أبوظبي -صوت الامارات
اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية بالبرنامج الوطني للتسامح الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخرا ويعكس القيم السامية للمجتمع الاماراتي الاصيل إضافة الى أبعاد عملية تل ابيب في ظل البطش والظلم والعنصرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الاسرائيلي ..وما ترتكبه ميلشيا الحشد الشعبي من جرائم وحشية تحت عناوين وشعارات طائفية خاصة في الفلوجة .
فتحت عنوان "برنامج وطني للتسامح" ..قالت صحيفة "البيان" .. ما أحوج المجتمعات كلها لأن يتحول "التسامح" من شعار إنساني إلى تطبيق عملي في التعاملات الإنسانية في كل المجالات خاصة مع تصاعد نزعات التعصب والتمييز والعداء والكراهية للآخر وها هي دولة الإمارات العربية المتحدة المعروفة بمبادراتها التي لا تتوقف تتبنى التسامح كنهج عمل حكومي وجزء لا يتجزأ من سياستها الداخلية والخارجية.. وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير الذي اعتمد "البرنامج الوطني للتسامح" حيث قال سموه "التسامح قيمة من قيم أجدادنا وآبائنا المؤسسين ونجحت دولة الإمارات في نشره في ربوع المنطقة العربية والعالم".
ولفتت الصحيفة الى ان البرنامج الوطني حدد أسس قيم التسامح في المجتمع الإماراتي والتي من خلالها سيواصل المجتمع الأصيل ترسيخ قيم التسامح والتعددية الثقافية وقبول الآخر ونبذ التمييز والكراهية والتعصب فكراً وتعليماً وسلوكا ..مشيرة الى ان البرنامج الوطني للتسامح سيعمل من خلال مبادراته العديدة من أجل تعزيز دور الحكومة كحاضنة للتسامح وتعزيز التسامح لدى الشباب ووقايتهم من التعصب والتطرف والمساهمة في الجهود الدولية لتعزيز التسامح وإبراز الدور الرائد للدولة في هذا المجال.
واكدت صحيفة البيان في ختام افتتاحيتها ان شعار التسامح سيتحول إلى برنامج عمل حكومي ونهج سياسة داخلية وخارجية لدولة الإمارات.
من جانبها قالت صحيفة "الخليج" انه عندما يتم احتلال الأرض ويرفض الاحتلال الانسحاب منها ويخضع أهلها لأبشع أشكال البطش والعنصرية ويمارس محاصرة الناس والروح ويقتل على الشبهة ويرتكب المجازر ويصادر الأرض ويهوّدها.. وعندما يسدّ كل منافذ التسويات والحلول فإنه يقصد قطع الأمل وفرض الإحباط على الفلسطينيين رافضاً بذلك حقهم في الحياة على أرضهم والعيش بسلام وأمن مثل بقية البشر ووفق ما تنص عليه كل الشرائع.
وأضافت الصحيفة - تحت عنوان "أبعاد عملية تل أبيب" - ان الشعب الفلسطيني مثله مثل كل الشعوب التي تعرضت للاحتلال من حقة أن يمارس المقاومة بكل أشكالها وهو يمارسها منذ أكثر من سبعين عاماً وقدّم التضحيات ولم يستسلم رغم معرفته بأنه أمام عدو احتلالي عنصري مُدَجّج بأحدث الأسلحة وأكثرها تطوراً ومزود بترسانة نووية ويحظى بدعم غربي غير مسبوق لم تحظَ به أية دولة استعمارية في التاريخ.
وتابعت قائلة " انه بهذا المعنى نحن أمام صراع مفتوح بين محتل يسعى لتحويل أساطير دينية إلى أمر واقع عن "أرض ميعاد" و"شعب الله المختار" تنتهي بشطب الشعب الفلسطيني من الوجود وبين شعب يتمسك بحقه في أرضه ويرفض التنازل عنها ويمارس في سبيل ذلك كل أشكال المقاومة ويقدّم أروع نماذج الصمود في معركة غير متوازنة بل ويقدّم للعالم نماذج غير مسبوقة من أشكال المقاومة والإبداع في ابتكار وسائلها فكانت انتفاضة أطفال الحجارة التي أذهلت العالم ثم انتفاضة الأقصى.. وهو الآن يقدم انتفاضة السكاكين نموذجاً جديداً قدّم فيها أكثر من مِئتي شاب وشابة قام العدو بإعدامهم بدم بارد ثم اعتقد أنه تمكن جرّاء هذه الجرائم التي ارتكبها أنه نجح في إخمادها وفرض على الفلسطينيين الرضوخ والهدوء".
واضافت "الخليج" ان إسرائيل ومن حيث لا تحتسب فوجئت بشابين من بلدة يطا قرب الخليل بالضفة الغربية يعبران ما يسمى "الخط الأخضر" بسلاحيهما محليّي الصنع ويخترقان كل الإجراءات الأمنية وينفذان عملية مزدوجة في قلب "تل أبيب" وقبالة المجمع الحكومي ووزارة الحرب في رسالة تحمل مضمون التحدي وتؤكد عجز الكيان وأجهزته الأمنية على مواجهة إصرار الشعب الفلسطيني على استرجاع حقوقه مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات.
