العبور والتنقل من خلال نشر عشرات الحواجز العسكرية إضافة إلى منع آلاف الفلسطينيين من أداء الصلاة في المسجد الأقصى وإلغاء تصاريح دخول / 83 / ألف فلسطيني إلى داخل فلسطين 1948.
وأكدت أن هذه الإجراءات تعد وفق القانون الدولي " جريمة حرب " وهذا ما أكدته الأمم المتحدة في بيانها يوم أمس الأول تعقيبا على الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وهي ممارسات تحظرها إتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949 بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب وداخل الأراضي المحتلة وخصوصا المواد / 31 و32 و33 / التي تنص صراحة على منع معاقبة أي شخص عن أية مخالفة لم يرتكبها وحظر العقوبات الجماعية وكذلك جميع تدابير التهديد أو الإرهاب .
وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها إسرائيل للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني فهو في الواقع يعيش منذ أن احتلت أرضه في ظل عقاب جماعي فالاقتلاع من الأرض عقاب جماعي والاعتقالات العشوائية والقتل الكيفي والحصار وهدم البيوت ومنع الانتقال واقتلاع الأشجار ومصادرة الأرض كلها من أشكال العقاب الجماعي وهو جريمة حرب موصوفة.. ثم ماذا عن قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا منذ أكثر من خمس سنوات بعدما تحول إلى أكبر سجن في العالم يضم زهاء المليون ونصف المليون إنسان .. أليس ذلك جريمة حرب؟ .
وقالت " لأنها إسرائيل من يمارس العقاب الجماعي وترتكب جرائم الحرب ولأنها فوق كل القوانين والتشريعات والاتفاقيات ولأنها محمية من دول عظمى فلا أحد يستطيع أن يحاسبها أو يضع حدا لجرائمها وبطشها وغطرستها وعنصريتها ".
وأكدت أن سياسات العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني تؤدي إلى كوارث إنسانية فوق طاقة البشر في محاولة لزيادة معاناته وإذلاله وتعذيبه لعله يتخلى عن صموده ومقاومته ويرفع الراية البيضاء ويستسلم للأمر الواقع .. لكن واقع الحال وتجارب الأيام تؤكد أنه كلما ازدادت إسرائيل بطشا وعدوانا تعاظم صمود الشعب الفلسطيني وازداد قوة ومناعة .
من جانبها قالت صحيفة " الوطن " في إفتتاحيتها إن أكثر من / 100 / ألف فلسطيني أدوا صلاة الجمعة الأولى من رمضان في رحاب المسجد الأقصى ولولا قيود الاحتلال لتضاعف هذا الرقم وتجاوز النصف مليون فلسطيني لكن عراقيل الاحتلال وتقييد الوصول إلى القدس المحتلة واتخاذه من عملية تل أبيب ذريعة لإلغاء تصاريح تنقل عشرات آلاف الفلسطينيين وتقطيع الضفة والقدس بالحواجز ومنع المصلين لمن تقل أعمارهم عن / 35 / عاما وجميعها من انتهاكات الاحتلال واستهدافه للشعب الفلسطيني الذي يثبت طوال الوقت تعلقه بقضاياه الوطنية وحقه بدولته المستقلة وفق القرارات الدولية وعاصمتها القدس الشريف.
و تحت عنوان " 100 ألف فلسطيني في الأقصى" أضافت هذا المكان المقدس يتعرض لكل الاستهدافات والتعديات وتدنيس باحاته على مدار الساعة مع زيادة كبرى في الفترة الأخيرة لكل ما ذكر ومن يتابع يوميات الاحتلال في الفترة الأخيرة يلاحظ كيف بات اجتياح المستوطنين للمسجد وتدنيس باحاته وعرقلة وصول الفلسطينيين من العناوين الرئيسية للأحداث في الداخل المحتل وكل هذه الأفعال المسيئة الدنيئة ليست جديدة بل تعود إلى عقود خلت فإحراق المسجد والتنكيل بالمصلين والحفريات والتهويد هي حلقات متتابعة ترتكب بحق واحدة من أقدس وأطهر بقاع الأرض .
وبينت أن المتابع أيضا سيعرف كيف بات المسجد الأقصى المهدد بالانهيار من شدة الحفريات تتربص به قرارات ودعوات لتقسيم المسجد ذاته زمانيا ومكانيا وهو ما يتم نقاشه في كنيست الاحتلال بحيث يبدو ردا على التعاطف الدولي مع الفلسطينيين وحقوقهم فيسارع من جهته للرد بقرارات تشرع كل تجاوزاته وما ينطبق على الأقصى ينسحب على كافة المقدسات ودور العبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة من مساجد وكنائس.
وأكدت الصحيفة في ختام إفتتاحيتها أن فلسطين قبل كل شيء قضية إنسانية واستقرار الشرق الأوسط المنطقة الأهم في العالم متوقف عليها واستمرار الوضع على ما هو عليه يعني بقاء التوتر والأزمات دون حل في دوامة يمكن أن تكون لها تداعيات كبيرة يصعب التعامل معها .. ودماء الفلسطينيين ليست رخيصة وهي تسفك من قبل وحش إرهابي يمارس إرهاب الدولة وفي كل مرة عندما يريد أي فريق فيه تحقيق مكاسب يتخذ من ذبح الفلسطينيين وسيلة .