وقالت "الخليج" في ختام افتتاحيتها .. رغم اننا جميعا ضد قتل المدنيين الا ان عملية "تل أبيب" تؤكد أنه لا أمن للمستوطنين الصهاينة عل حساب أمن الشعب الفلسطيني وحقوقه وأن الحصار والعقوبات الجماعية تشكل دافعاً لمزيد من الصمود والمقاومة كما أنها بمثابة رسالة إلى أكثر حكومة إسرائيلية تطرفاً وإلى الإرهابي وزير الحرب الجديد أفيغدور ليبرمان بأن الشعب الفلسطيني لا يخاف التهديدات ولا يساوم وأن الأصوات النشاز التي تصدر من هنا وهناك عن مفاوضات وتسويات لا تعنيه ولا يسمعها ما دام لم يتم الاعتراف بكل حقوقه من النهر إلى البحر.
وتحت عنوان "كارثة الحشد الشعبي" ..قالت صحيفة "الوطن" .. لا تتوقف المخاوف مما تقوم به مليشيات ما تسمى "الحشد الشعبي" في العراق من المجازر والجرائم الوحشية التي يتعمد مقاتلوه ارتكابها بحق مكون وشريحة أساسية كبيرة من الشعب العراقي فقط ولا على استباحة المناطق التي يدخلها بحجة المشاركة في العمليات مع قوات الشرعية بل إن المخاوف تنسحب برمتها لتداعياتها على مستقبل العراق خاصة مع نوايا إيران المعلنة وسياستها الشريرة مع الحديث عن نيتها تمويل مليشيات "الحشد" التابعة لها والممولة والمأمورة منها إلى ما يسمى قوات ثورية على غرار "مليشيات ما يعرف بـ"الحرس الثوري" وها هم جنرالات إيران في العراق كما هم في سوريا وغيرهما يقدمون الاستشارات ويشاركون في المعارك التي تأتي بالويلات على الملايين من شعوب المنطقة.
وتابعت الصحيفة ان تنظيم "داعش" الإرهابي يرتكب من الجرائم والمجازر الوحشية الكثير يقابله تنظيمات تتطابق معه في الظلام والإثم والإبادة بمسميات ثانية كثيرة وجميعها وجوه متعددة للإرهاب الذي يهدد البشرية بمخاطر ومآس تعرضت لها الكثير من الدول .. وفي العراق ترفض الكثير من المناطق والقوات مشاركة ما يعرف بـ"الحشد الشعبي" التي استباحت كل مكان دخلته وطالت تعدياتها المدنيين والممتلكات وكل ما يأتي أمامها ومن هنا فإن الكثير من العراقيين يشعرون بالرعب من هذه المليشيات التي اثارت استياء واسعاً إن على المستوى الرسمي أو الدولي الرافض لمشاركة هذه المليشيات في أي عمليات بالعراق.
وأكدت صحيفة الوطن ان المرتزقة والمليشيات لا تبني أوطاناً ولا ترمم جروحاً ولا تقرب بين شعوب الدول التي تمر بأزمات بل على العكس تماماً فهي تعمق الشروخ وتضاعف الجروح وتفاقم المآسي خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار أن الجرائم التي تقوم بارتكابها ينطبق عليها وصف "الإبادة" و "ضد الإنسانية" وبالتالي لن يقلل من حقيقة أنها غير شرعية وغير قانونية شيئاً.
وقالت " ان سؤالا بسيطا جداً كاف لتوضيح حقيقة ما يسمى بـ"الحشد الشعبي" في العراق ويختصر الطريق لمعرفة حقيقته وجوهره الإجرامي وهو "لماذا يرفض سكان المناطق المنكوبة في العراق خاصة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي أي مشاركة لمقاتلي "الحشد" في عمليات التحرير" ..علماً أن الكثير من القبائل العراقية الأصيلة التي ينقصها التسليح والدعم شاركت في معارك التحرير وهي أشبه بشخص أعزل يواجه وحشاً كاسراً وقدمت المئات والآلاف من شبابها ورجالها ونسائها وأطفالها وبقيت على موقفها الرافض جملة وتفصيلاً للتعاون مع مليشيات "الحشد" أو قبول مشاركتها في العمليات.
واكد صحيفة الوطن في ختام افتتاحيتها ان تلك الميليشيات في العراق لم تكن يوماً حشداً شعبياً بل هي تجمع لمسلحين وقتلة ومأجورين تم تشكيلها ومحاولة إسباغ "الشرعية" الزائفة عليها لتكون ذراع إرهابية متقدمة تعمل لخدمة إيران ونواياها العدوانية بحيث تأتمر بأمرها ويكون تمويلها ومرجعيتها في دوائر طهران التي لم تبقي تنظيماً إرهابياً إلا وزرعته في عدد من الدول التي تتدخل فيها وتعمل على تطويعها لصالح أجندات الشر التي تعتبر عنوانها الرئيسي والوحيد مع استمرار تدخلاتها الرعناء في دول الجوار والمنطقة ومخالفة كل القواعد الواجبة للتعامل بين الدول.